أصبت باكتئاب وحزن بسبب تأخر الحمل.. أرجو النصيحة

2014-12-01 01:56:25 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوج منذ أربع سنوات، ولم يحدث حمل، -والحمد الله- على كل حال، مشكلتي هي سيطرة مشاعر الاكتئاب والحزن على نفسى عند سماعي أو قراءتي أن أحد معارفي أو أصدقائي قد رزق بطفل مما يسبب لي تعبًا نفسيًا وضيقًا شديدًا ليس حقدًا.

عملت اختبارًا على الانترنت للاكتئاب، ووجدت أن حالتي ما بين اكتئاب معتدل، وحافة الاكتئاب، وفي بعض الأحيان لا أستطيع أن أبارك لمن رزق بطفل حتى لا أشعر بضيق أكثر، وبسبب هذه الحالة علاقتي بزوجتي تتأثر، وكذلك بالنسبة لعملي...، لا أعرف كيف أتخلص من هذه الحالة؟

ملحوظة: أنا -الحمد الله- أصلي وأحاول التقرب من الله دائمًا، أرجو النصح.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة، وقطعًا أنت على قناعة تامة أن الله تعالى يجعل من يشاء عقيمًا، والأمر هنا يتطلب منك حقيقة نوعاً من التسامي، أن تعلو بنفسك، وأن تعلو بمشاعرك وبوجدانك، نعم عدم الذرية هو فقد عظيم، ولا شك في ذلك، وابتلاء ولا شك في ذلك – أيها الفاضل الكريم – والنفس يجب أن تُلجم إذا جرَّت صاحبها ليخرج من طريق الجادة، طريق الصبر، طريق الإيثار، طريق حب الخير للآخرين.

الأمر يتطلب منك جلسة خاصة جدًّا مع نفسك لتبني هذه القناعات، وأنا متأكد أنك لن تجد أي صعوبة، لأنك -الحمد لله- تعالى رجلٌ محافظٌ على صلاتك، وتحاول دائمًا التقرب إلى الله تعالى.

الارتقاء بنوعية تفكيرك أعتقد أنه مهم جدًّا، وهذا هو حل هذه المشكلة؛ لأن ما وصفته بالاكتئاب أعتقد أنه تفاعل ظرفي، عدم قدرة على التكيف، عدم قدرة على التواؤم، لأنك لم تُرزق ذرية.

أخِي الكريم: الأمر يجب أن تتعامل معه بما أشرت لك إليه، وهو التغيير المعرفي، الأمور لا تؤخذ بهذه الحساسية، لا تغلق على نفسك فكريًا حول الموضوع وتراه حزنًا وكدرًا وسوداوية وكربًا، لا، انظر إليه من المنطق الذي ذكرته لك، وهذا سوف يروض نفسك ويجعلها أكثر قبولاً، وسوف تجد أن هذا هو المتنفس الصحيح والمتنفس الذي تُثاب عليه -إن شاء الله تعالى-.

أخِي الكريم: قم بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة أنت وزوجتك، وتوكلا على الله، وعليكم بالدعاء، خصوصًا قوله تعالى: {رب لا تذرني فردًا وأنت خير الوراثين} وقوله: {وارزقنا وأنت خير الرزاقين} وقوله: {رب هب لي من الصالحين}، {رب هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما}، فإن حدث حمل فالحمد لله والفضل والمِنَّة له وحده، وإن لم يحدث فالحمد لله على السراء والضراء، والحمد لله على العطاء والمنع، والحمد لله على كل حال، وتعوذ من حال أهل النار.

لا أعتقد أنك محتاج لمضادات للاكتئاب، ولا أريد أبدًا أن أدخلك في موضوع تناول الأدوية، الأمر هو أمر تكيفي.

أيها الفاضل الكريم: اجتهد في عملك، وفي تواصلك الاجتماعي، واحرص على أمور دينك، وعليك بالدعاء، فالدعاء دائمًا هو سلاح المؤمن في مثل هذه المواقف.

مهما كانت مشاعرك يجب أن تكون مساندًا لزوجتك، حتى وإن كنت في شيء من الكدر في بعض الأحيان حاول أن تُعزز مشاعرها الإيجابية، وتقلل من أي شعور سلبي بالنسبة لها.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net