وما الفرق بين التهاب الأعصاب الطرفية والتصلب اللويحي؟ وهل تسبب الشلل؟
2014-10-14 03:14:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 21 سنة، قبل أربع سنوات تقريباً أصبت بخمول وتساقط الشعر، وفقدان الشهية وفقدان الوزن (خسرت 20 كيلو)، ثم ذهب كل شيء وعاد قبل سنة تقريبا، ولكن كان خمولا واصفرارا في البشرة، ووخزا وحرارة في الأطراف، وخسارة في الوزن لكن لا تلاحظ، أجريت تحاليل وكان لدي نقص فيتامين (ب 12) ونقص فيتامين (د)، استخدمت حبوب فيتامين (د) لمدة شهر تقريبا ثم تركتها.
ذهبت الأعراض ثم عادت بشكل أقوى، أصبحت الدورة غير منتظمة، واستمرت لمدة شهر تقريبا! وأصبح لونها مختلفا، ولا تأتي دفعات بل تندفع مرة واحدة، وأحسست بخمول وفقدان شهية وفقدت 7 كيلو في شهر أو أقل، وزغللة في العين وصداع ودوران، وكنت أظن أنه ارتفاع في الضغط، مع تنميل في الجزء العلوي من الإصبع الكبير في القدم اليمنى، استمر التنميل لمدة 5 أيام متتالية وارتفع إلى الساق اليمنى، ثم انتقل إلى الساق اليسرى ولكن بشكل أقل، ثم أحسست بألم في الساقين وثقل في الجهة اليمنى من جسمي، وضعف وألم في عضلات الساقين والساعدين، ذهب التنميل من إصبع قدمي ولكن أصبح وكأنه قد تحجر الدم فيه.
ظهرت نتائج التحليل وقال الطبيب أن السبب التهاب أعصاب طرفية بسبب الروماتيزم، وأعطاني مسكنا ومرهما وفيتامين (ب 12) على شكل إبر.
هل الروماتيزم يسبب كل تلك الأعراض؟ لأني لا أظن أنه روماتيزم فقط، أخشى أن يكون التشخيص غير صحيح، وأن تكون لدي مشكلة في الغدة الدرقية أو التصلب اللويحي، وما الفرق بين التهاب الأعصاب الطرفية والتصلب اللويحي؟ وهل سأفقد حاسة الإحساس مع الوقت وأصاب بالشلل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ma ab hk حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
ذكرت أنه قد حصلت معك بعض الأعراض منذ 4 سنوات، والتي لا يمكن تفسيرها فقط بنقص فيتامين (د) و(ب 12)، وهي تساقط الشعر وفقدان الوزن، ومن ناحية أخرى فإن نقص فيتامين (ب 12) نادر في مثل سنك، إلا اذا كنت لا تتناولين اللحوم الحمراء مطلقا، لأن المصدر الرئيسي لهذا الفيتامين هو اللحوم الحمراء والحليب والبيض، وحتى لو توقف الإنسان فجأة عن تناول هذه المواد، فإن مخزون الكبد من هذا الفيتامين يكفي لإمداد الجسم بهذا الفيتامين لعدة سنوات، وبالتالي فإن فيتامين (ب12) قد لا يكون السبب في كل هذه الأعراض.
ولا بد وأن الطبيب قد وجد في التحاليل أن هناك بعض التحاليل المناعية التي يمكن أن تشخص بعض الأمراض الروماتيزمية، وكان من الأفضل أن تحصلي على نسخة من هذه التحاليل للتأكد من أنه يمكن أن يتم وضع تشخيص أحد أمراض الروماتيزم، لأن بعض تحاليل الروماتيزم يمكن أن تكون موجودة بشكل طبيعي دون وجود مرض، ويمكن أيضا أن تكون التحاليل دامغة وتشخص المرض الروماتيزم، لذا لا بد من معرفة نوع هذه التحاليل ونسبتها.
وهناك عدة أمراض روماتيزمية يمكن أن تترافق مع التهاب أعصاب محيطية، منها: مرض الذئبة الحمراء، ومرض شوغرن Sjogren، والتهاب المفاصل (الروماتويد)، والتهاب الأوعية، لذا فإنه يجب التأكد من نوعية مرض الروماتيزم، وفي بعض الأحيان تكون التهابات الأعصاب أول أعراض المرض، إلا أنك تعانين من بعض الأعراض التي كانت عندك منذ 4 سنوات، وهي الخمول وتساقط الشعر، وفقدان الشهية ونقصان الوزن، وهذه يمكن أن تكون أعراضا من أحد أمراض الروماتيزم، لذا فإنه مهم معرفة التحاليل التي تم عملها.
من ناحية أخرى فإن أعراض التهاب الأعصاب المحيطية (الطرفية) قد تشبه أعراضه أعراض مرض التصلب اللويحي، إلا أن الطبيب المختص بالأعصاب يمكنه أن يفرق بين الاثنين، لأن التضرر في مرض التصلب اللويحي يكون بسبب إصابة الأعصاب التي تأتي من الدماغ، فيحصل اضطراب في نقل الإحساس والأوامر العصبية من الدماغ، أما في التهاب الأعصاب المحيطية فإن المشكلة هي في الأعصاب البعيدة عن الدماغ، ويمكن للطبيب أن يجرى اختبارا بتخطيط الأعصاب، وهذا يساعده على وضع التشخيص، وفي بعض الحالات التي لا يمكنه البت فيها فإنه يفضل إجراء صورة طنين مغناطيسي للدماغ.
أما عن موضوع فقدان الإحساس والشلل، فإنه يعتمد على سبب التهاب الأعصاب نفسه، والعلاجات الحديثة يمكن أن تقلل من تأثيرات المرض، وعودة الوضع إلى أن يكون قريبا من الطبيعي، وهذه الأمور يقدرها الطبيب، أنت بحاجة لمتابعة مع طبيب مختص بأمراض الأعصاب، فهذا تخصصه.
نرجو من الله دوام العافية.