الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تعانين منه - يا ابنتي الفاضلة - هو في الأساس مرض نفسي يسمى فقدان الشهية العصبي Anorexia Nervosa، وهو أحد اضطرابات الأكل، حيث يحدث في البداية خوف شديد من زيادة الوزن، ويتبع ذلك عمل حمية غذائية شديدة تتطور إلى مرض نفسي، وهو فقدان الشهية العصبي، ويصاحبه الخوف الشديد من زيادة الوزن أو السمنة، حتى لو كان الفرد منخفض الوزن، مع اضطراب في طريقة إدراك الفرد لوزنه، وانقطاع الدورة الشهرية وتأخرها لشهور، كما يحدث في حالتك، ويصاحب ذلك جفاف في الجلد وبرودة في الأطراف والإرهاق المستمر.
والسبب في ذلك وجود أحداث حياتية ضاغطة مثل التعثر في الدراسة، أو وجود خلافات أسرية شديدة، أو فشل عاطفي، أو غير ذلك من المشاكل، وقد تتجمع جميع هذه العوامل السابقة لتتفاعل سوياً لإحداث هذا الاضطراب.
عليك بشرب الماء والعصائر بشكل كاف لتجنب جفاف البشرة، وعليك بتناول الفواكه والخضروات والحبوب مثل الشوفان والقمح الكامل والجريش، وتلبينة الشعير المطحون والمغلي مع الحليب، وعليك تناول التمور والعسل والتين الطازج مع تناول البروتينات الحيوانية والأجبان، وشرب الحليب، وكل ذلك يعطي وجبات غذائية صحية تمد الجسم بما يحتاجه من الفيتامينات والأملاح المعدنية، وحبوب الزنك تفيد البشرة وتفيد تساقط الشعر، يمكنك شراؤها من محلات المكملات الغذائية، ويمكنك تناول كبسولات (أوميجا 3) وكبسولات (رويال جلي) كبسولة واحدة من كل نوع، وسوف يمن الله عليك بالصحة والعافية إن شاء الله.
والعلاج يتمثل في تناول الفيتامينات المقوية للدم، ومضادات الاكتئاب، مثل (سيبرالكس Cipralex) عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة 6 أشهر، أو (فلوكسيتين Fluoxetine)، وذلك تحت إشراف طبي نفسي لمتابعة الحالة، مع العلم أن هذه الأدوية تساعد على فتح الشهية وتعالج حالات الاكتئاب.
ويقوم الطبيب النفسي بعقد جلسات العلاج النفسي، حيث يتم تشجيع المريض على التنفيس عن رغباته وشعوره وخبراته، لكي يتم التوصل إلى العوامل الدفينة التي تقف خلف هذا الاضطراب، والعلاج السلوكي يهدف إلى تنظيم وجبات الأكل ومشاهدة التلفزيون والاستماع للراديو والمشي والرياضة.
كذلك يجب أن تشارك الأسرة، وتتعلم طرق التعامل السوي مع الأبناء، خاصة المراهقين، في ما يتعلق بالطعام، ولا شك أن العلاج الأسري سوف يأتي بأفضل النتائج، إذا كان أحد الأساليب في خطة علاجية متكاملة تراعي جميع جوانب المشكلة.
ويمكنك أخذ حبوب منع الحمل أو تنظيم الدورة، مثل حبوب ياسمين في الشهور القادمة للمساعدة في تنظيم الدورة الشهرية، وعلاج الخلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن حدوث الدورة الشهرية.
وبخصوص مشاكل المعدة: تعتبر جرثومة المعدة المسبب الرئيسي لأعراض الحموضة والغثيان والقيء في المعدة، وأنصحك بعمل تحليل لجرثومة المعدة في البراز، مع تناول وجبات خفيفة، وأخذ العلاج الثلاثي الخاص بالجرثومة إذا ظهرت في التحليل، وهناك حبوب يتم تناولها على الريق صباحًا أفضل من (رانيتدين Ranitidine)، يمكنك تناولها مثل الـ (بروتون pariet) عشرين مليجرامًا على الريق صباحًا، أو حبوب (إسومبيرازول esmoprazole) أيضًا تؤخذ على الريق صباحًا، مع ترك الأطعمة الحارة.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.
-----------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. منصورة فواز سالم -استشاري طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة-،
وتليها إجابة: د. محمد حمودة -استشاري أول - باطنية وروماتيزم-.
-----------------------------------------------------
شكرًا على تواصلك مع إسلام ويب.
لقد أجابت الدكتورة منصورة فواز على بعض أسئلتك المتعلقة بالوزن والنحافة، والمتعلقة بموضوع انقطاع الدورة، وكثير ممَّن يعانون من النحافة يشعرون بنبضات القلب في البطن؛ لأن شريان الأبهر - وهو أكبر شريان في الجسم - يمر من الصدر في البطن، وبالتالي فإن النحيف يشعر بهذا النبض بسبب نحافته، وإذا تلمس بطنه يشعر بنبضه، وقد أجرى لك الأطباء التخطيط ولله الحمد كلها سليمة، لذا فلا يوجد ما يدعو للقلق.
وبالنسبة للإحساس بشيء في الحلق فقد تم الإجابة على هذا الجزء من السؤال، في السؤال رقم: (
2209134): وكانت الإجابة كالآتي:
هناك ما يسمى (globus pharyngus)، وهي مرض يشتكي المريض منه من كتلة في البلعوم، ولا يكون هناك صعوبة في البلع، وإنما الشعور بشيء في الحلق، وكأنه لقمة واقفة في البلعوم، وقد يكون السبب هو الارتجاع أو أي التهاب في البلعوم، وأحيانًا لا يكون هناك أي سبب، وإنما الوضع النفسي، ويفضل الاستمرار بمضاد الحموضة بشكل يومي.
ومن ناحية أخرى: فإن آلام الصدر التي تعانين منها، فإن سببها قد يكون الارتجاع نفسه، ففي كثير من الأحيان يحصل نوع من تقلص عضلات الصدر عند من يعاني من الارتجاع بسبب القلق، الذي يترافق الإحساس بحرقة وآلام أسفل الصدر، التي تترافق مع الارتجاع في المريء، وكثيرا ما يتخوف المرضى من أن تكون هذه الآلام من القلب، وهذا يسبب القلق والتوتر، وهذا يسبب أيضا تشنجاً في عضلات الصدر، وكلما خف التوتر والقلق فإن هذه الأعراض تخف وتختفي بإذن الله.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.