والدتي مصابة بالزهايمر ولا تنام ليلا رغم تناولها الأدوية.. ما الحل؟
2014-10-28 02:11:26 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
والدتي بها الزهايمر، وتبلغ من العمر 78 عامًا، المشكلة أصبحت عصبية المزاج جدًا، وتغلط وتسب وتشتم، وتتبول في أي مكان، ولا تنام ليلا راجعنا طبيب الأمراض النفسية، فوصف لنا العلاج التالي:
1) somazina 1000mg مرتين في اليوم لمدة شهرين.
2) omega-3 مرتين في اليوم أيضًا.
3) نصف حبة ليلاً يوميًا serex quetiapine100mg.
وبعد أخذ العلاج لم تتحسن أبدًا على هذا العلاج الآن راجعنا طبيبًا آخر وصف لنا العلاج التالي:
1) aloperidin5mg نصف حبة لمدة أسبوع يوميًا، ثم بعد الأسبوع مرتين في اليوم نصف حبة.
2) Demax 10mg نصف حبة لمدة أسبوع يوميًا، ثم بعد الأسبوع حبة كاملة يوميًا.
3) lorazesam(lorazepam)mg حبة ليلاً منوم يوميًا.
بعد أخذ العلاج الثاني أصبحت الوالدة هادئة وجيدة المزاج، المشكلة الآن في العلاج الثالث يجعلها لا تفقه شيئًا ولسانها ثقيل، وكأنها مخدرة، ولا تنام ليلا، ويجعلها تحك جسمها كثيرًا، تركنا العلاج الثالث الآن، وهي جيدة تقريبًا إلا أنها تتهيأ كثيرًا، وتؤلف قصصًا لا صحة لها، فهل هذا بسبب العلاج أعلاه؟
كذلك هي لا تنام في الليل بتاتًا، فتبقى مستيقظة، وتتجول في البيت، وتتقول قصصًا وأحاديث لا صحة لها، وكذلك نحن نبقى معها لا ننام أيضًا، وقد سبب هذا الأمر تعبًا وإرهاقًا شديدًا لنا بصورة كبيرة جدًا، وأنا عندي دوام وأطفال، وأريد ألا أعقها بسبب هذا الشيء فما هو الحل؟
أرجو إغاثتي كي تنام بصورة جيدة، وبدون مشاكل لها، هل العلاج أعلاه به فائدة لها أو له آثار سلبية عليها؟ وهل يوجد علاج منوم لها بدون مشاكل، علمًا أنها مريضة بالضغط، وبها جلطة قلبية قبل خمسة أعوام؟
أرجو إرشادي، جزاكم الله خيرًا، وعذرًا للإطالة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نعم {وبالوالدين إحسانًا}، {ووصينا الإنسان بوالديه حُسنا}، وأنا أقول لك أنه قد فتُح لك -إن شاء الله تعالى- باب من أبواب الجنة، فلا تغلقه أبدًا، تُكرم بإكرامك وإحسانك لوالدتك، فاصبر واجتهد، واخدم والدتك.
نعم أنا مقتنع تمامًا وأؤيد ما قلته أن الإشراف على هؤلاء المرضى يؤدي إلى كثير من الإجهاد والتعب النفسي والجسدي، لكن – يا أخِي – اجتهادك معها وعنايتك بها -إن شاء الله تعالى- يعطيك مردودًا إيجابيًا داخليًّا تحسُّ به، وهذا -إن شاء الله تعالى- يعزز جهدك نحو خدمتها، وأبشر فإنك ستسعد وستجد ذلك البر في أبنائك -إن شاء الله-.
أخِي الكريم: من الوسائل التي ننصح بها الأسر هي أن يكون هنالك نوع من التناوب ما بين أفراد الأسرة للإشراف على هؤلاء المرضى، علة الزهايمر ليست افتقاد فقط للذاكرة، إنما هي مشكلة سلوك، مشكلة تدهور في الشخصية، تصرفات غير سليمة، تدهور مريع في النظافة الشخصية، وموضوع التبول كما ذكرت، وهؤلاء المرضى أيضًا قابلون للسقوط، لكسر عظمة الحوض، وهذه تكون من أخطر الأشياء.
بالنسبة لاضطراب النوم لديها: هذا معلوم جدًّا، وغالبًا ما تكون الساعة البيولوجية لديهم معكوسة، قد تأتيهم نوبات من النوم في النهار ويفتقدون النوم ليلاً.
أيها الفاضل الكريم: الأدوية التي تتناولها والدتك ومنها الـ (هلوبريادون)، وهو الـ (هلوبريادول)، هذا دواء ممتاز جدًّا لتهدئة المريض، ونصف حبة ليلاً هي بداية ممتازة، ثم بعد ذلك يمكن أن تُرفع الجرعة، وإن كانت نصيحة الطبيب هي نصف حبة صباحًا ومساءً، هذا أيضًا لا بأس به أبدًا.
الدواء الأخير وهو الـ (لورازبام): هذا يؤدي إلى النوم، لكنه قد يزيد من الخرف أيضًا، فلا داعي له.
الوالدة قد تحتاج لدواء آخر يعرف باسم (إبيكسيا Epixa)، ويسمى علميًا (مينامتين)، هذا الدواء يساعد كثيرًا مرضى الزهايمر، قد لا يحسِّن الذاكرة بصورة ملحوظة، لكنه يُقلل من مشاكلهم السلوكية.
بالنسبة لعملية التبول: نعم هي مزعجة جدًّا، ومن أفضل الوسائل هي أن تُؤخذ الوالدة إلى الحمام كل أربع ساعات، هي لا تدري ولا تدرك، وليس لها أبدًا قدرة على التحكم في مخارجها، ولا مانع من أن تلبس الحفاظات والتي أصبحت متوفرة بفضل الله تعالى.
أخِي الكريم: كثير من الدول فيها خدمات ممتازة جدًّا تقدمها الدولة لهؤلاء المرضى، فابحث في المكان الذي تعيش فيه، إن كانت هناك أندية لكبار السن، أو هناك معاونة صحيَّة تأتي إلى البيوت، هذا كله يُخفف من الجهد المبذول حيال هؤلاء المرضى.
بالنسبة للجلطة القلبية وأن الوالدة مصابة بالضغط: هذا قطعًا يزيد من درجة الخرف عندها، وهذا يُسمى بالخرف الوعائي، وذلك بجانب وجود علة الزهايمر.
أخِي الكريم: احرصوا تمامًا على موضوع السقوط، هؤلاء المرضى قابلون للسقوط وكسرة عظمة الحوض، خاصة في الحمامات، فحاولوا أن تراعوها في هذا السياق.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأقول لك -جزاك الله خيرًا-، وأحسن الله إليك كما أحسنت لأمك، وبالله التوفيق والسداد.