بدأت أنعزل عن الناس بسبب صعوبة الكلام وانتقادات أخواتي!!
2014-10-28 05:08:44 | إسلام ويب
السؤال:
السلام وعليكم.
حالتي النفسية تتدهور؛ فأنا أعاني من خوف من الكلام، ولساني أحسه يثقل، وتكون في خاطري أشياء كثيرة وسوالف، لكني إذا أردت أن أتكلم أتلعثم وأتكلم بسرعة، وأختصر الكلام حتى أنتهي بسرعة.
وأحس أني لا أشرح للناس جيداً، أما في الرسائل والدردشة فتعبيري جيد وواضح، أما إذا أردت أن أتكلم أجد صعوبة، خوفاً من التعليق والانتقاد الهدام الذي تعودت عليه من أخواتي، وبدأت أعزل نفسي عن الكلام، وبدأت أكره الجلوس مع الناس، وأحس أن نفسيتي تعبانة وفي حزن كبير، وأن في كل الابتلاءات وخوف، وقلق، واكتئاب.
تعبت من حالتي، فأنا لم أكن هكذا، وشخصيتي أكبر قوية من صغري، والكل يحبني ويمدح أسلوبي -والحمد لله على كل حال-، لكن أخواتي يبحثون عن خطئي، لكي يكسروني من البداية، ولم أكن أهتم بهم ولكن في الأخير من كثرة ما ينتقدون شخصيتي وكلامي ومزحي وحديثي أصبحت كلماتهم في بالي، وبدأت أهتم وأشك بشخصيتي ولا يوجد أحدٌ يلومني إذا ضعفت.
في الأخير هؤلاء أخواتي، ومن المؤكد أنهم لا يريدون أن يعملوا معي هكذا، وبدأت أصدق كلامهم، أتقيد وأحاسب لكل كلمة، إلى أن أصبحت من الصعب أن أتكلم وهذا الشيء سبب لي حزناً عميقاً، لكن -والله العظيم- عندما كبرت اكتشفت أن أخواتي كانوا يتعمدون كسري، وأنا لا يوجد في خطأ.
والآن أختي التي تصغرني يريدون أن يتعاملوا معها كما تعاملوا معي؛ لأن شخصيتها حلوة وحبوبة، لكني أدافع عنها، وأحاول أن أحمي إخواني وأخواتي حتى لا يصيبهم ما أصابني؛ لأني جربت طعم الحرمان من الكلام والضحك.
أرجوكم ساعدوني بدواء أو أي شيء، وأنا سوف أشتري لي أي دواء من الصيدلية.
ما أعاني منه أكثر، وقصتي طويلة، لكني لا أستطيع أن أكتبها هنا، وهل من الممكن أن تعطوني إيميلاً لكي أرسل لكم قصتي، ومعاناتي؟ لعلكم تعرفون السبب إذا أنا جهلته.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما نعتقده أنه لديك بعض سمات القلق، وعدم الرضا عن الذات، وهذا هو الذي يجعلك لا تتفاعلين اجتماعياً بالصورة التي تودينها، وتكون عجولةً في كلامك، وتحاولين التخلص بسرعة من المواضيع التي تطرح على النطاق الاجتماعي، وفي ذات الوقت أصبحت لا تحبين التفاعل أو الجلوس مع الآخرين.
ما ذكرتيه حول أحداث وتفاعلات ما بينك وبين إخوتك حتى وإن كنتِ ترينَ فيها شيئاً من السلبية إلا أن هذه الأمور تحدث في جميع الأسر، ولا أعتقدُ أن إخوتك يريدون بك شراً أبداً، هو نوعٌ من التفاعل والمزاح والمعاكسات البسيطة التي تحدثُ بين الإخوة والأخوات.
فيا أيتها الفاضلة الكريمة: يجب أن لا تحملي هذا الموضوع أكثر مما يستحق، إخوتك وأهلك يحبونك ولا شك في ذلك، وهذا الحب حب فطري وجبلي لا يستطيعون أبداً أن يحيدون عنه، لا أريدك أبداً أن تفكري بتضخيم وتجسيم أنك عشت حرمان في طفولتك، أو أن أحداً حجر عليك الكلام أو الضحك بأريحية؛ فهذا الكلام ليس صحيحاً، ونظرتك السلبية أعتقد أنها هي التي جعلتك تفكرين على هذا النمط.
أيتها الفاضلة الكريمة: هنالك مبدأ مهم جداً، وهو أن الإنسان يجب أن يعيش حياته بقوة، والماضي مهما كان بإيجابياته وسلبياته قد انتهى، وهو عبرة وبوابةٌ ومفتاحٌ لاكتساب مهارات إيجابية في الحاضر، والمستقبل يجب أن لا نتخوف منه أبداً، ولا ننظر للماضي بسلبية؛ هذا يقود الإنسان لأن يعيش حاضره وبقوة.
إذاً: ركزي على حاضرك واجعلي لحياتك معنى، وكوني مشاركة فعالة في أسرتك، ركزي على دراستك حتى تكوني من المتميزات والمتفوقات، ولابد أن تلتزمي بدينك؛ فهذا يقوي من قدرتك على مقاومة ما يحدث لك من مضايقات على النطاق النفسي والمجتمعي إن كان ذلك من إخوتك أو غيرهم.
وحاولي أن ترفعي من مستوى مقدراتك المعرفية، وأكثري من الاطلاعات؛ هذا يعطيك فرصة لأن يكون مخزونك الكلامي والفكري غنياً بالدرجة التي تتيح لك التعبير بانسياق وسهولة وأريحية أمام الآخرين، -وإن شاء الله تعالى- تكونين محط نظرهم واعتبارهم وتقديرهم.
الإنسان بطبعه اجتماعي ولا بد أن يعيش في مجتمعات، فكوِّني صداقات مع الفاضلات من البنات، وتواصلي مع معلماتك، انضمي لحلقة تحفيظ وتجويد القرآن إن كان ذلك متوفراً في منطقتك، هذه كلها تساعد وهذه كلها علاجات، ولا تنسي أن تمارسي أي رياضة تناسبك كفتاة مسلمة، وتمارين الاسترخاء فيها خير كثير؛ ودائماً ننصح بها، وكذلك النوم المبكر، وحسن إدارة الوقت. هذه كلها علاجات مهمة، وضرورية وبها تستقيم الحياة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، أنت لست في حاجة لعلاج دوائي. أسأل الله لك التوفيق والسداد.