الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن حادثة الزلازل ليست بالسهلة، خاصة أن ابنك العزيز قد توفي إلى رحمة الله قبلها، هذا أدى إلى إصابتك بحالة تعرف بعُصاب ما بعد الصدمة، أو رهاب ما بعد الصدمة، وهذه مشاعر إنسانية، لا أحد منا يوقفها، ويجب على الإنسان أن يعبر عن مشاعره، لكن بصورة معقولة.
ما ذكره لك الطبيب حول حيرة الموت وخلافه – مع احترامي الشديد – هذه مسميات ليست لها قيمة علمية حقيقية، حالتك واضحة جدًّا، حدثَ حدثٌ ضخم وكبير في حياتك، الزلازل، وفاة ابنك، والذي نسأل الله تعالى أن يجعله فرطًا لكم، وأن يجعله شفيعًا مُجابًا، وعلى ضوء ذلك – أي هذه الأحداث – بدأت تظهر عندك هذه الأعراض النفسوجسدية، واضح أن هناك خوف، هناك اكتئاب، هناك وسوسة، وهنالك انشغال بالصحة الجسدية أكثر مما يجب.
ب خصوص الأدوية - أيتها الفاضلة الكريمة -، نعم الأدوية لها دور كبير في علاج مثل هذه الحالات، وأفضل دواء هو عقار يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) ويسمى علميًا باسم (إستالوبرام). أنت الآن تتناولين بعض الأدوية، البرومازبام هو دواء جيد على مستوى الآني، لكن خطورته أنه ربما يؤدي إلى التعود والإدمان، فلا بد أن تحسمي أمره وتتوقفي عن تناوله، وذلك بعد التشاور مع طبيبك.
(ايستيبول) أعتقد أنه (إستالوبرام) وهذا هو الدواء الذي أقصده، تحتاجين أن ترفعي جرعة (إستالوبرام) والذي يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) إلى عشرين مليجرامًا في اليوم، هذه هي الجرعة الأساسية العلاجية لك، ويجب أن تستمري عليها لمدة ستة أشهر على الأقل، بعد ذلك يمكن أن تخفض الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة عام، وهذه ليست مدة طويلة أبدًا، بعد ذلك خفضي الجرعة إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، أرجو أن تتأكدي أن (ايستيبول) هو الإستالوبرام.
أمر آخر مهم جدًّا، وهو أن تسعي دائمًا لصرف انتباهك عن هذه الأعراض، بأن تسعي وتعيشي حياة صحية، والحياة الصحية تتطلب رياضة، خاصة رياضة المشي أو أي رياضة أخرى تناسب المرأة المسلمة، تدبير وحسن إدارة الوقت في داخل بيتك، تحمل مسؤولياتك، أن تكوني نشطة، أن تكوني مدبرة، ألا تدعي مجالاً للفراغ الزمي أو الذهني، هذا مهم جدًّا.
والترفيه على النفس بما هو جميل، التواصل الاجتماعي، الالتحاق بمراكز تحفيظ القرآن، هذا كله فيه خير كبير جدًّا، ويؤدي إلى تأهيل نفسي عظيم جدًّا، يزيل - إن شاء الله تعالى - هذا الشعور بالكدر والكرب الذي تعانين منه.
في حالتك أيضًا أنصح بمراجعة طبيبة الأسرة أو الطبيبة الباطنية مرة كل ثلاثة أشهر، هذا من أجل الاطمئنان العام، لأن الفحوصات الدورية أيضًا تطمئن الإنسان كثيرًا. وتمارين الاسترخاء مفيدة وجيدة جدًّا في حالتك، وننصح بها كثيرًا، ارجعي لاستشارة إسلام ويب والتي هي تحت رقم (
2136015)، طبقي هذه التمارين حسب الكيفية المذكورة، أو حين مقابلتك لطبيبك في المرة القادمة يمكن أن يدربك عليها.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.