ما هي الأدوية المناسبة للرهاب الاجتماعي؟

2015-01-12 01:14:15 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

في بعض الحالات عند الحديث مع بعض الناس ينتابني قلق، وتسارع في نبضات القلب، وتعرق، وبالتالي أجد نفسي أتلعثم وأجد صعوبة في نطق بعض الكلمات، وأشد ما تكون معي هذه الأعراض إذا كنت في حلقة نقاش، وحان دوري لأتكلم، والأنظار موجهة إلي، فهنا أجد صعوبة في نطق بعض الكلمات، خصوصاً في بداية الوقت، ثم أسترسل في الحديث، ولا أجد مشكلة، خصوصاً إذا لم أتلعثم أمامهم.

وقتي منظم، ومجتهدة في دراستي الجامعية، وإيجابية في جميع جوانب الحياة ومتفائلة، وأحب الاجتماعات، ولا أتهرب منها، وأحب منذ صغري أن أدعو إلى الله، وأعد محاضرات وكلمات لألقيها، وأتكلم بكل طلاقة، وأدعو الله دائماً أن يشرح صدري ويحلل عقدة من لساني.

ولأنني متأكدة أن صعوبة النطق منشؤها نفسي، ذهبت إلى أخصائية نفسية، وشخصت حالتي بأن لدي رهابا متوسطا، ونصحتني بأن أتناول بعض الأدوية التي قد تخفف من حدة القلق الذي ينتابني.

وبناءً على بعض الاستشارات التي قرأتها لمن يعانون مثل حالتي، قررت أن أتناول عقار زولوفت، وذهبت إلى أكثر من صيدلية فلم أجد عقار باسم زولوفت، بل وجدت عقارا اسمه لوسترال سيرترالين 50 ملجم، وأخبرني الصيدلي أن زولوفت لا يوجد في السعودية، بل يوجد في الأردن، وقال أيضاً أن لوسترال سيرترالين تأثيره نفس تأثير زولوفت، وأنا الآن بدأت منذ 10 أيام تقريباً بتناول نصف حبة، وسأتناول حبة كاملة -إن شاء الله- بدءًا من اليوم، فهل أستمر عليه؟ لأنني بعد أن قرأت نشرة الدواء وجدت أنه يفيد مرضى الاكتئاب، لا مرضى الرهاب.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ العنود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اللسترال Lustral أو ما يسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) يُفيد مرضى الرهاب، نعم هو في الأساس مضاد للاكتئاب، لكنه دواء متميز جدًّا في علاج الخوف الاجتماعي – أي الرهاب – وكذلك القلق والوساوس، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: أنا أرى أن حالتك لا تحتاج للسترال، حالتك بسيطة جدًّا - إن شاء الله تعالى – كل الذي عندك هو نوع من الرهاب الاجتماعي الانفعالي البسيط، وهو متعلق بما يُسمى بقلق الأداء، يعني أنت في بداية المواجهة يحدث لك إفراز كيميائي زائد لمادة الأدرينالين والتي تزيد من يقظة الإنسان واستعداده للمواجهة، هذه الزيادة البسيطة في الإفراز في هذه المادة هي التي تسبب لك الشعور بالرهبة، وهذا لا يأخذ وقتًا طويلاً لديك، بعدها تستقر الأمور، ويكون أدائك متميزًا.

فلا أعتقد أنك في حاجة لعقار لسترال، لكن ما دمت قد بدأت في تناوله فلا مانع أن تستمري عليه بجرعة نصف حبة لمدة أسبوعين – أي أكمليها أسبوعين – ثم تناوليه بجرعة حبة واحدة يوميًا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناوله.

حين أقول لك أن اللسترال لا حاجة لك فيه، أقصد بذلك أنك تحتاجين لأدوية أخفَّ، عقار (إندرال Inderal) والذي يعرف علميًا باسم (بروبرانلول Propranlol) سيكون مثاليًا جدًّا لك، لكن ما دمت قد بدأت في السيرترالين – أي اللسترال – فاستمري عليه، لأن التوقف المفاجئ عن هذا الدواء أيضًا خطأ، الدواء سليم وسوف يُفيدك، ودعميه بعقار إندرال.

تناولي الإندرال بجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناوله، وبعد أن تتوقفي من اللسترال، وكذلك الإندرال ليس هنالك ما يمنع أن تتناولي الإندرال بجرعة عشرة مليجرام ساعة إلى ساعتين قبل المواجهات الاجتماعية، مثل تقديم (presentation) مثلاً، وأنا متأكد أن التحسُّن الذي يحدث لك الآن بعد تناول السيرترالين، وكذلك الجرعة الصغيرة من الإندرال، هذا في حد ذاته سوف يُمثِّل دعمًا نفسيًا إيجابيًا يُشجعك للتخلص من هذه المخاوف البسيطة.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: كوني أكثر ثقة في نفسك، أكثري من التواصل الاجتماعي، وأريد أن ألفت نظرك أيضًا أن تمارين الاسترخاء مهمة جدًّا لإزالة القلق الاجتماعي، وجميع أنواع القلق، فأرجو أن تحرصي على هذه التمارين، وأنا متأكد أن الأخصائية النفسية التي قمت بمقابلتها لا بد أن تكون قد لفتت نظرك لأهمية هذه التمارين، ومن المفترض أن تُدرِّبك عليها، فإن لم يحدث ذلك أرجو أن ترجعي لاستشارة بموقعنا (2136015) وتطبقي التمارين التي وردت في هذه الاستشارة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net