أعاني من عدم إدراك ما يحدث حولي وأشعر بعدم الاستقرار النفسي، ساعدوني.

2014-10-28 00:42:13 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

أشعر أنني في ورطة كبرى، لا أجد لحلها سبيلاً، لا أعلم ما بي لكنني أعلم علم اليقين أنني لستُ بخير، وأسأل الله أن يكون لديكم شرحاً لما أمر بهِ. 

قبل 3 سنوات قد بدأت وسوسة الدين تخطر لي، ولكن مع ذلك قد شاء ربي أن يفرج عني هذه الوسوسة منذ أسبوع، كنت في البداية أقول لنفسي ربما لأن الوسوسة قد بطلت عني فيجب أن أمر ببعض الأعراض حتى يكتمل الشفاء بحول الله وقوته، لكن ما أمر به أمر عجيب والله، كأنني لستُ هنا، أقسم بالله أقوم بعمل الأشياء دون تفكير، أعني أن أعمالي وأقوالي تصدر عني، ولا يبدو علي الجنون أو الهذيان، بل إنني أتعامل مع الناس بكل عقل سوي -والحمد لله-، لكنني لا أعلم ما بي، عقلي هنا لكنني لست هنا، أخاف أن أجن، أو أن أهذي، وكأنني أعيش داخل عقلي، أسمع صوتي في عقلي ثم في الواقع، لم أعد كسابق عهدي، هل هناك مشكلة بي أم بأذني؟

سأقص عليكم ما يحصل معي، في كثيرٍ من الأوقات يصيبني الخمول التام، أقصد أنني لست من النوع الكسول، أحب أن أنظف وأقوم بأعمال المنزل، لكنني لا أستطيع حتى ترتيب سريري، أقوم به رغماً عني، 
عندما أريد الصلاة أتكاسل ويصيبني شيء لا أعلم ما هو، وعندما أريد أن أقرأ القرآن يحدث معي نفس الشيء، حتى تدبر آيات الله وقراءة سير الأنبياء والصحابة لا أملك جهداً، ولا أقرأ عنها شيء، عندما أقرأ شيئاً عن الرسول أو معجزة له -عليه الصلاة والسلام- لا أصاب بالدهشة ويقوى إيماني، بل لا أشعر بشيء بتاتاً، ليس نفوراً منها، لا والله، بل إنني أجد لذتها، لكن هناك شيء يمنعني من القيام بها.

أشعر بخمول تام وتنميل في الأعضاء، وأحياناً كثيرة أتمنى لو أبقَى في فراشي ولا أتحركْ، قبل أسبوعين كانت تُراودني الكوابيس بكثرة، و3 مرات أستيقظتُ فزعة، وأنا أشاهد أمامي شبحاً أسود اللون -والعياذ بالله-. 

الأن بت أستيقظ من النوم وعقلي مشوشاً، ولا أعرف ماذا يداهمني، قسماً بالله مللت من حالي، أنا أريد أن أصلي وأن أقرأ القرآن، وأن يزيد إيماني بربي، وأن أبر والدي، وأن أقوم بالأعمال الصالحة.

الجنة تفلت من يدي، وأنا أبصرها ولا أحرك ساكناً، كأنني أريد لنفسي النار -والعياذ بالله-، أعرف أن ربي رحيم ولا يريد بي إلا الخير، لكنني صغيرة في العمر جداً على أن أمر بكل هذا العذاب، والله إنني أرى بنات جيلي يعشن أسعد أيامهن، وأنا محاطة باليأس والإحباط، أخاف أن أهلك وأنا كافرة بالله. 

نسيتُ أصعب شيء أمر به، وهو ضيق في الصدر ولا أقدر أن أخذ نفسي، أتنفس بصعوبة شديدة، ومنذ أسبوع ورأسي يؤلمني جداً، قرأت عن سحر الخمول، ونفس الأعراض عليّ. 

ليس لي حجة عند رب العباد يوم القيامة، فالله عليم بكل شيء، أخاف أن أكون من الهالكين والله أخاف! أريد منكم تفسيراً لما أمر به، هل هو مرض نفسي أم أنه حالة وستمر -بإذن الله-؟ أقسم بالله إنني كرهت الحياة، ليس لدي طموح.

في السابق عندما كنت في 14 من عمري، تمنيت أن أكون خادمة لديني، وأن أكون داعية إسلامية، لكن الآن لا شيء يدور في بالي، لا شيء بتاتاً، حتى المستقبل لم يعد يهمني كثيراً، أن أكون فعالة وأن يكون لي أثر في هذه الحياة، كل هذا انتهى، أحبطت تماماً، كل ما حاولت أن أقف على قدمي، أتذكر وسواس العقيدة، وأقول لنفسي لقد انكسرت فما لكي حملٌ على شيء.

والآن هناك من يريد خطبتي، وأقسم لكم أنني أخشى أن أخطب للشاب وأجعله يعيش معي في جحيم، أقول ربما ربي يكتب الخير بيني وبينه ويكون سبباً من أسباب الله في حصولي على عيش هانئ. 

أفيدوني بالله، وادعوا لي ربي عسى أن تكون دعوتكم مستجابة، وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيينا محمد.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كل شيء يزيد وينقص في حياة الإنسان، حتى الإيمان يزيد وينقص، وقطعاً الإيمان يزيد بالطاعات فأنت مطالبة أن تجهدي نفسك بهذا الطريق، وتستعيذي بالله تعالى من الهم والعجز والكسل، هي بالفعل من أكبر العوامل التي تؤدي إلى هزيمة الإنسان وإحباطه، تستعيذين بالله تعالى منها، وأعلمي أنك صاحبة طاقة نفسية وجسدية كبيرة جداً، أنت في بدايات سن الشباب، وقد حباك الله بطاقة مهولة وقناعاتك بقدراتك لا بد أن تكون موجودة، إرادة التحسن تأتي إذا أقتنع الإنسان بأن لديه قدرة وطاقة حباه الله تعالى بها، وأن التغيير لا بد أن يكون منا، لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

أيتها الفاضلة الكريمة: ما تمرين به -إن شاء الله تعالى- أمر عارض وعابر، وموضوع سحر الخمول وخلافه ليس لدي خبرة كبيرة في هذا الأمر، لكن الذي أقتنع به أن الله خير حافظا، وأن المسلم إذا حرص على صلاته وتلاوة قرآنه وأذكاره وحرص على الرقية الشرعية، لن يصيبه مكروه أبداً -بإذن الله تعالى-، غيري مفاهيمك حول هذا المبدأ، وإن كان هنالك سحر يجب أن تكون قناعتك قوية أن الله تعالى سوف يبطله.

أيتها الفاضلة الكريمة: أعتقد أن لديك مزاجاً اكتئابياً، وهذه هي المشكلة الأساسية، والاكتئاب بالفعل يجعل الإنسان مجهداً نفسياً وجسدياً وتضعف الدافعية عنده، وهذا هو الذي يحدث لك، لكن العلاج من خلال المقاومة والإصرار على الفاعلية وتغيير الفكر السلبي إلى فكر إيجابي، وأنا أريدك أن تبدئي بداية بسيطة جداً، نامي مبكراً هذا مهم جداً، واستقيظي لصلاة الفجر، حاولي هذا ليس بالصعب أبداً، ثم مارسي بعض التمارين الرياضية البسيطة، واجعلي يومك يبدأ على هذا السياق، سوف تحسين بشيء من المردود الإيجابي، شاركي في الأعمال المنزلية، هذا ليس بالصعب أبداً، ودائماً ضعي أهمية خاصة لدراستك، أنا أركز كثيراً على حسن إدارة الوقت؛ لأنها تعني حسن إدارة الحياة، وأريدك أن تفهمي هذه النقطة، والرياضة أيضاً قناعتي بها مطلقة، لأن الرياضة تؤدي إلى استشعار إيجابي لكيمياء الدماغ التي تحسن المزاج وتقوي الأجساد فأحرصي على ذلك.

وأنا في مثل حالتك أيضاً أنصح بتناول أحد مضادات الاكتئاب، حيث إن هذه الأدوية سليمة وفاعلة ومن أفضلها العقار الذي يعرف باسم فلوكستين ويسمى بروزاك، إن كان بالإمكان أن تذهبي وتقابلي طبيباً نفسياً فهذا أمر جيد، وإن لم يكن ذلك ممكناً، حتى الطبيب العمومي يمكن أن يكتب لك هذا الدواء، فهو دواء بسيط وسليم وغير إدماني ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، والجرعة المطلوبة في حالتك هي كبسولة واحدة يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يوماً بعد يوم لمدة شهرين، ثم تتوقفين عن تناول العلاج.

أرجو أيضاً أن تجري بعض الفحوصات الطبية العامة للتأكد من مستوى الدم لديك، والسكر، ووظائف الكبد ووظائف الكلى، وكذلك وظائف الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين (د)؛ لأن نقص هذا الفيتامين يؤدي إلى الكثير من الخمول النفسي والجسدي.

ويمكنك الاستعانة بالرقية الشرعية فهي تفيد في كل الأحوال، وإليك طريقة الرقية الشرعية: (237993- 236492-247326).

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net