قريباتي يسئن لي وشغلهن الغيبة والنميمة، كيف أتعامل معهن؟
2014-05-27 01:53:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر فضيلة الدكتور أحمد الفرجابي على جهوده الرائعة وأسلوبه الطيب، نفع الله به وزاده الله علما.
سيدي الفاضل: لدي ابنة خالة كانت مثل أختي، ولكن حدثت بيننا مشكلة على سبب تافه جدا، وحلفتْ بالله العلي الكبير كذبا وأنا سمعتها بأذني، فكيف أتصرف معها؟ فأنا لا أريد أن أرجع أتعامل معها بصدق وحب.
سؤالي الثاني: رغم حدوث مشاكل كبيرة بيني وبين بعض القريبات، لكن لا أجد بأني أتعلم وتحصل إهانات لي مرة أخرى، علما بأني لا أسعى لذلك وأتعامل برقي الإسلام، إلا أنهن يفترين علي، والمشكلة أن الغيبة والنميمة شغلهن الشاغل، فقررت أن تكون علاقاتي بهن سطحية.
وشكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mirna حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لك مِنَّا جزيل الشكر - ابنتنا الفاضلةَ - على دوام التواصل وعلى الثناء على الموقع، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
نحب أن نؤكد لك أن الجنَّة مهرها غال، وأن الوصول إليها لا يكون إلا بصبرٍ على المرارات ونسيان الجراحات، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات بالقريبات، فإن الرحم أمرها عظيم، والشيطان يعمل على إفساد العلاقة بين ذوي الأرحام، ونوقن نحن ونؤكد أن في الأرحام من يُؤذي، لكن الصبر أجره عظيم، والمؤمنة التي تخالط وتصبر خير من التي لا تخالط ولا تصبر.
حتى هذه التي كذبتْ وقعت في أمرٍ عظيمٍ، فالكذب جريمة من الجرائم، ولكن عليها أن تتوب إلى الله تبارك وتعالى، وبُعدك عنها لن يزيدها إلا بُعدًا من الله، فاقتربي منها، وقدِّمي لها النصيحة، وعامليها بصدقٍ إذا صدقتْ في توبتها ورجعتْ إلى ربها تبارك وتعالى، واحرصي دائمًا على أن تحتملي من القريبات، إذا لم يحتمل الإنسان من أقربائه فممَّن سيحتمل؟!
ولا تظني أن بُعدك يحل المشكلة، ولكن عليك أن تصبري، وتنصحي وتوجهي، فإن رسالتنا تجاه الأرحام بل من برِّهم أن ندعوهم إلى الله تبارك وتعالى، فإن أول دوائر الدعوة التي خُوطب فيها صاحب الرسالة - صلى الله عليه وسلم – هي: {وأْنذر عشيرتك الأقربين} وأولى الناس بالمعروف الأقرباء.
وستنتصرين في النهاية إذا بذلت الخير، قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: (إنَّ لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأُحسن إليهم ويُسيئون إليَّ، وأحلمْ عنهم ويجهلون عليَّ) هكذا قال الرجل وهو يتألم ويتوجع للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فهل قال له صاحب الرسالة: دعهم؟ لا، قال: (لئن كنتَ كما قلتَ فكأنَّما تُسِفُّهم الملَّ) أي الرماد الحار، وهو كناية على ما يدخل عليهم من الذنوب والشر، (ولا يزالُ معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دمتَ على ذلك) بشَّره بمعونة الله وتأييده، لمن يصبر على أرحامه. فكوني صابرة، واحتسبي الأجر والثواب عند الله، واعلمي أن العاقبة لك - بإذنِ الله -.
ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يجعلك قدوة للقريبات وللغريبات، هو ولي ذلك والقادر عليه.