الحجاب ما هي شروط وحالات ارتدائه؟
2014-08-24 02:30:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤال من أحد الملحدات في أحد المواقع الاجتماعية يقول كالآتي: الحجاب واجب لكن في الصلاة لماذا الستر، تستترين من ماذا؟ ما الحكمة منه الستر والإخفاء؟ وما الدليل؟ وأثار انتباهي هذا السؤال ويتكرر في بالي دوماً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rawan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه.
وبخصوص ما سألت عنه أختنا الفاضلة فكما هو معلوم أن ستر العورة للرجال والنساء من شروط صحة الصلاة، وقد قال أهل العلم أنه واجب في الخلوة وغيرها فإن تركه مع القدرة بطلت صلاته، إذاً فالأمر يخص الرجل والمرأة على حد سواء في أمر ستر العورة، والدليل على ذلك ما روته عائشة -رضي الله عنها- أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار) وهو ما تختمر به، ولما روت أم سلمة -رضي الله عنها- أنها سألت النبي (صلى الله عليه وسلم): أتصلي المرأة في درع وخمار وليس عليها إزار؟ فقال: (إذا كان الدرع سابغا يغطي ظهور قدميها) إذن فكما لا تصح صلاة الرجل وعورته ظاهرة مع القدرة على سترها كذلك المرأة، وعورة المرأة جميع بدنها عدا الوجه والكفين على أرجح أقوال أهل العلم.
أما عن العلة في ذلك فلك أن تعلمي أختنا الفاضلة : أن الأصل في العبادات التوقف، وأن المسلم مطالب بالتسليم لما قاله الله أو صح عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وأن العبادات لا يحكم عليها بالعقل، فلا نقول لماذا نركع مرة ونسجد مرتين، ولماذا الركوع قبل السجود، كل هذا أمور لا ينبغي مناقشتها بل ينبغي الإتيان بها سمعا لله وطاعة له، وقد نبه الإمام علي (رضي الله عنه) إلى خطورة هذا المسلك، نعني مسلك الذين يحكمون العقل على كافة الأمور الشرعية، فقال: لو كان الدين بالعقل لكان مسح أسفل الخف أولى من أعلاه، إذ أن باطن الخف هو الملامس للأرض والقاذورات والنجاسات أحيانا، بينما أعلى الخف هو أقل ضررا من أسفله، ومع ذلك جاء التشريع بمسح أعلى الخف، في إشارة مفادها إلي وجوب التسليم للأمر متى ما صح.
لقائل أن يفسر حجاب المرأة في الصلاة بأنه أستر لها إذا دخل عليها أحد فجأة، أو إذا حدث في بيتها ما تكره فدخل من لا ترغب فتكون مستورة الحال، يمكن لكل من يريد أن يفسر أن يقول ذلك، لكن تبقى القاعدة أن هذا أمر تعبدي ينبغي التسليم له.
نسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه والله الموفق .