هل يحق لي فسخ الخطوبة بعد أن تبين لي عدم جمال الفتاة؟

2024-02-17 23:15:48 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا شاب، عمري 26 سنة، خريج هندسة مدنية.

خطبت فتاة ولم أنظر لها النظرة الشرعية، ولكني وكّلت أختي لتراها لي، ووصفتها لي بأنها جميلة، وأعجبتُ جدًا بالمواصفات التي حكتْها أختي لي، وعند دخولي في يوم الخطوبة، وجدت أنها ليست جميلةً، وسمراء، ونحيفةً، مما سبب لي الضيق الشديد، وأنا الآن أريد أن أفسخ الخطوبة، ولكن الفتاة من أسرة محافظة وميسورة الحال.

أريد رأيكم، والرد في أسرع وقت.

شكرًا لكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

بخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه، فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولًا: قد أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن مرغّبات الزواج عند كل الرجال إذا أرادوا الزواج؛ تنحصر في أربعة أمور، فقال -صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين، تربت يداك)، فالمرأة المتدينة -كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- خير متاع الدنيا، فعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة)، وبالطبع، لا حرج أن يجمع الرجل بعد الدين بالمال، أو الجمال، أو الحسب، أو الجميع، المهم أن يكون الدين أساسًا وعمدةً.

ثانيًا: إذا افترضنا أن الأخت متدينةً، وأن الجمال الذي رأيته هو الذي صدك عنها، فإننا ندعوك إلى زيارتها مرةً أخرى، والنظر إليها، ولكن -أخي الحبيب- احرص على أن تذهب في يوم وقد حافظت فيه على أذكارك، وأنت على وضوء؛ لأن الشيطان قد يبغضها في عينيك؛ لخيرٍ فيها، فانظر -بارك الله فيك- إلى هذا الأمر بعين الاعتبار، ولا تعتمد على كلام أختك، بل لا بد أن تنظر إليها؛ لترى ما يرغّبك فيها للزواج، فإن هذا كما قال النبي أنه أدعى إلى دوام العشرة الطيبة، فقد أخبر النبي ‏-صلى الله عليه وسلم- كما في حديث‏ ‏المغيرة بن شعبة ‏حين خطب امرأة، فقال النبي‏ -‏صلى الله عليه وسلم- له: (‏انظر إليها؛ فإنه‏ ‏أحرى‏ ‏أن يؤدم‏ ‏بينكما)؛ أي ‏أحرى أن تدوم المودة بينكما.

ثالثًا: إذا رأيتها، وكانت في عينيك جميلة فالحمد لله، أما إذا رأيتها، ووجدت صدودًا للمرة الثانية، فاستخر الله -عز وجل- في المُضي من عدمه، واعلم أن تركك إياها وهي بكرًا، ولم يتم العقد بينكما خير لها ولك من أن تتزوجها وأنت لها كاره، ثم تريد الانفصال، فتكون آثاره وتبعاته سلبيةً جدًا.

استخرْ –أخي الحبيب-، واعلم أن الاستخارة لن تأتي إلا بخير.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يقضي لك الخير على ما يحبه ويرضاه، والله الموفق.

www.islamweb.net