أهلي يمنعونني من استعمال الأدوية النفسية، فما الحل؟
2015-01-25 03:35:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتوتر عندما أطلب من أهلي شراء الدواء، فهم يناقشونني في كل مرة أطلب فيها الدواء، معتقدين أنه يسبب لي الإدمان، أحبس نفسي في الغرفة؛ لكي يلبوا طلبي، وأشعر بالضيق والضجر لعدم تجاوبهم.
سأل أخي الطبيب عن الدواء، فأخبره أن الدواء يحتاج إلى المتابعة، ويجب استعماله لمدة أربعة أسابيع، وإن لم أتحسن آخذه لمدة شهر، ثم أتوقف، وطلبته من الصيدلية، وعلمت أنه غير متوفر حتى الأسبوع القادم، أحسست بالقلق، وبكيت كثيرا خوفا من ألا أحصل عليه.
في شهر مايو ذهبت إلى شيخ؛ لأنهم يعتقدون أنني محسودة، فأخبرني أنه حسد ونحس في الدارسة، وألم في الجانب الأيمن من الرأس، وكل هذا صحيح، ولكن المفاجأة عندما قال: محسودة، وأوصاني بالرقية الشرعية، وسور من القرآن الكريم، وكذلك أوراق مكتوب عليها آيات قرآنية أنقعها في الماء ثم أشربها.
لم ألتزم كثيرا، ولكن أحاول قراءة سورة البقرة، وأستمع إلى الرقية، وأشرب الماء، فما رأيكم فيما أفعل؟
هل يجوز الجمع بين الرقية والعلاج النفسي؟ وهل الحسد يسبب أمراضاً نفسية لمدة طويلة؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميرا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنا متأكد أن لديك المقدرة على حسن التواصل مع أسرتك؛ لإقناعهم بضرورة مواصلتك للعلاج الدوائي، حسب الخطة التي وضعها الطبيب، وأرجو أن تنبهيهم بكل ذوق وإقدام، أن عدم الانتظام في الدواء له مضار كثيرة جدًّا، عدم الانتظام في الدواء يؤدي إلى افتقاد فعالية الدواء تدريجيًا، وهذه مشكلة كبيرة.
الأدوية تعمل من خلال ما يُسمى التأثير على الموصلات العصبية، وهي أجزاء حساسة جدًّا في الدماغ، أجزاء عصبية متى ما تناولنا الدواء وأثَّر عليها يكون هذا إيجابيًا، ومتى انقطع عنها الدواء يكون هذا سلبيًا، وفي نهاية الأمر يحصل نوعًا من التشويش الكثيف لهذه الموصلات العصبية، إذا لم يكن العلاج منتظمًا، وهذه حقيقة علمية ألفت نظر أسرتك الكريمة لها، بشرط أن تكون مخاطبتك ذوقية جدًّا، وبشيء من الأناة والصبر والاحترام، وأنا متأكد أنك قادرة على ذلك.
بالنسبة للرقية الشرعية: قضية الحسد والعين –أيتها الفاضلة الكريمة– منتشرة جدًّا في مجتمعنا، ونحن كمسلمين نؤمن بذلك، لكن هنالك الكثير من الدجل، هنالك الكثير من الشعوذة، هنالك الكثير من المنافع واستغلال الناس، فكوني حذرة، واعرفي أن الله تعالى قد أكرمك، واعرفي أن الله تعالى خيرٌ حافظًا، واعرفي أنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك، وما أصابك لم يكن ليُخطئك، وما أخطأك لم يكن ليُصيبك، وأنه لا يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، واعرفي أنه توجد ثوابت في السنة المطهرة، كيف نُعالج أنفسنا من العين والحسد؟ الأمر لا يحتاج لوسيط، الأمر لا يحتاج لقوسٍ أو لقطبٍ كما يقول البعض، لا، لا يوجد بينك وبين الله حاجز أبدًا.
صلِّي صلاتك في وقتها، عليك بالدعاء وأذكار الصباح والمساء، والأذكار الموظفة، وعليك بالرقية الشرعية، وارقي نفسك، وهذا يكفي تمامًا -أيتها الفاضلة الكريمة-.
وإن ذهبت إلى من يُحسن الرقية، ويُوثق به من الرقاة، فهذا أيضًا أمرٌ ممتاز، وأنا متأكد أن المزج بين العلاج الدوائي، وكذلك العلاج الشرعي، إذا كان بالفعل على الأسس الشرعية التي وردت في السنة المطهرة، هذا يعود على الإنسان بفائدة كبيرة جدًّا.
هذا هو الذي أراه، وأرجو أن أذكرك أن رجلاً أتى إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال: (يا رسول الله، أرقية نسترقها وأدوية نتداوى بها هل تردُّ من قدر الله شيئًا؟) أجابه الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (هي من قدر الله) أي أن الدواء من قدر الله، والرقية من قدر الله، وكلها بإذنِ الله تؤدي إلى منفعة عظيمة، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (تداووا عباد الله)، هذا هو المبدأ الصحيح -أيتها الفاضلة الكريمة-.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك كثيرًا على الثقة في استشارات إسلام ويب.