أصاب بحكة شديدة بالجلد ووخزات في ظروف معينة ما العلاج؟
2014-11-23 02:17:27 | إسلام ويب
السؤال:
أعاني منذ عدة سنوات في فترة الصيف وأوائل الخريف، أو إذا تعرضت لجو به نسبة رطوبة، أو بعد الاستحمام بالماء سواء كان باردًا أو فاترًا أو دافئًا، وبالإضافة إذا قمت بالمشي تحت الشمس، أو تعرضت لتوتر عصبي؛ أصاب بحكة شديدة بالجلد، مع وخزات مثل الدبابيس والإبر، وتستمر الحكة لمدة نصف ساعة بعد الاستحمام أو الجفاف من العرق، مع العلم أن أثناء حدوث الحكة يكون شكل الجلد طبيعيًا جدًا، ولا يوجد به أي نوع من الاحمرار أو البثور.
ذهبت للعديد من أطباء الأمراض الجلدية، وكل دكتور يكتب لي دواء مضادًا للهيستامين، مثل:
Zyrtec , histagin ,Histminal، وغيرها من الأدوية، ولكنها لا تقوم بأي تأثير بل بعض هذه الأدوية يزيد من قوة الألم والحكة, وقمت بعمل تحليل بول ودم، وكانت النتائج كلها جيدة، وغير مصاب بأمراض أخرى.
أنا حاليًا أعمل في بلد نسبة الرطوبة فيه عالية، والألم يوميًا وشبه متواصل، وبسببه أنام لفترات قليلة جدًا مع عدم الاهتمام بواجبات العمل بسبب الحكة الشديدة.
أتمنى ألا يصيب الله أحدًا بمرض مثل مرضي، وأن يشفي كل مريض.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Akmal حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك -أخانا الكريم- على تواصلكم مع الشبكة الإسلامية، وعلى عرضك لمشكلتك بشكل واضح، وأتصور أن ما تعاني منه هو نوع من أنواع الارتيكاريا أو الشرى، وهذا المرض الجلدي يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد وانتفاخات، واحمرار وحكة ووخز -كما ذكرت- وفي حالتك الحكة والوخز ليس مصحوبًا بظهور طفح جلدي واضح، وفي الحالات الشديدة تكون الأرتيكاريا مصحوبة بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء، ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس، واضطرابات وألم بالبطن، ويوجد نوعان رئيسيان من الأرتيكاريا التقليدية:
• النوع الحاد، والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع، وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية أو تناول بعض المأكولات أو الأغذية المحفوظة، مثل: السمك، والبيض، والمكسرات، والكيوي، و ...، أو تناول بعض العلاجات، ومن أهمها المضادات الحيوية، والتطعيمات، أو بسبب لدغ الحشرات وبالأخص النحل والدبابير.
• النوع المزمن يلازم المريض فترات طويلة، ولا يوجد سبب واضح لحدوثه، وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد، وربما الأنسجة الأخرى، والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقًا.
في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرض أو جزء من أعراض بعض الأمراض المناعية، مثل: الذئبة الحمراء، أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية مثل: أمراض الغدة الدرقية.
وتوجد بعض أنواع الأرتيكاريا أو الشرى الغير تقليدية، أو ما يعرف بالأرتيكاريا المادية أو الفيزيائية مثل: تلك المرتبطة بالتعرض للماء، أو أشعة الشمس، أو الضعظ، أو بداية التعرق، وتغير درجة حرارة الجسم، وأتصور أن النوع الأخير هو الذي تعاني منه، وبالأخص مع زيادة درجة حرارة الجسم وبداية التعرق، وهذه الأنواع من الأرتيكاريا تحتاج إلى التواصل المستمر مع الطبيب، والمتابعة والمثابرة لتجربة علاجات متعددة؛ حتى يتم السيطرة على الأعراض التي تشتكي منها إن شاء الله.
يجب محاولة تجنب التعرق قدر المستطاع، وذلك بتجنب الاستحمام بالماء الساخن أو ما شابهه، وتجنب لبس الملابس الثقيلة الغير مناسبة للجو المحيط وبالأخص المصنوعة من الأنسجة الصناعية، ويجب أيضًا تجنب تناول المأكولات الحارة والحريفة. ولهذا النوع من الأرتيكاريا مواصفات خاصة كونه يظهر في غضون نصف ساعة من بداية التعرق ويستمر في الغالب لمدة تتراوح من نصف ساعة إلى ساعة ثم تختفي كما ذكرت.
ويمكنك العلاج باستخدام مضادات الهستامين من الأجيال الحديثة مثل: Fexofenadine 180mg or Desloratine or Levocetrizine بواقع قرص واحد مرة واحدة يوميًا صباحًا، ويمكن إضافة أحد مضادات الهستامين التقليدية مثل الـ Atarax 10 to 25 mg مرة واحدة مساءً إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل أو مرضي للمريض باستخدام الأنواع الحديثة فقط، ولذلك أنصحك باستعمال النوعين معًا، ويمكن زيادة الجرعات المستخدمة.
ويوجد علاجات متعددة أخرى يكون استخدامها بعد تقييم الطبيب للحالة إكلينيكيًا، ومتابعة مدى استجابتها للعلاج، ولذلك أنصح أن يكون علاجك تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص، وأيضًا للتأكد من التشخيص وسبب حدوثه، وذلك بأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة وفحص الجلد، وطلب بعض الفحوصات المعملية اللازمة أو ما شابه، وتختلف فترة الإصابة بالمشكلة من شخص إلى آخر، ولا يمكن تحديد مدة معينة لانتهاء المشكلة، ولكن لا بد أن تكون متفائلًا، وأتمنى لك التوفيق والشفاء العاجل إن شاء الله.
ويمكن أن يصاب المريض بالأرتيكاريا التقليدية مصحوبة بالأنواع الأخرى، وفي الغالب يكون العلاج بمضادات الهسامين -كما ذكرت سابقًا-واستبعاد إصابتك –لا قدر الله- بأي مشكلات تسببها، وعلاج وتدارك تلك المشكلات على أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي.
وفقك الله، وحفظك من كل سوء.