رغم سلامة الفحوصات ما زلت أشعر بخفقان في القلب مع توتر وقلق!
2014-11-30 03:54:43 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على جهودكم وسعة صدركم بالرد على جميع استفسارات إخوانكم المرضى، وأسأل الله أن يجعل ما تقومون به في ميزان أعمالكم.
أعاني منذ 6 شهور من خفقان بالقلب مصحوب بنغزات، ينتابني شعور بالموت وتوتر وقلق مستمر.
عملت الفحوصات الآتية: فحص القلب بالمجهود، فحص القلب 24 ساعة، ايكو القلب، فحص الغدة الدرقية. وكل الفحوصات سليمة -ولله الحمد-.
أحياناً يأتيني الخفقان بعد الأكل، وأحياناً بدون أي سبب، وأحياناً أثناء النوم، وفي الفترة الأخيرة، عند ما يأتيني الخفقان يصاحبُهُ رفة بعِرْق الأذن اليسرى، وأحياناً اليمنى، وعملت أشعة مقطعية ورنينًا للرأس، وكانت الفحوصات سليمة.
المشكلة أني حتى الآن وأنا أعاني من خفقان وقلق وتوتر، أحياناً اتغلب عليه بنسيانه، وأحياناً يغلبني.
أرجوكم أن تفيدوني، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أعراضك واضحة جدًّا، هي أعراض قلق المخاوف، وما تحسُّ به من نغزات -خاصة في الصدر-، هو ناتج من الانقباضات العضلية المصاحبة للتوتر، خفقان القلب هو أيضًا ناتج من التوتر الذي يؤدي إلى تنشيط الجهاز العصبي اللاإرادي، مما ينتج عنه إفراز مادة (الأدرينالين)، والتي يُعرف أنها تزيد من ضربات القلب، مما يجعلك تحسُّ بالخفقان.
أخي الفاضل: أنت قمت بإجراء فحوصات كثيرة، وكلها –الحمد لله تعالى– نتائجها رائعة، فأعتقد أنه يجب أن تقتنع أن المكوّن النفسي لأعراضك هو الأساس، ولا يوجد ما يدعو بعد ذلك أن تقوم بأي فحوصات أخرى، لا أريدك أبدًا أن تُكثر من التردد على الأطباء، أو تُكثر من هذه الفحوصات، هذا قد يؤدي إلى المزيد من الوسوسة والشكوك، ويؤدي إلى ما يُعرف بالمراء المرضي، أي أن الإنسان يحسُّ بأعراض كثيرة دون أن يكون لها أساس عضوي؛ مما يُسبب له شاغلاً
اصرف انتباهك عن هذه الأعراض، وأنت أحسنت حين ذكرت أنك تتغلب عليها بنسيانها في بعض الأحيان، لكن هذا يغلبك في أحايين أخرى، فإذًا التناسي، التجاهل مع الاقتناع بأنه لا يوجد مرض عضوي، هذا مهم جدًّا. والتناسي –أو ما نسميه بصرف الانتباه– يكون أيضًا من خلال وجود بدائل عملية، بأن ينخرط الإنسان في أنشطة مختلفة، ويستفيد من وقته بصورة صحيحة، ويُكثر من التواصل الاجتماعي، ويكون مُنجزًا لعمله، ويمارس الرياضة، ويحرص على أمور العبادة... هذا كله يساعد كثيرًا في صرف الانتباه عن هذه الأعراض، فكن حريصًا على ذلك.
أنت قطعًا محتاج لأدوية نفسية بسيطة وبسيطة جدًّا، وسوف تستفيد منها كثيرًا -إن شاء الله تعالى-. هنالك العقار الذي يسمى تجاريًا باسم (زيروكسات)، ويسمى علميًا باسم (باروكستين)، دواء ممتاز ورائع، تحتاجه بجرعة صغيرة، وهي 12.5 مليجرام، هذا يسمى بـ (زيروكسات CR) هذه الجرعة تتناولها يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
(الزيروكسات) قد يؤدي إلى تؤخر في القذف المنوي، لكن ليس له أي ضرر آخر، خاصة أن الجرعة التي نصحناك بها صغيرة، يُضاف إليه عقار يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل)، ويسمى علميًا باسم (سلبرايد)، هذا تتناوله بجرعة كبسولة صباحًا وكبسولة مساءً لمدة شهر، ثم كبسولة صباحًا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.
هذه هي الأدوية التي أراها مناسبة بالنسبة لك، وهي أدوية بسيطة جدًّا، وإذا استصحبتها بما ذكرناه لك من إرشاد سلوكي، أعتقد أن أعراضك هذه سوف تتقلص تمامًا، وتحِسُّ -إن شاء الله تعالى- بارتياح كبير، وأيضًا إذا ذهبت إلى طبيب نفسي، قطعًا هذا سيزيد من قناعاتك بأن حالتك بالفعل نفسية، وسوف تستجيب للإرشاد النفسي والتوجيهات وكذلك العلاج الدوائي.
أسأل الله -تعالى- لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.