شكوكي الدائمة في زوجي وعدم ثقتي به
2014-12-23 04:46:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة، متزوجه منذ أربعة أشهر، زوجي له علاقات قديمة مع فتيات، وفي فترة عقد القران اعترف لي بنفسه عن علاقاته السابقة، وكان يقول بأنه كبر ونضج وترك هذه السخافات، المشكلة أنني اكتشفت بعد زواجي منه بأنه كان يكذب، وكان يخرج مع هؤلاء الفتيات في فترة الخطبة، كان يقابلهن في شقق وحدهم، ويتعذر لي بأنه مشغول.
استمر بمواعدة الفتيات والاختلاء بهن حتى قبل زواجنا بشهرين، ثم قطع جميع علاقته، في الفترة الحالية أنا عند أهلي للدراسة، في مدينة غير المدينة التي يعيش بها زوجي، أصبحت أوسوس وأشك به لم يعد بإمكاني الثقة به مجدداً، حينما يأتي لزيارتي أبدأ بتفقد ملابسه وأغراضه وهواتفه، ولكنني لا أجد شيئاً يثير شكوكي، فهل تاب فعلاً وترك الماضي أم أنه يقوم بمسح ما بهاتفه قبل الوصول إليّ؟ لقد لاحظ زوجي تفتيشي لهواتفه بالسر، وأخبرني بأنه تغاضى بالمرات السابقة، ولكنه لن يتغاضى عني مرة أخرى وسيكون له تصرف آخر، ماذا أفعل؟ وكيف أتخلص من هذه الأفكار والوساوس؟
أتمنى منكم الإجابة، وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غلا الود الوتين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحباً بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يطيل في طاعته الآجال.
لا شك أن العلاقات العاطفية خارج الأطر الشرعية أمر مرفوض شرعاً، وعقلاً، وعرفاً، ولكن التجسس والتفتيش مرفوض أيضاً، وفيه ضرر كبير عليه وعليك، وإذا كان قد اعترف لك، مع إننا نتمنى في مثل هذه الأحوال أن يتوب إلى الله، ويستر على نفسه، - فأرجو أن لا ترجعي إلى الوراء، وصدقيه في زعمه، واهتمي بالقرب منه، والاهتمام به، فإنه إذا وجد منك الحلال، والجمال، والأدب، والتقدير، والاحترام، فلن يعود إلى الفحش والآثام.
وأنت كالطبيب، والطبيب إذا عرف المرض لا يعيد الفحص، ولكنه يبدأ في إعطاء الدواء، ولا يلوم المريض ولا يعنفه، بل يشفق عليه ويتلطف به، والحمد لله أنك لم تجدي أشياء جديدة، فتعوذي بالله من شيطان يحاول أن يشوش عليك، وهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم شيئاً إلا إذا قدر مالك الأكوان.
فأظهري له الحب، وبيني أنك لا تخافين منه وإنما تخافي عليه من أهل الشر، وأن دافعك هو الغيرة عليه، والغيرة عنوان الحب، وتوقفي تماماً عن البحث في جواله؛ لأن الدين لا يقبل، ولأن التجسس وتتبع العورات يفسد الإنسان، ولا نريد أن يصل إلى مرحلة بأنك لا تصدقني، فلا فائدة.
ونتمنى أن تكوني معه، أو يكون معك؛ لأن هذا هو هدف الزواج، والأشهر الأولى لها أهميتها في فهم الشريك، وفي تعميق معاني الحب والانسجام.
وهذه وصيتنا لكما، بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، والصبر فإن العاقبة لأهله، وعليك بحسن الظن، وإعطائه الثقة، والإقبال عليه، ونسعد بالاستمرار في التواصل مع موقعك، ونتشرف بخدمة أبنائنا وبناتنا.
ونسأل الله أن يغفر الذنوب، وأن يستر العيوب، وأن يلهمك السداد والرشاد.