الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الذي لديك هي نوبات مخاوف، أحسب أنها بسيطة -بإذن الله تعالى-، الطابع الاجتماعي فيها هو الأقوى، وأصبحت لديك مخاوف توقعية ذات طابع وسواسي.
أرجو أن تثق في نفسك، وأنا أؤكد لك أن التغيرات الفسيولوجية التي تحدث لك عند المواجهات هي التي تُشعرك بأنك تتلعثم، أو هنالك تسارع في ضربات قلبك.
تسارع القلب وهو ناتج عن عملية فسيولوجية بحتة، وليس أكثر من ذلك، وهذه المشاعر مشاعر خاصة بك، ليست مكشوفة أو واضحة، أو متلفزة كما يقولون.
أنا حقيقة أنصحك وبكل قوة: أن تواجه، فالتجنب والتهرب أكبر مشكلة، تدعم الخوف الاجتماعي؛ مما يؤدي إلى العزلة التامة.
هنالك نوع من المواجهات اللطيفة والسهلة والجميلة والمفيدة من الناحية العلاجية، أعظم هذه المواجهات هي: صلاة الجماعة، الصلاة مع الجماعة فيها مواجهة تؤدي إلى تطبع النفس وتوائمها وارتياحها في المواقف الاجتماعية، حتى وإن كنت في الصفوف الخلفية، تقدَّم بعد ذلك تدريجيًا، حتى تكون خلف الإمام، هنا يكون نوعًا من التعرض الممتاز، وتعرف أنك في بيت من بيوت الله حيث الطمأنينة التامة، واعقل صلاتك وتدبَّر فيها. هذا أخِي الكريم علاج.
ممارسة الرياضة الجماعية وجدناه مفيدًا جدًّا، أنت شاب ولديك طاقات لماذا لا تلعب كرة القدم مثلاً مع أصدقائك؟ هذا أيضًا فيه تمازج كبير جدًّا.
في الفصول الدراسية دائمًا اجلس في الصف الأول، وحين تكون لوحدك في المنزل أرجو أن تقوم بنوع من التمثيل الدرامي، تتصور أنك أمام التلفزيون تشاهد برنامجًا، وتخيل نفسك أنك مذيع هذا البرنامج مثلاً وتُردد ما يقوله المذيع، وانظر نفسك في المرآة، سوف تجد أن مقدراتك كبيرة جدًّا.
اطلع على تمارين الاسترخاء التي تحدثنا عنها في موقعنا تحت رقم (
2136015)، طبق هذه التمارين، هي مفيدة جدًّا، وفاعلة جدًّا، وسوف تجد فيها فائدة كبيرة جدًّا.
لابد أن تكون لك أنشطة على مستوى الأسرة، أن تكون شخصًا مشاركًا وفاعلاً وصاحب مبادرات، هذا يؤدي إلى انسجام وتطوير اجتماعي كبير في مهاراتك.
هذا هو المطلوب وليس أكثر من ذلك، وفي بعض الأحيان نطلب من الناس ممَّن يعانون من المخاوف أن يتناولوا أحد الأدوية المضادة للمخاوف.
حالتك بسيطة، لكن إن لم تستجب استجابة تامة لما ذكرته لك فهنا اذهب إلى الطبيب وسوف يصف لك أحد الأدوية المضادة للمخاوف الاجتماعية ولفترة قصيرة، من أفضل هذه الأدوية عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) ويسمى تجاريًا أيضًا (لسترال)، أو عقار يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) ويسمى علميًا باسم (باروكستين)، أو عقار يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) ويسمى علميًا باسم (إستالوبرام).
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.