عانيت من رهاب واستخدمت أدوية وبعد تركها عادت الحالة.. فما نصيحتكم؟
2014-09-29 04:38:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من الرهاب الاجتماعي بشدة، وجميع أعراضه الداخلية والخارجية عندي مثل: دقات القلب، كتمة النفس، جفاف الحلق، الرجفة، التعرق الزائد، عدم القدرة على إخراج الكلام.
راجعت قبل فترة طويلة طبيبا نفسيا، ووصف لي دواء الزايروكسات ولم أتأقلم مع الدواء، وتعبت بشدة، وأصابني اكتئاب شديد بعد أسبوعين من تناول الدواء.
عدت إلى الطبيب، وأحالني على العلاج السلوكي، ولم أستفد شيئاً.
مكثت على وضعي، وقبل سنتين راجعت طبيبا آخر في مدينة جدة، وبعد الكشف وصف لي دواء (سيبراليكس، وانديرال) استخدمتها وارتحت جداً جدًا، وتحسنت الحالة، وتزوجت ولله الحمد.
الدواء يبطئ عملية القذف، ولم أتضرر بل إنه ناسبني، وبعد فترة أوقفت الدواء لمدة سنة تقريباً وعادت لي حالة الرهاب الاجتماعي بشكل أكبر مما كان.
رجعت للدواء ولكن بدون فائدة تماماً، أستخدمه وكأني لا أستخدم شيئاً، ولاحظت ذلك أيضاً في سرعة القذف، واستنتجت أن الدواء لا يستجيب له جسمي، لا أعلم هل كون جسمي أجساما مضادة لهذا الدواء، أو ماذا؟
قرأت في النت عن دواء تصنعه شركة أمريكية اسمه (ساردين) ولا يوجد إلا في أميركا، تواصلت مع الشركة وطلبت الدواء، واستخدمته، ولكن لم ألاحظ فرقا أبداً، بل إن الحالة تزداد سوءا يوما عن يوم!
أرجو من الله، ثم منكم النظر في حالتي، وماذا يتوجب علي فعله؟ وما هو الدواء المناسب لي؟ وما رأيكم في الدواء الأمريكي الذي ذكرته (ساردين)؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
أيها الفاضل الكريم: يجب أن نتفهم تمامًا أن الرهاب الاجتماعي والقلق والمخاوف ترتبط ارتباطًا وثيقًا بعمليات فكرية معرفية سلوكية، ولابد من التغيُّر المعرفي، بمعنى أن الإنسان يجب أن يصحح مفاهيمه حول الرهاب، فليس هنالك ما يدعوك للخوف، أنت غير مراقب من قِبل الآخرين، لن تفقد السيطرة على الموقف، ما يأتيك من مشاعر أمر مبالغ فيه.
هذه هي الأسس التي ينبغي أن تستوعبها استيعابًا دقيقًا؛ لأن ذلك يساعدك حقيقة في علاج الرهاب الاجتماعي، وبعد ذلك تأتي التطبيقات العملية، وهي: تحقير فكرة الخوف كما ذكرنا، وإقحام الذات في الأنشطة الاجتماعية المختلفة، دائمًا تكون في الصفوف الأولى، في الصلاة، في المناسبات الاجتماعية، في زيارة المرضى، تفقد الجيران، الترفيه بما هو طيب وجميل مع الأصدقاء، لعب دور إيجابي داخل الأسرة... هذه كلها علاجات وعلاجات مهمة وضرورية.
أما بالنسبة للأدوية: فهي متقاربة ومتشابهة، والإشكالية الكبرى أن بعض الناس يعتمدون اعتمادًا كاملاً وكُليًّا على الأدوية، ولا يدعمون ذلك بما ذكرته من مبادئ للعلاج السلوكي.
أريدك أن تبني مفاهيم جديدة أن العلاج السلوكي مهم جدًّا، وأنه بسيط، ويعتمد على عموميات معروفة لدى الناس، وثوابته العلمية رصينة جدًّا، فطبق ما ذكرته لك.
بالنسبة لعقار (ساردين) الذي ذكرته: لا علم لي بهذا الدواء، وإن زودتني بمكوناته العلمية قطعًا سوف أفيدك إن شاء الله تعالى.
السبرالكس عادة ليس دواءً تحمُّليا، بمعنى أنه لا يفقد فعاليته بطول استعماله أو استعماله بعد فترة من الوقت، إذًا هو ليس من سماته الإطاقة أو التحمُّل، لكن نقول: سبحان الله العظيم، هذه الأدوية فعاليتها تتفاوت في بعض المرات من إنسان إلى إنسان، أو لدى الإنسان نفسه، الشخص الواحد قد يستفيد منها في أوقات ولا يستفيد منها في أوقات أخرى، وهذا ربما يكون لديه دخل في الجينات أو البناء الكيميائي للإنسان.
الدواء الذي أود أن أقترحه لك في هذه المرة هو السيرترالين، والذي يُسمى زولفت، وكذلك يسمى (لسترال) هو دواء فاعل جدًّا، ومهم جدًّا من وجهة نظري، فابدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة يوميًا، لا تحتاج أن تبدأ بنصف حبة لأن لديك تجارب مع الأدوية فيما مضى. فتناوله حبة واحدة يوميًا لمدة شهر، تناولها ليلاً بعد الأكل، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبتين ليلاً – أي مائة مليجرام – استمر عليها بانتظام لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة أربعة أشهر أخرى، ثم اجعلها حبة يومًا بعد يومٍ ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرناه لك، وبالله التوفيق والسداد.