تزوجت دون علم أهلي وموافقتهم، فكيف أستطيع أن أرضيهم؟
2014-12-14 23:34:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب، عمري 23 سنة، موظف -والحمد لله-، لا ينقصني إلا أن أكمل نصف ديني وأتزوج، فلما نويت الزواج، ذهبت للوالد وكلمته، وقلت له: سأتزوج، قال لي: أنت صغير، وأخوك لا بد أن يتزوج قبلك.
بعدها بسنتين تزوج أخي، وكنت قد اقترحت عليه أن نتزوج سويًا، لكنه رفض، فلجأت إلى البحث عن زوجة؛ حتى لا أنجرف في معصية الله، فوجدت بنتًا تكبرني بقليل، تعرفت عليها، وبعدها بثلاثة أيام خطبتها، وبعد أربعة أشهر تزوجتها دون علم أهلي.
علمًا أني أحبها، وهي بنت ذات أخلاق ودين، وبعدها أعلمت أهلي، وكان ردّهم قويًا؛ وهو أن أنساهم، وأنهم يتبرؤون مني، وخاصة أمي وأبي! أنا لا أريد أن أكون عاقًا لهما، فكيف أتصرف؟
آمل النصيحة، وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدّر لك الخير، وأن يغنيك بالحلال، وأن يجلب لك رضا والديك، ويصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.
لا شك أن الصدمة كانت قوية على والديك، وما حصل من رد فعلهم القوي، هو تعبير عن شدة حبهم لك، وليتك شاورتنا قبل أن تُقدم على تلك الخطوة، ونتمنى أن تجتهد في إرضائهم بكل سبيل، واطلب مساعدة أئمة المساجد والدعاة، خاصة ممن لهم قبول عند أسرتك.
لست أدري كيف تمت المراسيم؟ ولماذا لم يطالبوا بمجيء أهلك؟ وما ذا قلت لهم؟ ونتمنى أن تكون الأسرة طيبة، والفتاة متدينة؛ لأن الدين إذا وُجد، هانت بقية الأمور؛ لأننا سوف نصلحها بالدين، وضعف الدين هو الداء العضال.
أرجو أن تقترب من أسرتك وإن طردوك، وتصلهم وإن قطعوك، وتذكّر أن أمر الوالدين عظيم، وإذا وجدوا منك الصبر والأدب والاحتمال والاهتمام بهم ومساعدتهم، فإن المياه ستعود إلى مجاريها.
نأمل الاستمرار في التواصل؛ حتى نتابع معك التطورات، وننصحك بتقوى الله؛ فإنها سبب للخروج من الورطات، وأكثرْ من التضرع والتوجه إلى رب الأرض والسماوات، وتسلّح بالصبر؛ فإن العاقبة لأهله ومعها المسرات.
كلنا أمل أن تتفهّم زوجتُك وأهلُها ما يحصل، وأن يكونوا لك سندًا وعضدًا، وأرجو ألا يحملك جفاء أهلك على التقصير في حقهم، وحاولْ أن تربط العقلاء والفاضلات من محارمك بزوجتك وأهلها؛ حتى يكونوا عونًا لك في إقناع والديك.
نسال الله لنا ولك التوفيق والهداية والسداد والثبات.