أمي تعاني من الاضطراب الوجداني.. كيف نقنعها بمرضها حتى تستجيب للعلاج؟
2014-06-29 06:00:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أمي حدثت لها تصرفات غريبة، ويحدث لها رعب من الناس بمعنى الكلمة، إلى أن انتهى الأمر بحدوث نوبة لها، وذهابها للمستشفى، وتم تشخيص حالتها بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب، هكذا قال لنا الطبيب.
المشكلة هنا أن أمي غير مقتنعة، وهذا الأمر يعذبنا، فمرة تقول إن الدواء يتعبها، وترفض الذهاب للطبيب إلا بعد معاناة في إقناعها (ولا تقتنع، بل تذهب لتريح نفسها من الحاحنا)، وإذا ذهبت لا تقول أي شيء للطبيب غير أنها تستمر في المراوغة في الكلام، وغير مقتنعة بمرضها، وتقلل من حجم الجرعة، ثم تقول: "لنا أريد أن أجرب يومًا بدون أخذ الدواء".
المشكلة أنها منذ 3 سنوات وهي تقلل الدواء، بل تقول هذا الدواء يريحني، وتترك باقي الأدوية حتى تأتي لها النوبة، المشكلة أن حياتنا عذاب، تمنعنا من مكالمة أحد على المحمول أكثر من5 دقائق، وتمنعه تمامًا في الليل، وأنا منذ 3 سنوات لم أخرج مع أصدقائي إلا نادرًا، فعلا نادرًا، وتقول: ليس لديك أصدقاء، إنهم شياطين، وتظن أن العالم كله من حولها شياطين يريدون أذيتها وأذيتنا، وتشك بنا بأننا نريد أذيتها.
فعلا تعبنا من عدم اقتناعها بمرضها، ماذا نفعل حتى نقنعها ونخرج من هذه الحلقة المفرغة التي منذ 3 سنوات؟ (مع العلم أن عدم اقتناعها جعلها تذهب للمشفى مرتين)، ومع ذلك تقول أنا كنت بخير، ولكن أنتم من أخذني (مع العلم أنها مرعوبة من الأطباء ومن الأدوية).
وشكرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ wael حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن كانت والدتك بالفعل مصابة بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب، فعلاجها ليس بالصعب، وعدم قناعة والدتك بالذهاب إلى الطبيب هو أمر معروف، هذا عادي جداً، كل هؤلاء المرضى تقريباً لا تجدهم أبداً يذهبون إلى الأطباء بقبول شديد، أو انشراح ورضا، لكن إذا تحدث معهم شخص واحد، شخص في الأسرة يحبونه، ويحترمونه، ويقدرونه فسوف يستمعون إلى آرائه، لكن إذا كثر الحديث على المريض من هنا ومن هناك تتشتت أفكاره، ويأتيه شيء من الشك، والظنان، ويرفض فكرة العلاج، فأرجو أن يتحدث معها شخص واحد في الأسرة، يحاول إقناعها، ولا بد أن نبشرها أيضاً بأن الأدوية كثيرة ومتعددة.
الآن الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية يمكن أن يعالج بدواء واحد وحبة واحدة في اليوم، ويجب أن يوضح هذا الطبيب، وحين يتحدث معها الطبيب هذا سوف يزيد من قناعتها الإيجابية بأهمية العلاج حين يقول لها الطبيب: أنني سوف أعطيك حبة واحدة في اليوم أو حبتين، وأنها لن تسبب لك الخمول، لن تسبب لك الكسل، تناوليها الساعة كذا، والساعة كذا، ويمكنك الاتصال بي في أي لحظة، حين يقال مثل هذا الكلام للمريض، قطعاً المريض سوف يتعاون.
فاذهبوا بها مرة أخرى للطبيب، وإن كانت هي لا توضح الأعراض، فوضحوها أنتم، ادخلوا قبل دخول والدتكم على الطبيب، وركزوا على النقاط الأساسية فيما يخص تصرفات ومسلك والدتكم من حيث حالتها النفسية، وهذا قطعاً سوف يفيد الطبيب في توجيه التشخيص ليعطيها العلاج الصحيح، وبتنبيه الطبيب بأنها ذات توجه مضاد للأدوية هنا سوف يقلل الطبيب الدواء جداً، أو ربما يعطيها إبرًا هنالك إبر تعطى مرة واحدة كل أسبوعين، أو ثلاثة، فالوسائل العلاجية كثيرة جداً.
أنا أعتقد أنه يمكن إقناعها، ومن ناحيتكم لا بد أن تسعوا دائماً لإرضائها، لا بد أن تقدروها، اسعوا لبرها ولا تفعلوا شيئاً يسبب لها المخاوف والتوتر، خوفها عليكم من المحادثات التليفونية الطويلة أسبابها معروفة؛ لأن في هذه المحادثات مضيعة للوقت، أيضاً الآباء والأمهات يكونون قلقين؛ لأنهم لا يعرفون الطرف الآخر الذي يتكلم مع الأبناء، فلا تنزعج لهذا الموضوع، وعدم الخروج في أثناء الليل، حتى التقليل من المحادثات التليفونية مبدأ لا ترفضوه أبداً، قدروا مشاعرها، لكن طمئنوها في نفس الوقت، إذا أردت أن تتحدث قل لها: أنا أتحدث مع الصديق فلان الفلاني، وهو شاب محترم ومؤدب، ومعروف أنه حريص على صلاته، ومستواه الدراسي متميز وهكذا، وليس هنالك ما يمنع أن تعرف والدتك وأسرتك ببعض أصدقائك هذا يجعل الوالدين يطمئنون، كلنا نقسوا على أبنائنا، كلنا نخاف على أبنائنا.
فيا أيها الفاضل الكريم لا تستهتر بما يصدر من والدتك، وكن صبوراً، وكن مسانداً لها كذلك أنت وإخوتك وأهل بيتك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.