أعاني من التفكير الزائد في المستقبل والخوف من الفشل دراسيًا!
2014-12-15 01:36:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا حالياً في نهاية الترم الأول من السنة التحضيرية، وأرغب في دخول تخصص الطب والجراحة بعد السنة التحضيرية، في بداية السنة كنت طبيعيًا جداً ومتحمسًا، ولكن مشكلتي الآن هي أنه تأتيني بعض الأحيان نوبات اكتئاب بسبب التفكير الزائد في المستقبل، وتأتيني وساوس وأفكار أني سأفشل في الطب، ولن أواصل ثم أصاب بالضيق، ولا أريد أي شيء في الحياة، وخصوصاً أني أسكن بعيدًا عن أهلي مع ابن عمي.
تعبت من هذا التفكير الزائد والقلق والخوف من المستقبل، وهذه الحالة بدأت معي بعد الاختبارات النصفية قبل شهرين تقريباً، ولا زالت تأتيني وتختفي، ويأتيني شعور أن هذه الحالة لن تنتهي.
ما هي مشكلتي بالضبط؟ وما هو الحل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرًا لك على التواصل معنا، وعلى الكتابة إلينا من بلاد الغربة، وأكيد ليس الأمر بالسهل أبدًا.
وقد أحسنت التعبير عما في نفسك، وبشكل في غاية الوضوح، ويشير هذا لقدرٍ غير قليل من التأمل والتفكير والمراجعة.
في كثير من الأحيان يتيح السفر والانتقال لبيئةٍ وبلدٍ جديدين فرصةً مناسبة للدراسة والتحصيل العلمي، والبداية بشكل جديد نسبيًا، ولكن لا بد في المراحل الأولى من بعض الصعوبات في التكيّف مع الغربة والابتعاد عن الأهل والأصحاب وجوّ البلد.
وأرجو أن تنتبه أنه من الطبيعي في السنة الأولى من السفر والغربة، وبعد المرحلة الأولى من نشوة السفر والوصول والبدايات الجديدة... من الطبيعي أن تأتي مرحلة افتقاد البيت والأسرة والبلد والصداقات، فمن المتوقع أن تشعر ببعض الهبوط أو الاكتئاب، إلا أنها أيضًا مرحلة عابرة، ويمكنك من بعدها الاستقرار على حالة وسط بين النشوة الأولى، وبين معيشة الواقع الجديد.
وهنا يمكن أن تظهر كل المهارات والإمكانات وخبرات الحياة التي عندك، ومن الواضح من خلال تحليلك المترابط، ومن خلال فهمك لنفسك، يمكن أن تظهر هذه المهارات والخبرات لتأسيس الحياة والدراسة والتفوق الذي تحب.
أنا أنصح أن تعطي نفسك مزيدًا من الوقت للتأقلم مع الحياة الجديدة في بلاد الغربة، وتعلم وأتقن اللغة الرومانية، ولكن إن طالت المعاناة، ولم يتغيّر الكثير، أنصحك بألا تطيل الانتظار كثيرًا، وبأن تراجع أحد الأخصائيين النفسيين، وخاصة إذا كنت غير راغب بأخذ الأدوية النفسية، وقد لا تحتاجها أصلا، فهناك بعض العلاجات النفسية المتوفرة، ومنها العلاج المعرفي، والذي يمكن أن يعينك كثيرًا على تجاوز هذه المظاهر، والأعراض التي تعاني منها.
وخطوة أولى وقبل الذهاب لعيادة طبيب يمكنك أن تراجع الأخصائي النفسي، أو المرشد النفسي في الجامعة، ممن يمكن أن يفهم منك طبيعة ما يجري، وبعد التشخيص الدقيق والمناسب يمكنه أن يضع لك الخطة العلاجية التي يمكن أن يسرِّع مرحلة التعافي.
ولا تنس وأنت في الغربة أن تتواصل مع الجالية العربية والمسلمة، والتعرف على بعض الإخوة المسلمين في مدينتك، والمسلمون والمساجد ما شاء الله متواجدون في معظم مدن العالم، فهذا التعارف والتواصل يمكن أن يخفف عنك الكثير من صعوبات الغربة والابتعاد عن بلد المنشأ.
وفقك الله، -وإن شاء الله- نسمع أخبارك الطيبة.