هل يصح أن أخبر من يرغب بخطبتي بموافقتي قبل أن يتقدموا رسميا؟
2014-12-16 03:41:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا عن هذا الموقع الرائع وجعله الله في موازين حسناتكم.
أخبرتني إحدى زميلاتي من المرحلة الثانوية أن شقيق خطيبها طبيب متخرج وأنه يبحث عن زوجة، وأن إحدى زميلات والدته أخبرته عني بناء على مواصفاته من ارتدائي للنقاب، وأني كما قالت (أهتم بشؤوني ولا أتدخل في غيرها) وأني في كلية الطب، أخبرتني أنها قالت لهم أني لم أوافق، وذلك قبل إخباري بالأمر أصلا، فأخبرتها والدته أن تقول لي مرة أخرى وأن أصلي استخارة، وبعد شعور زميلتي بالذنب أخبرتني، وصليت استخارة أكثر من مرة وكل مرة أزداد راحة لكن أشعر أن زميلتي هذه في قلبها شيء تجاهه، وهي كانت تتحدث عنه كثيراً حين كنت أقابلها في المواصلات من قبل، وهل كان يجب أن تكون بداية الكلام مع أبي أم معي؟ أنا لا أستطيع أن أخبر أبي بشيء، فهل أخبرها أني أشعر براحة وأترك أمر إخبار أبي لهم؟ وإن قدر الله وكانت هناك رؤية شرعية، ماذا أرتدي؟
الأمر الآخر ما هي أفضل طريقة أتعامل بها مع زوجة أبي وأختي غير الشقيقة؟ مع العلم أنهما تحاولان دوما إظهاري بصورة سيئة والتقليل مني، وأنا أعيش في شقة وحدي في ذات البيت، لكني أتناول طعامي معهم، وهم يتضايقون من أي خير يحدث لي، مع العلم أني أتبسم دوما في وجوههم وأظهر اهتماما بأمرهم قدر استطاعتي لظروف دراستي، وإن كنت قد قمت بالفعل بما سترشدونني إليه، ماذا أفعل بعد وهم مختلفون عني في قيمي ومبادئي ونظرتي للحياة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ابنة الأمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال وأن يقدر لك الخير ويحقق الآمال.
لقد أسعدتنا هذه الاستشارة بمحتواها وبحسن عرضها، ونسأل الله أن يزيدك توفيقا، ونقترح عليك أن لا تقولي لصديقتك أنك وجدت ارتياحا؛ فقضاء الحوائج بالكتمان أفضل، ولكن اطلبي منهم أن يأتوا لمقابلة والدك، وعبري عن قبولك لأسرتك بعد النظرة الشرعية، لأنك أعطيت موافقة مبدئية، وتكتمل معاني الوفاق بالنظرة الشرعية، والأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
والمخطوبة تجلس بزي جميل وتكشف وجهها وكفيها كما أشار الفقهاء، ولا مانع من التغطية بعد النظرة الشرعية التي ستكون بعلم أهلك وحضور بعضهم، ولا مانع من تجاذب أطراف الحديث بينكما، كما أنه من حق كل طرف أن يبحث ويسأل، فإذا حصل الوفاق والاتفاق فإننا نقول: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
أما بالنسبة لأهلك في المنزل، فاستمعي لما يقولون بهدوء وتذكري أنك صاحبة القرار، ونقصد بأهلك من النساء، أما محارمك من الرجال فينبغي أن يسألوا ويتعرفوا أكثر على الرجل، وكلام محارمك الرجال مهم بخلاف كلام النساء فإنه تدخل فيه الغيرة وغيرها، وأنت -بحول الله وقوته- أكبر من هذه الأمور، ونتمنى أن لا تحملي في نفسك على أحد، واحمدي الله الذي وفقك، واعلمي أن كل إنسان سوف يعطى على قدر نيته وأن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله.
ووصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى الاستمرار في التواصل حتى تصلك النصائح في وقتها وبمناسباتها، فكل مرحلة لها ما يناسبها، وقد أفلحت وأحسنت من جعلت الشرع منهاجها.
نسأل الله ان يقدر لكما الخير، وأن يجمع بينكما على الخير وأن يلهمك السداد والرشاد.