تعرضت لتشنجات حادة.. فما سببها؟

2014-12-04 02:02:11 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعرضت لحادث عندما كان عمري 40 يوماً، وسقطت على رأسي، الأمر الذي أدى إلى بقائي ليلة في المستشفى، وقال الطبيب: إن حالتي مستقرة، ولكن في مرحلتي العمرية من 15 إلى 20 سنة سوف أتعرض إلى نوبات تشنج حادة، وهي طبيعية حسب قوله.

وفعلا في نفس العمر تعرضت لتشنجات حادة جداً، ولا أعلم ما السبب وما العلاج؟ ولماذا في هذا العمر بالتحديد تكون التشنجات قوية فقط ؟ وهل لها أي ضرر على حياتي وأعصابي؟ علماً أن عمري 25 سنة حالياً، وما زلت أعاني من نوبات التشنج عند الغضب، ولكن ليست شديدة أبدا مقارنة بما قبل العشرين من العمر.

أريد توضيحاً لحالتي، وإجابة على تساؤلاتي المرهقة، وجزيتم خير الجزاء.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بشرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرًا على الثقة في إسلام ويب.

هذه التشنجات التي أصبتِ بها في مراحل عمرية مختلفة لا بد أن تُحدَّدَ هل هي عضوية -أي أنها ناتجة من اضطراب في كهرباء الدماغ أو ما يُسمى بمرض الصرع- أو أنها مجرد نوعٍ من الانفعالات النفسية التي تأتي بعد الغضب، أو أنها عضوية ونفسية في ذات الوقت؟ بمعنى أن هنالك زيادة في كهرباء الدماغ، لكن لا تُثار هذه الكهرباء إلا عند أوضاع خاصة مثل الإثارة والاستثارة النفسية.

الطريق الواضح والصحيح والأفضل لك هو أن تذهبي وتقابلي طبيب الأعصاب، فطبيب الأعصاب سوف يقوم بإجراء الفحوصات اللازمة، وأهمها: فحص تخطيط الدماغ ليُحدد كل المسارات الكهربائية في الدماغ، وإن كانت تُوجد بؤرة نشطة أم لا، وكذلك إجراء صورةٍ مقطعيةٍ أو صورة الرنين المغناطيسي؛ هذا – أيتها الفاضلة الكريمة – يجعلك تتأكدين تمامًا من حقيقة هذه التشنجات.

الحادث الذي تعرضت له عندما كان عمرك أربعين يومًا قد يكون مُهمًّا، وقد يكون ليس له أي أهمية، لأن رأس الطفل في أيامه الأولى يتحمل الكثير من الصدمات؛ وذلك نسبة لِليونته ومرونته.

لا تنزعجي أبدًا للموضوع، فاذهبي وقابلي الطبيب، وإن اتضح أن هناك أي نشاط كهربائي زائد، سوف يقوم الطبيب بإعطائك العلاج المطلوب، وإن اتضح أن الأمر أمرًا نفسيًا، بمعنى أن هذه التشنجات هي تشنجات انفعالية -البعض كان يسميها التشنجات الهستيرية، لكن هذا الاسم لا نحبذه ولا نفضله، لأننا لا نريد أن نتهم الناس بالضعف النفسي- وكان بالفعل لديك غضب، أو أنك لا تُحسنين إدارة غضبك، فهذا أيضًا له علاج، وأهم علاجه: اتباع ما ورد في السنة النبوية المطهرة، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- أرشدنا الإنسان أتاه الغضب أن يستغفر، ويغيِّر مكانه، ويغيّر وضعه، ثم يتفل ثلاثًا على شقه الأيسر، ثم يتوضأ ليُطفئ نار الغضب، ويا حبذا لو صلَّى الإنسان ركعتين. هذا علاج عظيم، فجرّبيه وسوف تجدين فيه الخير الكثير.

التعبير عن الذات أيضًا علاجٌ مهم، ونقصد بالتعبير عن الذات: ألا يسكت الإنسان عن الأشياء البسيطة الصغيرة التي لا تُرضيه، إنما عليه أن يُعبِّر عن ذاته وقتيًا وفي حدود الانضباط الاجتماعي والذوق الرفيع، هذا فيه خير كثير للإنسان، وهذا تفريغ نفسي عظيم.

أيضاً: لابد أن يكون الإنسان إيجابيًا في تواصلاته الاجتماعية، فهذا يشعره أنه بالفعل مفيد لنفسه ولغيره، وأن يرتِّب وقته، ويحرص على الصلاة، والدعاء، والاستغفار، وصلة الرحم، وممارسة الرياضة؛ فهذه كلها علاجات مهمة جدًّا لمثل هذه الحالات، وفي بعض الأحيان نعطي أدوية بسيطة مضادة للقلق وللتوترات، مثل عقار يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) ويسمى علميًا باسم (فلوبنتكسول).

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net