إخواني ضائعون وأهلي غافلون فماذا أفعل؟
2015-01-26 04:55:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قصتي باختصار: إخواني ضائعون، فقد غبت عن المنزل سنتين، ثم رجعت فوجدت المنزل ليس كما كان، أخواتي لديهن علاقات غرامية، واحدة عمرها 27، والأخرى 22، ولا أعلم كيف أصف جرح مشاعري.
أخي تائه ضائع، رجع للبيت يوما ثقيل اللسان، بكيت إلى أن أغفيت حسرة على حاله، وللأسف فإن أبي وأمي غافلان عما يجري رغم تدينهما، فهما ملتزمان حافظان للقرآن، ولكن أعطوهم ثقة ليست في مكانها الصحيح.
أريد أن أرجعهم لطريق الصواب، دلوني كيف لي أن أتعامل معهم؟ هل أواجههم بما رأيت منهم؟
فكرت أن آخذ جوالات البنات، طيب، وماذا بعد؟
يا رب: أنا في حيرة.
ساعدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، نحيي فيك مشاعرك النبيلة تجاه إخوتك وأسرتك، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاحهم، وأن يلهمك السداد والرشاد، والطاعة لرب العباد.
لا شك أن الوضع في المنزل مزعج، ولكن الحل ميسور -بحول الله وقوته- اعرفي خصائص إخوانك العمرية، وتوجهي لرب البرية، واقتربي منهم وأمنيهم، وصادقيهم وأشعري شقيقك بدوره في المنزل، ووضحي لأخواتك خطورة الوقوع في التجاوزات الشرعية، ولا تسارعي بالاتهام رغم وضوح الخلل، وسيري على منهج {يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا}.
ومن المهم الهدوء في المعالجة، واستخدام الحوار والإقناع، ونمي في نفوسهن مراقبة الله، وسوف نسعد بالاستمرار في التواصل والتوضيح حتى نتعاون في وضع خطة دعوية، وبرنامج للمعالجة، وإذا كان الوالدان على الدين، وأنت -ولله الحمد- بهذا الحرص؛ فكلنا أمل في عودة الأمور إلى نصابها وصوابها.
ونحن لا نؤيد فكرة أخذ الجوالات من البداية، بل من الحكمة أن تكوني هادئة حتى تتضح أمامك الصورة، وإذا قررت بعد ذلك أخذ الجوالات فلا بد أن يسبق ذلك حوار وإقناع؛ لأن أي قرار إداري تسبقه مناقشة يكون وقعه جيدا على الشباب والفتيات في فترة المراهقة، وأفضل من ذلك أن يسلموا الجوالات من تلقاء أنفسهم، والاعتراف بما حصل من الخطأ، وإعلان التوبة والالتزام بعدم تكرار تلك المواقف السالبة الخطيرة.
وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن يزداد اهتمامك وتواصلك مع أسرتك، ونبهي الوالدين لخطورة التهاون شريطة أن يتم ذلك بحكمة وهدوء ولطف؛ حتى لا تفقدي مناصرة الوالدين، وإذا كانت معالجة الوالدين للموضوع قد تكون عنيفة، أو متساهلة فمن الخير أن تعالجي الموضوع وحدك دون إشراكهم أو إزعاجهم.
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية والسداد.