كيف أتخلص من الخجل والخوف من الناس؟
2014-05-19 06:36:54 | إسلام ويب
السؤال:
سلام عليكم
أنا طالب جامعي بعمر 19 سنة، أعاني من خوف من إخواني، وليس من أخواتي بشكل غير طبيعي، مثلا لو أردت أن أسافر مع أصدقائي يكون أبي وأمي موافقين، فأخاف من إخوتي، وأحس أنهم سيضربوني، لأنه قد ضربني أخي لأني تأخرت عند رجوعي للبيت.
ما أدري ماذا حصل لي، وأي شيء أعمله سواء أطلع أو إذا ذهبت أنا وأصدقائي لابد أفكر فيهم، أخاف أن يضربوني إذا تأخرت، وكذا دائما إذا كنت أتكلم معهم كأن أحدا يخنقني.
عندي حياء مع خوف أنهم يرفضون الشيء الذي أريده أو يكشرون بوجهي، وأترك أقول لهم، وإذا تأخرت ما جئت من الجامعة أخاف تكون مشكلة بيني وبين أخي مع نزول عرق وتفكير، حتى أصل البيت.
أريد حلا لهذا الخوف لأجل أن أعيش حياتي بسعادة، ولا أخاف إلا من الخالق سبحانه.
شكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
ما تعاني منه هو نوع من الرهاب الاجتماعي وقد يكون سببه أسلوب التنشئة الاجتماعية الذي تعرضت له منذ الطفولة، فلا بد أن تعلم أن الله -تبارك وتعالى- خلقك في أحسن تقويم، وأحمد الله على نعمة العقل فهي أعظم النعم.
لذلك لماذا الخوف، ولماذا الرهبة من الناس المخلوقين مثلك، فكل الناس لهم محاسن ولهم عيوب، والكمال لله وحده.
تقديرك غير الواقعي للآخرين ولنفسك هو سبب الخوف والتوتر، لأن هذا ناتج عن النظرة السلبية لنفسك والتقييم المتضخم للآخرين.
حاول أن تعدد صفاتك الإيجابية، ولا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في الأمور الدنيوية، وغير المقياس أو المعيار الذي تقيم به الناس، فأفضل المقاييس على الإطلاق هو المقياس المستمد من الكتاب والسنة، فتقوى الله عزّ وجلّ هي المحك الحقيقي لتقييم الشخصيات، فالمظهر الخارجي والوضع الاجتماعي والاقتصادي وغيرها من الأمور الدنيوية ليست هي الأصل الذي يجعلنا نحترم الناس أو نخاف منهم.
نرشدك بالآتي:
- تذكر حديث ابن عباس رضي الله عنهما: عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:كنت خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- يوما، فقال: ( يا غلام، إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
- حاول أن تكسب ثقة إخوانك باحترامهم واستشارتهم في الأمور التي تخصك، والتزم بما تقوله أمامهم.
- حاول تصوّر المواقف قبل حدوثها وضع لك استراتيجية معينة، للقيام بتطبيقها إذا حدثت مثل هذه المواقف.
مثلاً إذا سألني أحد عن شيء يخصني سأقوم بالخطوات التالية:
- أقول له تفضل ماذا تريد، أو ماذا تقصد؟ أسأله وأتأكد من طلبه، وأقول له: الأمر قد يحتاج لبحث أو يحتاج لوقت، وهكذا بالنسبة لبقية المواقف.
- التزم بفعل الطاعات وتجنب المنكرات، فإذا أحبك الله جعل لك القبول بين الناس.
وفقك الله لما فيه صلاح دينك ودنياك.