كيف أطور لغتي وأكون مسترسلاً في الكلام مع الناس؟
2014-05-25 03:28:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية جهودكم مباركة في هذا الموقع، وفي ميزان حسناتكم.
دكتورنا العزيز: أنا صاحب استشارة رقم 2210952، هنا أنوه في البداية أن نسبة التحسن هي 85 % من مرض الرهاب.
على أي حال فقد أنهيت طريقة قطع العلاج، كما أشرت لي، واختفت الأعراض نسبيًا، لكن بعد شهر من قطع العلاج عاد الاكتئاب إليّ مرة أخرى، ولكنه هذه المرة شديد حيث إنني مكتئب طوال الوقت، وأعاني من نقص في التركيز والنسيان.
وكما أنني فقدت الشعور بالسعادة، حتى في المواقف والأحداث التي تجلب السعادة لأي إنسان، علمًا أنني ملتزم دينيًا، ومواظب على الصلاة -والحمد لله-.
سوف أورد لك ما حدث معي بعد شهر من قطع العلاج، قد تكون إحدى هذه الأحداث أو جميعها سببت لي هذا الاكتئاب:
- أعمل في بلد مضطرب أمنيا، الاشتباكات والتفجيرات والدماء تكاد تحدث يوميًا، فأنا كغريب في هذا البلد بعيد عن هذه الأحداث -بفضل الله-، ولكن كمسلم أتاثر بما يحصل من هدر الدماء، وخاصة أن المقتولين مسلمون.
- أبلغ من العمر 30 سنة، وأعمل في مدرسة دولية، في الآونة الآخيرة، تعرفت على فتاة، وارتحت لها كثيرًا كما قال: رسولنا -صلى الله وعليه وسلم-: (الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها أختلف)، فتقدمت لها، لكنها رفضت، والرفض كان صعبًا عليً، ومع الوقت تجاوزته نسبيًا، وأخذت أطمئن نفسي بالآية الكريمة: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)، وبمقولة لعله خير.
- علما أني مبدع في المواد العملية، ولكن قبل أسبوعين بدأت بالمادة النظرية، وهنا بدأت المشاكل، حيث إنني ضعيف جدًا في الكلام اللفظي، أو الاسترسال في الكلام وأواجه صعوبة في التركيز، فمثلاً أقوم بعرض شريحة على جهاز العرض، وعندها أجد نفسي أقرأ الموجود فيها قراءة فقط، وهذا الذي يتعبني، فكلما أردت أن أقوم بإعطاء موعظة قصيرة، أو قصة قصيرة، أو شرح بسيط عن أي موضوع ما، ولكنني للأسف أشعر كان رأسي فارغًا، لا تسعفني ذاكرتي في استرجاع وانتقاء الكلمات، والجمل المترابطة.
- عندي الروايات الكثيرة التي سمعت أنها تطور اللغة لقارئها، وكلما بدأت سرعان ما أنتكس.
- أنا في المجال العملي فعلاً مبدع، ولكني في مجال الذكاء الكلامي، أو اللفظي ضعيف جدًا، وأشعر أنني فقدت التركيز، ومجال عملي يفرض علي أن أكون متكلمًا، وعندي القدرة في الاسترسال في الكلام، وانتقاء الكلمات وخروجها مترابطة، وهذا ما يقلقني.
أشعر أحيانا بأنني قادر على التعبير الكتابي، والتحدث مع الآخرين بطلاقة، والقدرة على الاسترسال في الشرح في المحاضرات.
أشعر بأنني عندما أتعالج من أي مرض كالاكتئاب والقلق والتوتر، -وليس هذا فقط- فلسوف تتغير حياتي بالكامل، وعندي طموحات كثيرة لإكمال دراستي.. إلخ.
أعرف أن الدواء لحالتي مهم جدًا، ولكني أخاف أن أدمن عليه، حيث كما أوردت في استشارتي السابقة، أنني تعالجت لمدة أكثر من ستة أشهر.
الآن باقي عندي دواء سيروكسات وسيبرالكس mg 20، أرجو أن تنصحني بالإضافة إلى الدواء بالطريقة التي أطور بها لغتي، وأصبح بها متكلمًا وأسترسل في الكلام.
عملت فحصًا للحديد، فكانت النسبة كالتالي 36، والنسبة الطبيعية 30 -400 ، وقوة الدم (الهيموغلوبين) 14.5، هل من الممكن أن يكون نقص الحديد له أثر في نقص التركيز والنسيان؟
جزاك الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتفق معك أن الأحداث الحياتية المؤلمة والسلبية والتي تحدث في بلدكم مؤلمة جدًّا للنفس، فنسأل الله تعالى أن ينعم على بلادكم بالأمن والسلام، وعلى جميع بلاد المسلمين.
أخي الفاضل: رجوع هذه الأعراض لك أرجو ألا تعتبره انتكاسة حقيقية، هي هفوة من الهفوات النفسية التي تُصيب الإنسان، خاصة إذا كان لديه القابلية أصلاً للقلق والتوتر والاكتئاب.
الذي أراه هو أن ترجع وتتناول الدواء مباشرة، وفي هذه المرة أريدك أن تتناول عقار فلوكستين – وهو البروزاك – أعتقد أنه سيكون أجود وأفضل؛ لأنه محسِّن أساسي للدافعية، وأنت حين تتحدث بمحدودية مقدراتك في التعبير اللفظي أعتقد أن هذا الجانب ناتج من شعورك السلبي حول ذاتك، وقد لا يكون بنفس الحجم والشدة التي تتصورها.
إذن تناول الفلوكستين بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، ويمكن أن تتناوله حتى مدة سنتين، أو ثلاثة، لا بأس في ذلك أبدًا، هذه الجرعة وقائية، وهو دواء محسِّن للمزاج، ويُحسِّن الدافعية كما ذكرت لك، ولا يُسبب الإدمان، ولا يزيد الوزن أبدًا.
يُفضل أن تتناول الفلوكستين في فترة الصباح، أو النهار؛ لأنه في بعض الأحيان قد يُضعف النوم قليلاً لدى بعض الناس.
أخي: يجب أن تُكثر من ممارسة الرياضة، والتواصل الاجتماعي.
بالنسبة لمقدراتك العملية: أنت تراها جيدة، ولكنَّ مقدراتك النظرية والتعبيرية أضعف: هذه الفوارق موجودة – أخي الكريم – بين البشر، لكن أعتقد أن القلق والوسوسة هي التي جعلتك تتحسس حول هذا الموضوع، يجب أن تكون أكثر ثقة في نفسك، ويا أخي الكريم: القراءة والاطلاع هي أفضل الوسائل؛ لأن يحسِّن الإنسان من مقدراته التعبيرية وكذلك العملية.
مجالسة الناس خاصة العارفين منهم والدخول في حوارات – أيَّا كان نوعها – هذه وسيلة ممتازة جدًّا، ويمكن أيضًا أن تقوم بنوع من تمثيل الأدوار، مثلاً: وأنت جالس في غرفتك تتصور أنك تُلقي محاضرة، وبالفعل قم بهذا الإلقاء، وبعض الناس ننصحهم بأن يقوموا بتسجيل ما يقومون بالتحدث عنه أو الإلقاء، ثم بعد ذلك الاستماع لما سجلوه، وهذا يزيد من قناعة الإنسان حول مقدراته، وفي ذات الوقت يدفعه للمزيد من التحسن، أي أن عملية الإلقاء هذه والتسجيل، ثم الاستماع إلى ما قمت بتسجيله يجب أن تكون متكررة.
الاستفادة من قدرات خطباء الجمعة والصلاة، وبعد أن تستمع إلى الخطبة حاول أن تردد مع نفسك ما قاله خطيب الجمعة، أيضًا مشاهدة البرامج الحوارية التلفزيونية الجيدة، والتقاط واستلهام بعض الألفاظ والجُمل والكلمات منها، أعتقد أن ذلك سوف يفيدك كثيرًا.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.