زوجي سيء ولا يقوم بحقوقي الزوجية، فهل أطالب بالطلاق؟
2014-04-20 00:55:32 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
عمري 29 سنة، متزوجة منذ تسع سنوات، لدي طفلين، ولد عمره 6 سنوات، وبنت عمرها 3 سنوات.
للأسف زواجي فاشل منذ بدايته، فلا يوجد توافق بيني وبين زوجي أبدا، وغير ذلك زوجي وبشهادة أهله إنسان بخيل، وقاسي، وعصبي، وشديد المحاسبة والانتقاد، وأناني لأبعد الحدود، لا أحد من أهله يحبه أو يحاول التقرب منه، عانيت معه كثيرا من إهانة، وشتم، ولعن، وضرب، وسوء خلق ومعاملة، حاولت معه بكل الطرق الجميلة لأكسبه على مدى السنين، إلى أن وصلت إلى مرحلة لم أعد أتكلم معه إلا في ضروريات المنزل، وأصبحت أتجنبه، هدأ الصراخ داخل المنزل، ولكن تباعدنا وتنافرنا بشكل كبير.
زوجي منذ البداية وهو يهجرني في الفراش، وقد يصل هجره إلى سنة وأكثر، ويعلل ذلك بأنه ليس لديه رغبة بي، مع أني لاحظت وجود ضعف جنسي عنده منذ أول أيام زواجنا، كما أنه لا يصرف علي، ويشتري الأكل والشرب للبيت ولكنه بعدها يمن علي بما اشتراه، ويعبس في وجهنا في كل مرة، ولكن مصاريفي الشخصية وملبسي كله من والدي، والآن من شغلي، وأيضا أولاده، يرفض أن يشتري لهم الثياب، فأضطر شراءها بنفسي.
حالته المادية جيدة جدا، ويلبس الماركات، ويسافر سياحة من وقت لآخر، زوجي فرض علي أن أعمل وأصرف على نفسي، وقال لي إن تركت شغلك سأطلقك، وهو يهددني بالطلاق دائما، إلى أن فقدت الأمان معه، لا يخرجنا من المنزل، ولا يبتسم في وجوهنا، فتخيل معي إنسان عابس ناقد متكبر، أشعر بأني أكرهه وأكره وجوده.
زوجي يهينني أمام أولادي، ولا يسمع لي رأيا أو كلمة، ويتعالى علي بالرغم من أنه ليس بأفضل مني بشيء، كما أنه قال لي: بأنه يحب وسيتزوج، وقال لي: بأنه سيطلقني، ونعتني بأبشع الصفات حتى أمام أهلي، لا يحترم أهلي ولا يرحم أولاده، ويقول بأنه لا يريد أن يكون له أطفال، ولا يحب المسؤولية، ويكرر أحيانا هذا الكلام أمام أولادي، المرأة التي يحبها لم تقبل أن تتزوجه، وهو للآن يحاول ويذل نفسه لترضى به، ويخبرها بأنه سيطلقني، وأنه مستعد يخسر الجميع من أجلها، فهل أنا مخطئة في حق نفسي وأولادي بالاستمرار بزواج كهذا؟
ابني أصبح عنيفا ومعقدا نفسيا، والبنت بدون شخصية، هل أسمح لما تبقى من شبابي للضياع مع هكذا زوج؟ أشعر بالتعاسة، فهل الطلاق حل لي ولأولادي؟ فقد صبرت كثيرا وتحملت ألوان العذاب ولم تزد الأمور إلا سوءا مع هذا الرجل.
أرشدوني هل حال أولادي أفضل مع أبيهم مع كل ما ذكرت، أم أنهم أفضل بدون كل هذا الكره والجفاف المادي والعاطفي؟
أعرف أني لو صبرت وأضعت ما تبقى من عمري سيتركني أنا وأولادي من أجل واحدة من علاقاته العاطفية، أصبحت مكتئبة وغير قادرة على تربية أطفالي واللعب معهم، وأصبحت أشعر أني أجني على نفسي وأولادي بالاستمرار.
جزا الله كل خير من أرشدني وساعدني في تحديد مصيري ومصير أولادي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sama حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك حسن العرض للاستشارة وللمشكلة، ونؤكد أنك تواجهين صعوبات، ولكن ننتظر منك أن يكون الحل، وأن يكون الصبر منك كما قد صبرت من قبل، وأرجو أن نعلم أن هذا الرجل إذا كانت له إيجابيات حبذا لو عُرضت علينا حتى نستطيع أن نوازن حتى لو كانت قليلة، ونحب أن نؤكد أنه لا بد أن هناك إيجابيات دفعتك للقبول به، ولا بد أنه اختارك من دون سواك من النساء.
ونؤكد أن البخل صفة ذميمة، وما يحصل منه خطأ كبير، ولكن أيضاً لا نريد أن تستعجلي في موضوع الطلاق حتى تنظري في الآفاق البعيدة، تنظري في البدائل المتاحة، تنظري في قدرته على تحمل مسؤولياته تجاه هؤلاء الصغار الذين سيُسأل عنهم من الناحية الشرعية، ونحب أن نؤكد لك أن هذا الشخص الذي عنده عصبية سيء العلاقة مع جميع الناس، وأعرف الناس به وأملك الناس بمفاتيح شخصيته هو أنت الذي عشت معه هذه السنوات وأنجبت معه هؤلاء الأطفال، ولذلك نحن نؤكد حقك في الخروج من حياته، ولكن نريد أن يكون ذلك عن دراسة، ونريد أن يكون ذلك عن نظرة شاملة لكافة الأمور عن البدائل المتاحة عن الفرص المتاحة بالنسبة لك عن رأي الأسرة في هذا الفراق الذي تطالبين به، لأنه إذا حصل الضرر من الناحية الشرعية فمن حق المرأة أن تطلب الطلاق، ومن حق المرأة حتى أن تختلع من الرجل إذا رفض أن يطلقها.
ولكن يبدو أنه لا مانع عنده إذا طلبت الطلاق من أن يطلقك، ونحن لا نرى استعجال الأمور، ونحب أن نعرف بالضبط كيفية تعامله مع الأبناء؟ وهل هذه القسوة وهذا التقصير دائم أم عندما يحصل خصام معك يكره هؤلاء الصغار ولا يعاملهم معاملة جيدة؟ المهم أرجو أن تفكري، ونؤكد أن القرار الصحيح يبنى على قواعد صحيحة، يبنى على نظرة شاملة يبنى على تقدير الإيجابيات وإلى السلبيات ثم الحكم بعد ذلك بين هذه الأمور.
نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على كل أمر يرضيه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
___________________________________________________________
انتهت إجابة الشيخ/ الدكتور أحمد الفرجابي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
____________________________________________________________
مرحبًا بك -ابنتنا العزيزةَ- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته أن يفرج عنك، وأن يجعل لك من أمرك فرجًا ومخرجًا.
نحن نتفهم -أيتها البنت العزيزة– المعاناة التي تعيشينها، وندرك مدى مرارتها وثقلها على نفسك، ولكن هذا كله ما ينبغي أن يدفعك نحو اتخاذ قرارًا قد يعود عليك بمزيد من المشقة والألم.
نحن لن نتحدث هنا عمَّا يجب أن يفعله الزوج، فإن هذا الخطاب كان سينفع لو كان سيوجه للزوج نفسه، ومما لا شك فيه أن ما ذكرته من أوصاف عن الزوج ينبئ عن أنه زوج لا يُبالي بما فرض الله عز وجل عليه، وهو مقصر بلا شك في كل ما فعل، ولكن يبقى أن في هذا الزوج بعض الإيجابيات التي ذكرتها أنت بنفسك في أثناء كلامك، كقيامه ببعض الواجبات التي عليه، من النفقة ونحو ذلك، وأنت في بلد يشيع فيه تقصير الأزواج في حقوق الزوجة والأولاد، ويشيع فيه عدم الاكتراث بحقوق الزوجة والأبناء والبنات في البيوت، وهذا أمر معلوم لديك، وإذا ما قارنت بين هذا الزوج وبين غيره من الأزواج المقصرين المضيعين ستجدين أن هذا الزوج لا يزال فيه بعض الجوانب الإيجابية.
هذا كله نحن نذكره فقط حتى نخفف عنك بعض الألم الواقع على نفسك، فإن عموم المصيبة يخفف وقعها على النفس، ولهذا نحن ندعوك أن تتمهلي جيدًا في التفكير بطلب الطلاق، وأن تدرسي الموضوع مع من تثقين فيه من أهلك ومحارمك، وأن تنظري في الإيجابيات والسلبيات المترتبة عليه، فإن أولادك قد يكونون عرضة للضياع إذا تفرقت الأسرة، نعم أنت أحق بالحضانة من الزوج ما لم تتزوجي، ولكن هذا قد يكون سببًا لنزاعات واختلافات، ولهذا فنحن وإن كنا نرى أن طلب الطلاق في حقك مشروع ما دام الزوج لا يؤدي ما عليه من الحقوق، ولكن يبقى النظر هل هو القرار الأصلح؟ أم أن الصبر عليه ومحاولة إصلاحه ووعظه بما يؤدي إلى حفظ هذه الأسرة وصيانة الأبناء عن الضياع، كل هذا يحتاج إلى رأي سديد ودراسة للواقع.
أما ما ذكرتِ من شأن هجرانه لك في الفراش:
فإن هذا أيضًا مما لا يجوز له أن يفعله، وهو أيضًا مما يسوغ لك طلب الطلاق منه إن كنت تخشين على نفسك وقوعًا في محرم، ولهذا نحن نؤكد ضرورة النظر في الموضوع من أطرافه كلها، والنظر في العواقب والنواتج فيما لو تطلقت من هذا الزوج، هل ستبقى أمامك فرصٌ للزواج أم لا؟
فاستخيري الله سبحانه وتعالى، وشاوري العقلاء من أهلك، وأكثري من دعاء الله تعالى أن يدلك إلى أرشد أمورك.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته أن يقدر لك الخير حيث كان.