كيف أتقي شر من يحسدني على خِطبتي؟
2024-02-17 22:50:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أشكركم مسبقًا، وأود أن تنصحوني من فضلكم.
أنا شاب، عمري 22 سنة، خطبت فتاة منذ سنة، والحمد لله فنحن متحابان ومنسجمان كثيرًا، وكذلك العائلتان متوافقتان؛ كون أخي متزوجاً من أخت خطيبتي منذ مدة؛ لذلك -الحمد لله- العائلتان منسجمتان جدًا.
مؤخرًا أرسل لي شخص رسالة، حاول من خلالها التشويش عليّ، من خلال قول أكاذيب عن خطيبتي، لكنني صددتُه، وقلت: اتقِ الله، ودعنا وشأننا.
وعندما فشل في محاولاته الدنيئة تلك أرسل لي مجددًا، وقال لي: لن أترككما وشأنكما، ولن أدعكما تتزوجان أبدًا! فخطر في بالي أنه ربما سيلجأ للسحر؛ لذلك أخاف على خطيبتي؛ لأنني أحبها كثيرًا، بل وأعتبرها زوجتي.
فما العمل لاتقاء شر هذا الشخص مهما كان؟
مع العلم: أنا وخطيبتي نقرأ القرآن يوميًا، وخاصة سورة البقرة، وكذلك الأذكار قبل النوم، وفي الصباح؛ فهل ذلك كافٍ لاتقاء شر الحساد؟
شكرًا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مبارك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولاً: نحب أن ننبهك إلى أن المخطوبة لا تزال أجنبية عن خاطبها حتى يتمّ العقد الشرعي، وقبل ذلك عليه أن يعاملها كغيرها من الأجنبيات، فلا يجوز له الخلوة بها، ولا أن تتكلم معه بكلام فيه لين فيسمعها، ولا أن ينظر إليها نظرًا زائدًا عن النظر الذي رخص به الشارع في النظر للمخطوبة، أي النظر الذي يدعوه إلى خطبتها والإقدام على التزوج بها، وما بعد ذلك فلا يجوز له أن ينظر إلى شيء منها. هذا بداية.
أما عمَّا سألت عنه من كيفية اتقاء شر الحاسد، فهناك أسباب جعلها الله -عز وجل- وقاية يتقي بها الإنسان من شر الحاسد، نذكر لك أهمها:
أولها: الاستعاذة بالله -تعالى-، وطلب الحماية منه -جل شأنه-، والإكثار من قراءة: {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}، فإن في ذلك تحصينًا للإنسان أيَّما تحصين، مع {قل هو الله أحد}.
السبب الثاني: تقوى الله -تعالى-، والوقوف عند أمره، وعدم مجاوزة نهيه، فقد قال -جل شأنه-: {وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئًا}، وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (احفظ الله يحفظك).
السبب الثالث: الصبر، ورد الإساءة بالإحسان، ومحاولة الإحسان إلى هذا الحاسد، واتقاء شره بقدر الاستطاعة؛ فإن هذا من أعظم الأسباب التي يتقي بها الإنسان شر الحاسد.
السبب الرابع: التوكل على الله -تعالى-، وحسن الظن به، والاعتماد عليه -جل شأنه-؛ فإنه لا يستطيع أحد أن يضرك إلا بما يريده الله -تعالى-، فالأمر كله بيده، ولا يملك أحد من الناس لأحدٍ ضرًّا ولا نفعًا، فتوكل على الله -تعالى-، واعتمد عليه –كما قلنا–، مقيمًا على طاعته، وأكثر من ذكره.
السبب الخامس: أن تفرغ قلبك من الاشتغال بهذا الحاسد، وأن تُبعد فكرك عنه، وتحاول أن تمحوه من بالك تمامًا، فلا تلتفت إلى الخاطرة كلما خطرت عليك من أنه قد يفعل بك أو قد لا يفعل، فتجاهلك هذا مع أخذك بهذه الأسباب، يُذهب عنك -بإذن الله تعالى- شرَّه، ويريح نفسك من الاهتمام به والاعتناء بشأنه.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يأخذ بيدك إلى كل خير، وأن يقدر لك الخير حيث كان.