أشكو من سعال وبلغم متكرر لا يفارقني منذ مدة طويلة.
2014-03-24 05:59:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
منذ مدة طويلة أعاني من سعال وبلغم متكرر لا يفارقني أبدا، ولكن تخف حدته من وقت لآخر، حيث تتكرر لدي الحمى، ويتحول لون البلغم للأخضر وتتغير رائحته كذلك، وتزداد سرعة تنفسي، ويقل عمقه، مع ألم في الصدر والظهر عند محاولة أخذ نفس عميق.
نوبات المرض هذه تتكرر منذ فترة المراهقة، ويصف الدكاترة لي دائما مضادات حيوية مختلفة، تفيدني ثم بعد فترة تعاودني الأعراض نفسها، مؤخرا أصبحت عندي حساسية من الغبار، تسبب لي حكة في العيون والأنف والحلق، وعطاسا متكررا، وأستخدم لذلك عقار atarax 10 mg، للأسف لم تعد لدي ثقة في العلاجات التي يصفها لي الدكاترة، فبماذا تنصحونني؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تصفينه يتطابق مع السعال التحسسي، وهو من أشكال التحسس الذي يصيب القصبات، ويؤدي لتشنج قصبي، ومفرزات مخاطية مستمرة وسعال يزداد عند التعرض للعوامل المسببة للتحسس لديك مما ذكرت، فهذا السعال مستمر بشكل دائم، ولذلك يدعى بالتحسس السنوي، حيث أنه غير مرتبط بفصل معين من السنة، وإنما كل أيام السنة.
طبيعي خلال السنة الإصابة بالالتهابات التنفسية، والتي تكون غالبا فيروسية وخاصة أثناء الشتاء، وهذا يؤدي لتغير طبيعة السعال، والمفرزات المخاطية، والتي تتحول إلى قيحية، وهذا سبب تغير لونها ورائحتها، ومع اشتداد السعال تصاب عضلات الصدر بالتشنج، وهذا يجعل السعال مؤلما (ألم في الصدر والظهر أثناء السعال، وأثناء أخذ النفس، لأن أخذ النفس يتطلب توسعا في الصدر، وبالتالي يؤدي لشد على عضلات الصدر المتشنجة، وهذا يؤدي للألم أثناء أخذ النفس، ويجعل المريض يحاول أن يتنفس بشكل سطحي ليحاول منع توسع الصدر، والتسبب بالألم الناتج عن تشنج العضلات الصدرية).
عادة الالتهاب التنفسي الفيروسي يشفى خلال أسبوع، ولكن هذا الالتهاب يؤدي لتحريض وتهييج التحسس الصدري القصبي، وبالتالي تستمر أعراض السعال والقشع المخاطي لفترة طويلة، قبل أن يعود السعال للحالة الأصلية التي كان عليها قبل المرض.
كما لا يجب أن ننسى أن وجود البلغم في الصدر، والذي يزداد عند الالتهاب التنفسي الفيروسي، يخلق تربة خصبة لنمو الجراثيم، وبالتالي قد يتطور الالتهاب القصبي الجرثومي بشكل أشيع عند مرضى التحسس الصدري، وهذا الالتهاب يعالج بالمضادات الحيوية، ويتحسن سريعا ليعود السعال الناتج عن التحسس، ويستمر لفترة طويلة بعد الشفاء من الالتهاب الجرثومي.
العلاج يبدأ بالوقاية من الأشياء المسببة للتحسس لديك، وللتعرف على هذه الأشياء لا بد من إجراء اختبار دموي أو جلدي لاختبارات التحسس، وعندها تصبح الوقاية أسهل عند معرفة هذه الأسباب، ثم إنه بالإمكان إعطاء لقاح للمريض بعد معرفة هذه الأسباب المحسسة (حيوانات، أنواع معينة من النباتات، أطعمة معينة، مواد كيماوية موجودة في المنزل أو العمل، مثل المنظفات وغيرها، الغبار)، وهذا اللقاح يعطى على شكل قطرة تحت اللسان أو إبرا تحت الجلد، وبمعدل إبرة شهريا لمدة لا تقل عن السنة، وقد تصل لثلاث سنوات، هذا العلاج يعطي -بإذن الله- علاجا دائما للتحسس، حيث أنه يعتبر بمثابة لقاح للمريض من هذه العوامل المسببة للتحسس.
طبعا هناك العلاج الدوائي التقليدي ضد التحسس، والذي لا بد منه في حالات النوبات التحسسية، وهو يشمل مضادات التحسس الفموية (الحبوب)، وبخاخات الكورتيزون، وبخاخات الموسعات القصبية، وكلها تفيد في علاج التشنج القصبي، والمفرزات الناتجة عن التحسس، وبالمناسبة دواء الأتاراكس فعال، وإنما تأثيراته الجانبية قوية، فهو يسبب نعاسا شديدا، وارتخاء في الجسم، وأنا أفضل مضادات التحسس مثل (اللوراتادين والديسلوراتادين) والتي لا تسبب النعاس، ويمكن إضافة دواء آخر ليدعمها هو (مونيلوكاست)، حيث أنه يفيد كثيرا للتشنج القصبي، والمفرزات الناتجة عن التحسس.
مع وافر الدعاء بتمام الصحة والعافية.