أمي عندما تغضب تصدر منها فلتات لسان في حق الله
2024-02-03 23:37:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عندي مشكلة تؤثر على حياتي، وهي أن أمي تسب الله عند الغضب - ليس دائما -، وطبعًا هذا ليس بمبرر، مع أنها والله تصلي الفرائض والسنن، وتقرأ القرآن الكريم، ودائمًا تقول لي اذكري الله وصلي على النبي، وأنا كثيرًا ما وعظتها وحذرتها بأنها دخلت في الكفر، فتتأثر وتبكي، ولكنها ترجع وتسب والعياذ بالله.
أرجو المساعدة، وشكرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - أختنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يَمُنَّ على أُمِّك بالهداية ويجنبها شرور نفسها، ونشكر لك حرصك على بِرِّك بأُمِّك، وتجنيبها ما يُسخط الله تعالى عليها.
وما ذكرته من سبِّها لله تعالى أمرٌ عظيمٌ، فسبُّ الله تعالى كفرٌ - كما تفضلت أنت - ولكن إن كان سبُّها لله تعالى يحدث عند الغضب الشديد الذي يفقدها وعيها وتصير لا تدري ما الذي تتكلم به؛ ففي هذه الحالة فإن القلم مرفوعٌ عنها، أمَّا إذا كانت تعي ما تقول وتتكلم؛ فإنها مؤاخذة بهذا، واقعة في الكفر والعياذ بالله تعالى.
والواجب أن تناصح في أن تجاهد نفسها، وتمنع نفسها من الوقوع في هذا الفحش العظيم والذنب الكبير؛ فإن الغضب مهما بلغ لا يبرر لها الوقوع في ذلك، والسبّ ينافي التعظيم والإجلال والتكبير، وينافي المحبَّة، فكيف تدعي بعد ذلك أنها تُحبُّ الله تعالى وتعظمه وتجلّه وتكبره؟! فهذان أمران متناقضان، وإذا هي وقعت في ذلك الذنب العظيم ثم تابت؛ فإنا نرجو الله تعالى أن يقبل توبتها، والتوبة تكون بالندم على ما فات، والعزم على عدم الرجوع إليه في المستقبل، مع تركه في الحال.
فينبغي أن ترغبي أُمِّك بالتوبة من سالف ذنوبها، ومجاهدة النفس على عدم العود إليه في المستقبل، فإذا هي صدقت الله تعالى فإن الله تعالى سيأخذ بيدها ويعينها على تجنب ذلك المنكر.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يأخذ بيدك إلى كل خير، ويعينك على برك بأمك، ويهدي أمك إلى سواء السبيل.