أخي كثير النسيان ويتوهم أن الناس يكيدون له؛ فيلجأ للعدوانية والضرب
2014-10-09 10:08:49 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله كل الخير على ما تقدمونه في هذا الموقع الرائع والمميز.
الاستشارة تتعلق بأخي الأكبر وأتمنى من حضرتكم لو أمكن أن يجيب عليها الدكتور محمد عبد العليم.
أخي بعمر 23 عاما، كان منذ مراهقته عصبيا وعنيدا جدا، وأنانيا وماديا للغاية، دخل إحدى الجامعات ورفض إكمال الدراسة فيها بعد شهرين فقط من دخوله، فقمنا بإرساله إلى الهند ليبدأ إكمال الدراسة من جديد، قضى أربع سنوات هناك ولم يكمل دراسته بسبب رسوبه عدة مرات في سنة واحدة، أمضى الأربع سنوات هناك بنفس سلوكياته وطباعه السابقة السيئة بل وأكثر، وسجن في الهند قرابة الشهرين للأسف بسبب مشكلة في إقامته، تعرض خلالها لضغوط نفسية كثيرة، وكان مقاطعا لنا طوال تلك الفترة، وحتى السؤال عنا، فقط نهاية الشهر يتصل ليطلب مصروفه الشهري فقط.
المهم عاد الآن قبل شهر إلى بلدنا لكنه تغير كثيرا، لاحظت أنه بدا هزيلا جدا، شاحبا، وتحول لونه إلى الأسود إن صح التعبير، والذي يراه يظن أن عمره 30 عاما، و أصبح مدخنا للأسف الشديد وبكثرة، وشهيته ضعيفة، ويعاني من صداع شبه دائم، وتشتت انتباه، محب للعزلة وليس لديه رغبة في فعل أي شيء، كثير النسيان ودائم الانتقاد لنا ولما حوله خاصة أبي وأمي، ويحملهم جميع ما جرى له، ويثور ويضرب ويكسر ما حوله من الأشياء إن قاطعه أحد أو خالفه في رأيه!
أصبح متعصبا جدا جدا لقبيلتنا، ويرفض الزواج أو حتى التعارف والصداقة من القبائل الأخرى، أو حتى الأجناس الأخرى، ويشك فيهم ويظن أنهم يكيدون له المشاكل والمؤامرات، ورفض شخصا أراد أن يخطبني بسبب أنه من قبيلة أخرى، أصبح عدوانيا للغاية، وأخبرني أنه عندما يتخاصم مع أحدهم يقوم بضربه، ومرة أخبرني أنه دائما عندما يشتبك مع أشخاص عندما كان في الهند فإنه يحمل معه سكينا ومطرقة وقت الاشتباك!
هل أخي مريض نفسيا يا دكتور؟! هل يحتاج الذهاب إلى طبيب نفسي أو أخصائي اجتماعي؟ وهل هناك دواء مناسب لحالته؟ وإن كان يحتاج فعلا يا دكتور، هل بإمكانك أن تصف لنا في الخرطوم مركزا أو عيادة جيدة وموثوقة للذهاب إليهم؟ وما هي الوسيلة المناسبة التي نستطيع بها إقناعه بالذهاب إلى هناك إن كان فعلا مريضا؟
آسفة جدا على الإطالة، ولو أمكنكم ردوا علي في أقرب فرصة، وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جميلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
رسالتك هذه عُرضتْ علي قبل ذلك وقد قمت بالإجابة عليها إن لم تخنِّي الذاكرة، عمومًا هذا الأخ – حفظه الله – من الواضح أن لديه صعوبات نفسية، ربما تكون سمات شخصيته التي اكتسبها في فترات الطفولة عاملاً رئيسيًا لعدم تواؤمه من الناحية النفسية، وبعد أن ذهب إلى الهند لم تسر الأمور كما هو مطلوب، ومن الواضح جدًّا أنه يعاني من حالة مرضية، يعاني من الإحباط، لديه هواجس، لديه توجسات، لديه شكوك، لديه ظنان، والارتياب يُسيطر عليه بصورة واضحة جدًّا، والشكوك المرتبطة بالارتياب والتي تؤدي إلى العدوانية يجب أن يتم التعامل معها بحسم شديد، يجب أن تُعالج.
لا أريد أن أخيفكم، لكن قطعًا الإنسان إذا كان ظنانيًا وشكوكيًّا وأطبق عليه المرض، ولديه الميول العدوانية ربما يقترف ما لا يُحمد عُقباه، وأعتقد أنه من الضروري جدًّا ان يُذهب به إلى المستشفى، مستشفى التجاني الماحي بأم درمان، أنا متأكد أن به خدمات جيدة، هنالك الأخ الدكتور (عبد الله عبد الرحمن) أحد الاستشاريين المعروفين، وفي عيادة (بحري) هنالك الأخ الدكتور (مهدي محمد الحسن) من الأطباء المتميزين جدًّا، وفي كلية الطب جامعة الخرطوم يوجد الأخ الدكتور بروفيسور (عبد العزيز أحمد عمر) ولديه عيادة خاصة في شارع محمد نجيب تقاطع واحد وأربعين.
بالنسبة لإقناعه للذهاب إلى المستشفى، أعتقد أن ذلك يتم من خلال حُسن معاملته، والتلطف به ومعه، وأن يتفاهم معه شخص واحد، وإذا عجزتم عن إقناعه فاذهبوا لأحد هؤلاء الأخوة الأطباء، وربما يصف لكم علاجًا دوائيًا يمكن أن يُعطى له في حليب أو عصير أو شيء من هذا القبيل، وهذه الطريقة مُجازة أخلاقيًا ما دامت سوف تعود على المريض بالنفع.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.