لم أستطع دخول مدرسة الضباط فتشتت فكري وتركيزي.. فماذا أعمل؟
2014-03-24 01:37:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي المستشار: أضع بين يديك مشكلتي علي أجد عندك حلاً، أو على الأقل أكون قد شاركت همي أحدًا. سأبدأ بقصتي بعد إذنكم:
منذ إن كنت صغيرًا، وأنا أحلم بدخول الجيش، شاء الله أن أتحصل على الثانوية العامة بمعدل ممتاز (الأول) على مستوى المحافظة يخوّلني بدخول أي جامعة.
أنا لم تكن لدي أي رغبة في أي تخصص في الجامعة سوى دخول مدرسة الضباط، سجلت في المدرسة، وليلة مسابقة الدخول مرضت، ولم أتمكن من الذهاب، كان هذا في رمضان الفائت فقط، المهم رضيت بما كتب الله لي، وعلمت أنه لو لم يكن خيرًا لما مرضت ليلتها، وكلها أسباب سخرها المولى تبارك وتعالى.
دخلت كلية الطب درست فيها شهرين إلى اليوم, لم أتمكن من المواصلة فتوقفت عن الدراسة، وهنا تكمن مشكلتي، كلما أفتح كتابًا لا يمكنني التركيز أبدا، سوى التفكير بأحلام اليقظة والمستقبل الذي أفكر فيه، وأجد تفكيري سخيفًا جدًا في أمور تافهة.
فقدت التركيز في كل شيء، وأصبحت كسولاً جدًا لدرجة الخمول، ما يؤلمني هو والديً، حيث أشعر أن فرحتهما لم تكتمل.
من فضلكم: ما الذي أصابني، وماذا أعمل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أشرف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ربما يكون لديك شيء من الفكر القلقي الوسواسي الذي يسبب لك التوتر الداخلي، وهذا يجعلك شارد الذهن، وتسيطر عليك أحلام اليقظة، كنوع من الهروب من الواقع، وهذا أدى إلى التكاسل الذهني، وكذلك التكاسل الجسدي.
أيها الفاضل الكريم: احسم أمرك بأن تنظر إلى الحياة بمنظار مختلف، أنت شاب يجب أن تجتهد وتكد وتجد، وهذا ليس بالصعب. لا تحكم على نفسك بمشاعرك، أو من خلال أفكارك، إنما من خلال أفعالك، وهذا يعني أن تكون حازماً مع نفسك، وتجتهد في الدراسة، وتواصل بإصرار شديد، دائماً حاول أن تنام مبكراً لتستيقظ مبكراً مع صلاة الفجر، وهذه الأمة بورك لها في بُكورها، ومن يبدأ صباحه بدافعية وإنتاجية يوفقه الله تعالى في بقية اليوم.
خارطة إدارة الوقت تقوم على هذه المبدأ، فاجعل هذا منهجك، وحين تنجز سوف تحفز نفسك –أي أن الإنجاز في حد ذاته محفز مهما كان بسيطاً- وخذ يوماً بيوم، برنامجا يوميًا ثابتًا واضح المعالم تطبقه، وبعد ذلك سوف تحس أنك قد تغيرت من الناحية الفكرية، أو كذلك من ناحية المشاعر. عليك بممارسة الرياضة، عليك بالصحبة الطيبة، عليك ببر الوالدين، وعليك أن تؤكد ذاتك من خلال النظرة الإيجابية نحو المستقبل، الخمول والكسل يزيله الإصرار والرياضة والصلاة في وقتها، وكذلك تلاوة القرآن والدعاء (اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ومن الجبن والبخل).
أيها الفاضل الكريم: لا مانع أن تتناول أحد الأدوية التي تحسن المزاج وتزيل التردد، الدواء هو فلوكستين Fluoxetine، والذي يعرف باسم بروزاك تجارياً وربما يكون له مسميات أخرى في الجزائر، تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله، وربما يكون أيضاً من الجيد أن تقوم بإجراء بعض الفحوصات الطبية العامة للتأكد من صحتك الجسدية.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.