طفلي يعاني من السرحان، والصوت المنخفض، ما هو الحل؟
2014-11-11 03:09:59 | إسلام ويب
السؤال:
طفلي الثاني أكمل عامه الثالث، يتكلم ويكون جملا، لكن أغلب كلماته غير مفهومة، لم أقلق حيال ذلك؛ لأن ابني الأكبر كان هكذا، وأفصح لسانه بعد ثلاث سنوات، وكان عنيدا وقياديا.
وعندما حملت بأخيه، كنت كثيرة الأمر والنهي عليه، وبدأ أسلوبي يجف معه، فاقترب منه والده أكثر محاولاً تعويضه الحنان بدلاً من قسوتي عليه، بدأت أحاول تعويضه قبل مجيئ المولود.
المشكلة: أني بدأت ألاحظ أنه يسرح وخاصةً على وجبات الطعام، يسرح بخياله، ويتكلم بصوت منخفض ويضحك، وعند النوم لا ينام بسرعة، لا أدري هل يردد خلف صوت القرءان الذي أشغله له، أم أنه أيضا يتخيل لعبته المفضلة؟
يتمتع بالدوران بسيارته الصغيرة على الجدار لوحده، وينزعج إذا قطعنا عليه متعته.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم خالد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في مثل هذا السن كثيرًا ما يمتزج الخيال مع الحقائق عند الطفل، والطفل قد ينغمس في تفكير معين؛ لأنه يعتقد أنه سوف يقترب أكثر من المعلومة، ويتحصل على تفاصيل أكثر. الطفل حين يقترب من التليفزيون (مثلاً) يعتقد أنه سوف يتحصل على المزيد من التفاصيل، والمزيد من المعلومات.
أن يتكلم الطفل لوحده، أو يأتيه شيء من حديث النفس: هذا أمر طبيعي وعادي، وأنت لك تجربة سابقة مع طفلك الأول، فلا تنزعجي في هذا الموضوع.
من المهم طبعًا أن تكوني متوازنة جدًّا في تربيتك لأبنائك، ومن الأخطاء التربوية أن يُعامل الطفل بنهجين مختلفين عن طريق الوالدين، أحدهما يضرب والثاني يحتضن، هذا أمر خطير جدًّا، هذا نوع من الرسائل المتعارضة التي تأتي للطفل وتجعله مضطربًا وجدانيًا.
أختِي الكريمة: حاولي أن تحفزي طفلك وتعززي فيه السلوك الإيجابي، وهذا الطفل أعتقد أنه يحتاج أن يندمج مع بقية الأطفال، هذا سوف يجعله أقل سرحانًا، وسوف تنحسر الخيالات لديه وتُصبح في حدود المعقول، وهو الآن على أعتاب سن الروضة، أعتقد أن في ذلك (أيضًا) تأهيلٍ ممتازٍ له.
حاولي أن تجعليه في وضع هادئ خاصة قبل النوم، هذا مهم جدًّا.
موضوع أنه يتحدث بصوت منخفض ويضحك: أعتقد أن هذا أمر عارض، لكن يجب أن يُراقب.
ذكرتِ أن لعبته المفضلة الدوران بسيارته الصغيرة على الجدار لوحده، وينزعج إذا قطعتم عليه متعته في ذلك: الأطفال في هذه السن أيضًا قد يكون لديهم نمطًا وسواسيًا، شيء من الرتابة، الفعل المكرر، الدوران حول أشياء معينة، هذا طبيعي جدًّا لدى الكثير من الأطفال، لكن طبعًا هذه العلة -أي علة الدوران بجسم أو لعبة في نمط معين- هذا قد يُزعج بعض الأبوين؛ لأنه قد رُبط في بعض الأحيان بمتلازمة التوحد.
طفلك بفضل -الله تعالى- ليس له مؤشرات أخرى تدل على أنه طفل ذواتيّ، أي لديه سمات التوحد، فلا تنزعجي، هذا نعتبره من النمط الرتيب ذي الطابع الوسواسي لدى الأطفال.
لا تنزعجي -أيتها الفاضلة الكريمة- وراقبي طفلك بعد أن يصل الطفل إلى عمر ثلاث سنوات وستة أشهر، من المفترض أن يختفي هذا النوع من المسلك، ويُصبح الطفل أكثر تطورًا في مقدراته التي تناسب عمره، وإذا لم يحدث ذلك؛ فالشيء المنطقي أن تعرضي ابنك على الطبيب.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.