أريد الزواج وأنا لا أملك شهادةً أو عملاً أو مالاً.. فماذ أفعل؟

2014-05-12 06:18:42 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا شاب في الـ 22 من عمري, أثقلني هم الزواج؛ حيث أشعر برغبة شديدة بالزواج؛ لتحصين فرجي, والاستمتاع بالحلال, لكن للأسف في هذا السن المبكر, وفي هذا الزمان يصعب عليك الزواج وأنت لا تملك شهادة دراسية, ولا عملا, ولا مادة تعينك عليه, ولا أخفي عليكم أني قد تعبت من كبح شهوتي.

أنا ولله الحمد ممتنع من العادة السرية, والأفلام الإباحية منذ فترة بفضل الله, لكن خلال الفترة الأخيرة طغت شهوتي علي, وضعفت, فلا أكاد أنظر إلى امرأة أو حتى إلى (يدها) أو إلى صورة عادية جدا قد يراها الكثير, أو إلى طفل صغير حديث الولادة؛ إلا ويضيق صدري, وأتعب وأفكر كثيرا, حتى أحبس نفسي في غرفتي, وأبكي, وأسأل الله العظيم أن يفرج عني.

ومع تطور برامج التواصل الاجتماعي أصبح من السهل التكلم مع الفتيات بمواضيع مختلفة, وقبل فترة وجيزة تكلمت مع فتاة في أحد برامج التواصل الاجتماعي, تكلمت بكلام عادي جدا, وبنية صافية, لكن طال الحديث ساعات, انتهى بإرسال الفتاة لي رسالة خاصة تقول (أريدك) فتلعثمت, واضطربت, وبدأت بالتعرق, ولا أدري ماذا أقول لها, فرددت عليها كأني لم أفهمها, فعادتها مرة أخرى.

في ذلك الوقت أدركت أن الحديث وصل إلى نهاية غير محمودة, وبفضل الله ورغم رغبتي بها؛ رددت عليها بأن تستعيذ من الشيطان, وتذكر ربها, لكنها أصرت وحاولت مرارا وتكرارا, وبرحمة الله علي بقيت على ما أنا عليه رافضا طلبها.

استغرقنا فترة طويلة على هذا الحال, حتى أرسلت لي صورتها, وقد أعجبني جمالها, لكن لم يهزني ذلك ولله الحمد.

وفي نهاية الأمر قالت لي: كسرت خاطري, ولم تقدرني, ولا أعطيتني اهتماما, فنصحتها مرارا أن الطريق هذا خطأ, ونهايته وخيمة, لكن لا جدوى, انتهى الحديث واختفت الفتاة, ومنذ ذلك الحين لم أسمع لها خبرا.

وأنا اليوم قلق بشأنها, ولا يمر علي يوم إلا وبالي منشغل بها, وأحيانا يوسوس لي الشيطان بأني قد كسرت خاطرها وآذيتها, لكن رضا الله فوق كل شيء, ويعلم الله أني أعلم أنما فعلته صحيح.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا بدايةً نرحب بك في الموقع، ونحييك، فأنت نموذج نادر من الشباب، نسأل الله أن يرزقك من فضله, فهو العزيز الوهاب, وأن يلهمك الصواب, وأن يجعلك ممن يتمسك بالسنة والكتاب، وشرف لنا أن نتواصل مع أمثالك, ونسأل الله تبارك وتعالى أن يبلغك الحلال, وأن يبعد عنك الشيطان وحزبه, وكل ما يثير الغرائز فيما لا يرضي الله تبارك وتعالى.

نقدر ما يحصل معك من معاناة, ولكننا نريد أن تبتعد عن هذه المواطن؛ فإن الشريعة قالت (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله)، ونتمنى كذلك أن تسعى سعياً حثيثاً في أن تعد نفسك بما تستطيع, ولم يتضح لنا وضع الأسرة, وإمكانية عرض الأمر عليهم, وإمكانية الاستفادة من الدعاة في إقناع أسرتك, إذا كانت الأسرة غنية، أو تستطيع أن تعاونك على بلوغ الحلال.

الأصل أن نعين شبابنا على الزواج، قال العظيم في كتابه: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم)، وكأن قائلا وقف ليقول من أي الفلوس من أين الأموال؟ فقال العظيم: (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله)، والسلف فهموا هذا المعنى فكان الواحد منهم يلتمس الغنى في النكاح.

النكاح يجلب الغنى؛ لأن طعام الاثنين يكفي الأربعة، ولأن الإنسان بعد الزواج يعرف قيمة الدرهم, ولأن الإنسان بعد تحمله المسؤولية يجتهد في البحث عن أعمال, وأعمال إضافية, أيضاً الزوجة تأتي برزقها, وكذلك العيال، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.

ونحن سعداء جداً بهذا الصمود, وهذا الثبات, وبهذا النضج, وبهذا الوعي, ونتمنى أن لا تفتح على نفسك أبواب الشر، فلا تتواصل إلا مع الصالحين من الأصدقاء, واشغل نفسك بالخير قبل أن يشغلك الشيطان بغيره، وحاول أن تسعى في كل الاتجاهات, ونحن سعداء أيضاً في أن تتواصل معنا لأن هذه تجربة رائعة, ونريد أن نسمع للمزيد, ونريد أن نتحاور منك, ونقف إلى جوارك .

نرحب بك عبر الاستشارات, ونرحب بك عبر الهاتف: (0097455805366) والهاتف: (0097455100346)، والشرف لنا أن نكون في خدمة أمثالك من الكرام, ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهدايا.

www.islamweb.net