أصبحت شخصاً خجولاً وانعزالياً!

2014-05-07 01:26:56 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 18 سنة في الصف الثالث الثانوي، وأنا متفوق دراسياً، ومظهري مقبول، ولا يوجد لدي أي أمراض -الحمد لله-، سوف أخرج ما بقلبي من أعراض ومآس، ومشكلتي منذ كنت في 14 أو 13 من عمري بدأت أنعزل وأفقد الاجتماع بالناس، وحتى أقربائي، وأتضايق من اللقاء بأحد، أو مجيء أحد عندي، والتحدث معي، فصرت شخصًا انعزاليا، أو انطوائيًا، وأقربائي يقولون لي لماذا أنت هكذا لا تجتمع بأحد؟ فأتضايق أكثر.

ولدي مشكلة أنه إذا أحد جرحني بكلام، أو موقف، أو أي شيء، فأبقى أتذكر ذلك الموقف، وأتألم بشدة لتذكره.

أيضاً عندي خجل مفرط حتى إنني لم أعد أظهر في الإذاعة المدرسية على عكس ما كنت عليه في الصف الأول متوسط، والصف السادس.

لدي خجل قوي جدًا، ولم أعد أستطع أن أحضر المناسبات لوحدي؛ لأنني أخاف من الدخول على الناس، ولا أستطيع أن أقف وأتحدث أمام طلاب فصلي، وأيضاً تأتيني أعراض عند الالتقاء بأحد، أو عند الجلوس مع أشخاص، والأعراض مثل: سرعة دقات القلب، واحمرار الوجه، والاضطراب في الكلام، والتوتر الشديد، وأتوتر كثيرًا، ووالدي ووالدتي لا يسمحون لي أبدًا بالذهاب مع أصدقائي، أو الذهاب بالسيارة للتنزه لوحدي، أو مع أصدقائي، فأنا في البيت ولا أخرج منه، وإذا أحد تكلم علي باستهتار أو سخرية أصمت، ولا أستطيع التحدث أو الرد.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عربي الغريب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مجمل رسالتك يشير أنك تعاني من نوع من الخجل الاجتماعي الذي جعلك تفتقد ثقتك في مقدراتك وأدائك في الأحوال، والظروف، والمناسبات التي تتطلب المواجهات الاجتماعية العادية، أو المواجهات الاجتماعية ذات الطابع الخاص.

أما بالنسبة لصمتك إذا تكلم أحد عليك بسخرية أو استهزاء فهذا أمر جميل، وهذا شيء من الحياء فيك، والحياء شطر من الإيمان، وفيك صفة يحبها الله ورسوله، وهي صفة الحلم والأناة، فلا تنزعج؛ فهذه ليس علة مرضية.

بالنسبة للخجل أو الرهاب الاجتماعي الذي تعاني منه، لا أعتقد أنه من الدرجة الشديدة، حتى وإن كان يلازمك منذ فترة طويلة.

العلاج يتمثل في أن تكون أكثر ثقة في نفسك، وأن تؤدي صلواتك الخمس في المسجد، وأن تمارس الرياضة مع أصدقائك مثل كرة القدم، وأن تزور أصدقائك أو أرحامك على الأقل مرة في الأسبوع، ويجب أن تجتهد في دراستك، وتتفاعل مع المعلمين وزملائك الطلاب، هذا هو العلاج، وحين تحاول أن تتفاعل اجتماعيًا وتواجه، سوف تحس بشيء من القلق، وهذا أمر طبيعي، وعليك أن تعيد هذه المحاولات، وأن تكرر هذه المواجهات، هذا هو العلاج.

أما أن تنسحب وتبتعد ولا تقتحم، فهذا سوف يؤدي إلى المزيد من الخوف، وهناك دراسات كثيرة أشارت أن الإنسان إذا لم يتجنب وواجه المخاوف في ظرف أسبوعين إلى ثلاثة يكون في حالة ممتازة.

بالنسبة لرفض والديك بألا تذهب مع الأصدقاء: يجب ألا تلوم والديك على هذا؛ ربما يكون خوفًا عليك، لكن تحدث معهما بشيء من الود والأريحية، وعين لهم ذاك الصديق الذي تريد أن تخرج معه، كلنا نوجه أولادنا على هذه الشاكلة، ولا نسمح لهم بأن يخرجوا إلا مع من نثق به ونثق في أسرته، فلا تلومنَّ أبدًا والديك على ذلك، وأنا أقول لك: إذا حرصت على صلاة الجماعة سوف تجد أنك محاط بعدد كبير جدًّا من الشباب الصالحين، وهؤلاء هم الذين تخرج معهم وتذهب معهم إلى الأماكن التي يرتادونها، فهم أصلاً أهل الخير والصلاح والنفع، والإنسان يحتاج القدوة الصحيحة والسليمة.

أنت مطالب أيضًا بأن تضع لنفسك هدفًا في هذه الحياة، وتجتهد بكل ما تملك من طاقات لتصل لهدفك.

النقطة الأخيرة هي: إذا لم تتحسن حالتك بعدما تطبق ما ذكرته لك – وهذا نادرًا ما يحدث – هنا أقول لك: اذهب وقابل الطبيب النفسي ليصف لك أحد الأدوية التي تزيل عنك الخوف والرهبة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

www.islamweb.net