لا أستطيع التكلم مع أكثر من شخص وإذا تكلمت أحس برجفة.. أريد حلا
2015-01-21 14:21:22 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
عمري 23 سنة، أعاني من الرهاب الاجتماعي، المشكلة بدأت عندما انتقلنا إلى حي آخر، في المدرسة عندما كنت في الصف الأول إلى الصف الخامس كنت إنسانًا طبيعيًا يلعب ويتكلم مع أصحابه، انتقلنا إلى مدرسة ثانية في الصف السادس، أول يوم درست في المدرسة الجديدة رجعت البيت، وبكيت، وبعدها لم أكون صداقات، ولم أستطع التكلم فقط في المدرسة، منذ تخرجت وأنا صامت.
أما في البيت، فأنا إنسان عادي إلى سن 20 ، وبعدها تطورت الحالة، والآن لا أتحدث إلى إخواني حتى أبي وأمي إلا في الأمور العادية لا أدري لماذا؟ أما خارج البيت فلا أتحدث إلا مع (شخص لشخص) فقط، أما مجموعة فلا.
ملاحظة: بعض المرات إذا أردت أن أتكلم أحس بأحد يمسك لساني، وأحس برجفة في القلب، حاولت مرات أن أدخل مع الناس، وأن أتكلم معهم، لكن في اليوم الثاني لا أدري ما الذي يحدث لي، فأرجو أن أجد الإجابة، وأريد رقم دكتور نفسي شخصي؛ لأن المراكز النفسية كثيرة، وبعضها مادية جدًا؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الذي تعاني منه هو نوع من قلق الرهاب الاجتماعي من الدرجة البسيطة، وهو قلق ظرفي متعلَّم، حيث الانتقال من مدرسة إلى مدرسة يُعتبر في بعض الأحيان من الأحداث الحياتية الضخمة جدًا لبعض الطلاب، حتى وإن كان أمرًا بسيطًا، لكن معناه النفسي قد يكون كبيرًا مما ينتج عنه بعض التغيرات كالوساوس وحتى الاكتئاب، وكذلك المخاوف الاجتماعية.
الحالة بسيطة جدًا – أيها الفاضل الكريم – أريدك أن تعيد تقييمها، استرجع كل الذي حدث، وسوف تصل لقناعة أن هذا الخوف الذي اكتسبته لم يكن من الضروري أن يحدث أبدًا؛ لأن الانتقال من مكان إلى مكانٍ أو من مدرسة إلى مدرسة هو أمرٌ عادي جدًّا.
حلل الحدث – أي السبب – وحاول أن تُفككه، وهذا -إن شاء الله تعالى- يُساعدك كثيرًا في التواصل الاجتماعي.
الأمر الآخر: لا تتبع مشاعرك أو أفكارك السلبية، وقم بتطبيقات عملية تجعلها تتواصل اجتماعيًا، أولاً: انظر إلى الناس في وجوههم حين تتحدث إليهم، وابدأ بالسلام، وتذكر أن تبسُّمك في وجه إخوانك صدقة، أيضا على مستوى البيت لا بد أن تكون نشطًا ومُشاركًا، وتأخذ مبادرات داخل الأسرة، هذا مهم جدًّا.
النقطة الأخرى: أن تحرص على صلاة الجماعة، الصلاة في المسجد، لا شك أنها خير الأعمال، تشرح صدر الإنسان وتجعله يتوائم ويتوافق اجتماعيًا، وتزيل عنه الخوف والتوتر.
كما أن ممارسة الرياضة الجماعية أيضًا فيه فائدة كبيرة جدًّا مثل كرة القدم مثلاً، أو كرة السلة، هذه النوع من ممارسة الرياضة -والذي هو ذو طابع اجتماعي – وُجد أنه يعالج الخوف الاجتماعي بشكل ممتاز جدًّا.
أيها الفاضل الكريم: ذهابك إلى طبيب نفسي لزيارة واحدة سوف يكون أمرًا جيدًا، وبالنسبة لموضوع التكلفة المادية: إن شاء الله تعالى تُيسَّر لك، وحتى إن ذهبت إلى المستشفيات الحكومية بها خدمات ممتازة، وحقيقة أنا ليس لي رقم تليفون شخصي لأطباء، بل معظم الأخوة الأطباء المتميزين لديهم مشاغل كثيرة جدًا، ويصعب عليهم إجابة التليفونات.
فيا أيها الفاضل الكريم: اذهب لمستشفى حكومي، أو لأحد المراكز لزيارة أو لزيارتين، وأنت تحتاج لدواء أيضًا، من الأدوية التي سوف تفيدك كثيرًا العقار الذي يعرف باسم (زولفت) دواء متميز، وتحتاج أن تتناوله لثلاثة إلى ستة أشهر.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.