ابنتي أصبحت بطيئة في الفهم رغم ذكائها

2014-12-20 05:02:57 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

ابنتي عمرها 9 سنوات، عنيدةٌ، لكن منذ سنةٍ لا أدري ماذا حصل لها؟ فهي غير مهتمةٌ بدروسها مع أنها ذكية، أصبحت بطيئةً في الفهم -يعني إذا طلبت منها شيئاً لا تفهمه بسرعةٍ-، ذهبت إلى معلمتها فقالت: ابنتك ذكيةٌ لكن هناك أمرٌ غريبٌ فابنتك لا تستوعب ولا تفهم رغم ذكائها!

ابنتي تتعبني نفسياً، وهي في البيت تعتقد أني لا أحبها، وكل حركاتها تعملها في ارتباك.

مع العلم أن أباها لا يحتمل عنادها، ويضربها ضرباً عنيفاً، وأخاف أن يكون هذا قد أثّر على نفسيتها.

أطلب نصيحتكم في هذا الأمر؟ وجزاكم الله خير الجزاء.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في موقع استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك ولطفلتك دوام الصحة والعافية.

أولاً: نحمد لك رغبتك ونيتك واجتهادك في تربية ابنتك تربيةً تقوم على الأسس والقيم التربوية الفاضلة.

ثانياً: نقول لك: إن حالة الطفل وترتيبه يؤثران كثيراً على تربيته من حيث الاهتمام الزائد به، ومن التركيز عليه في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ، ومن الخوف عليه من السوء ومن مراقبته ومحاسبته في كل تصرفاته، ومن التوقعات التي تفوق قدراته، ومن المعاملة التي تقوم على المفاضلة، وما إلى ذلك من المؤثرات البيئية والأسرية، ولا بد من وضع ذلك في الاعتبار.

والطفل لا يدرك الخير ولا الشر، ولا الحسن ولا القبيح، فهو يقلّد ما يشاهده من سلوكٍ دون الوعي بفائدةِ أو ضررِ هذا السلوك، لذلك لا نتوقع منه أكثر مما يجب، أو نطلب منه ما هو مثالي.

يمكن أن يتعلم بالتوجيه البسيط، ويُحفّز على ذلك معنوياً أو مادياً عدة مراتٍ؛ حتى ينطفئ السلوك غير المرغوب، ونثبت السلوك المرغوب فيه.

والأمر يتطلب إحاطة الطفل بالجو النفسي الخالي من أساليب التهديد والوعيد، والمفعم بالمحبة والعطف والحنان.

ولا بد من مراعات حاجات الطفل وإشباعها بالطريقة المثلى، خاصةً ما يتعلق باللعب واللهو؛ وذلك لتفريغ طاقاته، وخفض أي توتراتٍ تنشب نتيجة تعاملك معه، فإعطائه وقتاً خاصاً به، وسماعه لعباراتٍ تُشعره بأنه مرغوبٌ فيه، وأنه مصدر إعجابٍ بالنسبة لك، وتجنب الإكثار من الأوامر والنواهي؛ من العوامل التي تساعد كثيراً في إحداث التوازن في شخصيته.

أما أسلوب العقاب بالضرب فهذا قد يزيد المشكلة تعقيداً، ولا بد من البحث عن الأسباب التي أدت إلى تدهور المستوى الأكاديمي للطفلة، هل هذا ناتجٌ من وجود مشاكل في الأسرة، أو المدرسة؟ أم مشكلةٌ خاصةٌ بالطفلة ولا تريد الإفصاح عنها؟ أم نتيجة الخوف من الوالد؟ وما إلى ذلك من الأسباب التي ينبغي الكشف عنها بالتي هي أحسن.

فإذا استمر الوضع على ما هو عليه فقد يتطلب الأمر مقابلة المختصين في الطب النفسي؛ للتأكد من وجود اضطراب فرط النشاط، ونقصان الانتباه الذي يعاني منه كثيرٌ من الأطفال في هذا الزمان.

نسأل الله تعالى أن يحفظها ويرعاها.

www.islamweb.net