كيف أقوي ثقتي بنفسي وأقف ثابتا أمام الآخرين؟
2014-12-03 05:01:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم الأمة الإسلامية، وجعل هذه المساعادات في ميزان حسناتكم.
في الحقيقة أنا شاب جامعي في المرحلة الأخيرة، وعمري 23 عاما، وكان مستواي الدراسي متدنٍّ جدا، فأخذني والدي إلى طبيب الأمراض النفسية لكي يطمئن على صحتي العقلية، وكان عمري 6 سنين تقريبا، فعرض علي الطبيب اختبار مربع خشب، وبه فراغات لنجمة ودائرة ...الخ؛ فاجتزت الاختبار بسهولة والحمد لله، فقال له الطبيب: عنده مرض قلة الانتباه، والإفراط في الحركة بنسبة بسيطة، وكتب لي دواء لا أتذكره، وأخذت الدواء، ولكن لا تحسن في المستوى الدراسي حتى الآن.
أنجح في الدراسة بدرجات قليلة، وأجد صعوبة في التفكير، وأنا كثير الملل، وأجد كسلا شديدا في التفكير، ونسبة الذكاء عندي قليلة، وأحيانا أظهر بنسبة ذكاء عالية، وأنسى أشياء كثيرة، وأحيانا أتذكر أشياء لا يعتقد الناس بأنني أتذكرها، وتأتيني أعراض هذا المرض النفسي.
الآن أشعر بملل شديد، ورغبة في تغيير المكان، وأجد صعوبة في الإجابة، وعندما يسألني دكتور الجامعة سؤالا لا أفكر في السؤال، أفكر في ماذا سيكون مظهري أمام زملائي عندما لا أستطيع أن أجيب على السؤال.
أنا الآن في مرحلة أخذ الكورسات لكي أنمي مهاراتي للعمل، فما علاج قلة التركيز؟ وكيف أزيد من نسبة الذكاء؟ وكيف أعالج نفسي من كل هذا؟
شكرا لسعة صدركم، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا أقول لك ومن الوهلة الأولى وبكل وضوح: أنت ليس لديك قلة في الذكاء، ذكاؤك ممتاز، هذا واضح وُفق صياغة رسالتك، فلا تُقلل من قيمتك، ولا تُسئ تقدير مهاراتك، وهذا مهم جدًّا، وأعتقد أن هذه قد تكون هي المشكلة الرئيسية لديك.
وأنت ذكرت أن الطبيب قد أشار أنك تعاني من متلازمة قلة الانتباه وفرط الحركة، وكانت نسبتها بسيطة، والآن لا أعتقد أن هذا الأمر له علاقة كبيرة بوضعك الحالي، لأن متلازمة فرط الحركة وقلة الانتباه حين تكون من الدرجة البسيطة إلى المتوسطة لا تظهر بعد ذلك، وتختفي قبل سنِّ اليفاعة والبلوغ.
فيا أيها الفاضل الكريم: هذا الأمر مستبعد تمامًا، نعم توجد دراسات تُشير أن قلة الانتباه قد تكون هي المكوّن الرئيس لعلة فرط الحركة وقلة الانتباه، بمعنى أن جانب فرط الحركة ليس موجودًا أو هو ليس الجانب المهيمن، هذا الأمر معروف، وكثير من هذه الحالات لا يؤكد تشخيصها إلا من خلال العلاج التجريبي، وهنالك أدوية معروفة لتحسين الانتباه وعلاج فرط الحركة، منها عقار (استراتيرا) وتوجد مجموعة أخرى من الأدوية تنتمي لمجموعة الأنفتامينات، هذه أيضًا ذات فعالية كبيرة.
قطعًا أنا لا أدعوك لأن تتناول هذه الأدوية، لأنها أدوية اختصاصية جدًّا، لا ننصح باستعمالها إلا بعد معاينة الطبيب ويكون القرار قرارًا طبيًّا نفسيًّا من المختص.
الذي لاحظته من خلال رسالتك أنك تعاني من إحباط عام، ضعف الدافعية، وكما ذكرت لك لديك أيضًا مشكلة عدم تقدير الذات بصورة صحيحة، فأول ما تبدأ به هو أن تُحسن الظن بنفسك، وتتأمَّل وتتدبر وتتفكر في مقدراتك، فهي موجودة ولا شك في ذلك.
والخطوة التي تليها هي: أن تنظم وقتك، فتنظيم الوقت يعتبر هو مفتاح النجاح، وتنظيم الوقت يُجدد للإنسان طاقاته الجسدية وكذلك الفكرية.
النوم المبكر مطلوب جدًّا لتحسين التركيز، وكذلك الرياضة، وممارسة الرياضة بانتظام تُساعد كثيرًا في تنشيط كثير من المواد الدماغية المتعلقة بتركيز الإنسان.
فيا أخِي الكريم: هذه هي الأسس التي يجب أن تعتمد عليها، وحين تنام مبكرًا وتستيقظ مبكرًا وتصلي الفجر، وتدرس لمدة ساعة واحدة بعد صلاة الفجر، قبل أن تذهب لمرفقك الدراسي، فسوف يكون العائد التحصيلي كبير وكبير جدًّا، هذا أمر مجرب ومعروف.
تمارين الاسترخاء أيضًا تفيد، وتنمية المهارات دائمًا تكون من خلال الرفقة الطيبة، وتنظيم الوقت، والاطلاع، وتقوية المقدرات المعرفية من خلال القراءة، ومجالسة أهل العلم، هذا كله يفيد الإنسان كثيرًا.
والمهارات لا تتطور إلا إذا وضع الإنسان أمامه هدفًا، لا بد أن يكون لك هدف، لا بد أن يكون لك مشروع في الحياة، وتضع الآليات التي توصلك نحو ذلك.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.