أشعر بحرارة في صدري عند مناقشة زوجي.. أريد علاجاً

2014-10-12 00:59:42 | إسلام ويب

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة متزوجة منذ سنتين، ومحافظة على صلاتي وحشمتي -ولله الحمد-، بعد مدة من زواجي أصبحت أكتم الهموم في صدري حتى أني أشعر بحرارة في صدري عندما أتناقش مع زوجي في أمرٍ ما، فهو لا يدع لي فرصة في الكلام، وينهي الموضوع؛ فتتراكم الأمور، وألزم الصمت، حتى من أتفه الأمور أشعر بالضيق في صدري، وأحياناً أجلس في غرفة وأبكي بحرارة من أي موقف مر بي معه، وقد لا أستطيع النوم، وأفكر في الموقف وأبكي كالطفل، كل ذلك بسبب الكتمان، وأحياناً حتى إن فضفضت ما بداخلي لزوجي تبقى حرقة القلب، وحرارة الصدر لفترة يومين إلى أسبوع.

أرجوك -يا دكتور- أعطني علاجاً لضيقة الصدر وحرقته.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Modhi حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أولاً أختي الكريمة: احمدي الله تعالى أنك متزوجة، فهذه نعمة يتمناها كثير من النساء في هذا الزمان.

ثانياً: الخلافات الزوجية شيء طبيعي تحدث في كل أسرة خاصة في الفترات الأولى من الزواج؛ لأن الزوجين ما زالا في مرحلة التعارف التي يحتاج كل منهما لمعرفة طباع الآخر، وميوله واتجاهاته، وقيمه ومعتقداته وأفكاره، وغير ذلك من الأمور التي تساعد على الفهم الحقيقي لشخصية الآخر، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة التآلف التي يتحمل فيها كل منهما الآخر، ويقبله بمحاسنه وعلاته، ثم تأتي مرحلة التعاضد والتكاتف التي يدافع كل منهما عن الآخر، ويصد عنه كل ما يعكر صفو الحياة الزوجية.

فالحياة الزوجية -أختي الكريمة- لا تحسب بحسابات الربح والخسارة، ولا بحسابات منتصر ومهزوم، ولا سيد ومسود، وإنما ينبغي أن ينظر إليها بأنها حياة تكاملية، يكمل فيها الزوجان بعضهما البعض، فإن كرهت من زوجك خلقاً فارضي منه الآخر، وليس هناك إنسان خالٍ من العيوب.

والآن -أختي الفاضلة- نريدك أن تستفيدي من السمات، والصفات الطيبة في شخصية زوجك، وتحاولي تعديل غير المرغوب من الصفات، وتلعبي دور المعالج، فيمكن تنبيهه بالتي هي أحسن: أن هذا الأمر قد يؤثر على العلاقة بيننا، واستخدمي معه أسلوب النقاش والحوار الهادئ الذي عن طريقه يمكن الاقتناع برأي الآخر فيقتنع هو ويقنع الآخرين إذا دُرس القرار بصورة مستفيضة، وعلمت السلبيات والإيجابيات، والفوائد والمضار لأي موضوع يطرح بينكما.

وتأملي -أختي الكريمة- في سيرة سيدنا وقدوتنا محمد -صلى الله عليه وسلم- خير البشر- كيف كانت معاملته مع زوجاته، واعتبريها كمقياس للحياة الزوجية المثالية، وقيسي عليها تصرفات زوجك، وتذكري أن أكبر إنجاز لجنود إبليس هو التفريق بين المرء وزوجه؛ لذلك استعيذي بالله من الشيطان الرجيم، وأحسني الظن بزوجك، فهناك خلافات زوجية أكبر بكثير من الذي ذكرته، ولكنها لم تؤثر في الحياة الزوجية، بل زادتها قوة ومنعة بعد أن حكم كل من الزوجين عقله، ورجع لصوابه.

1- الإكثار من فعل الطاعات والاستغفار، فإنه مزيل للهم والحزن، ومجلب للسعادة -إن شاء الله-، وكذلك تجنب فعل المنكرات، والابتعاد عنها؛ فالذنوب تسبب الضيق والضنك والتعاسة، واعلمي أن الله غفور رحيم.

2- لا تهتمي بما فاتك من أمور الدنيا، ولا تنظري لما عند الآخرين، وتذكري أن الله تعالى هو المانح والمعطي {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم}.

3- فوضي أمرك لله سبحانه وتعالى، فهو مجيب المضطَر إذا دعاه، وهو كاشف الضر.

4- ركزي على الحاضر، واستمتعي به وانسي الماضي وما فيه من تجارب مؤلمة، وتطلعي للمستقبل، وأبعدي التشاؤم وكوني متفائلة دائمًا.

5- اجلسي مع نفسك، وحاولي اكتشاف سبب الضيق الذي أنت فيه، فربما يكون السبب تافهاً وحقيراً وليس له قيمة، لكنك كبرتيه وأعطيتيه حجماً أكبر من حجمه.

6- انظري إلى ما أنت فيه من النعم والخيرات، وقارني نفسك بمن حرم من هذه النعم التي حباك الله بها، وبمن هم دونك في كل المستويات.

7- بالنسبة لضيق الصدر حاولي ممارسة تمارين الاسترخاء؛ فستساعدك كثيراً -إن شاء الله- وستجدين تفاصيلها في الاستشارة رقم: (2136015).

8- تحلي بصفات العفو، والصفح، والتسامح إذا ظلمت، والاعتذار إذا أخطأت.

شرح الله صدرك، ونور قلبك.

www.islamweb.net