مصاب بحالة من الشراهة الكبيرة في الأكل وكثرة النوم..فما العلاج لحالتي؟
2015-02-09 00:18:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أود أن أشكر كل القائمين على هذا الموقع الجميل، فجزاهم الله خيرا.
مشكلتي هي أني أظن أني مصاب بما يسمى الأكل القهري، أو يمكن القول إنها بوليميا بدون سلوك تعويضي، أو اضطراب فرط الأكل، أو Binge eating disorder أو إدمان الأكل. خلال الثلاثة الأشهر الماضية طبقت حمية غذائية متوازنة ومنوعة، ليست قاسية أبدا، من عند الطبيب المتخصص، مع رياضة أكثر من عام ونصف، وخسرت 35 كغ من الوزن، ولم أصل وقتها للوزن الصحي, ولكن في الثلاثة الشهور الأخيرة زدت 25 كغ.
أما هذه النوبة أو الحالة من الشراهة الكبيرة جدا في الأكل قبل هذه الأشهر الثلاثة لم تكن تتجاوز في مدتها الأسبوعين كحد أقصى، ويوم واحد كحد أدنى، حيث تطورت شيئا فشيئا, وبالنسبة للأعراض التي أعاني منها حاليا، وفي الثلاثة الأشهر الأخيرة، هي:
- دائرة مغلقة بين الإفراط في الأكل والريجيم.
- الحزن والضيق، وتذكر ما كنت عليه.
- شراهة كبيرة في الأكل, وعدم الإحساس بالشبع إلا عند الامتلاء التام، وتعود الرغبة في الأكل الشره مجددا بعد مدة قصيرة.
- فقدان الاهتمام، ونقص الدافعية بأشياء مهمة كالدراسة، والرياضة، والأكل الصحي.
- عدم السيطرة على النفس أثناء الأكل, والرغبة الشديدة في الأكل بالرغم من الاكتفاء.
- سرعة ملحوظة في الأكل, وتناول كميات كبيرة جدا من الطعام (قد تصل ل5000 سعرة حرارية أو أكثر) في الوجبة الواحدة.
- الشعور بالذنب والندم، وأحيانا اليأس وعدم الرضا بالشكل والوضع.
- كثرة النوم, الخمول والكسل, أي انتكاس من الريجيم رغم أني جربت تبديل كثير من الحميات المتوازنة غير القاسية ظنا أن السبب في الريجيم، ولكن دون جدوى، باختصار: هي شراهة كبيرة في الأكل مع عدم التكيف مع أي وسيلة لتخفيف الوزن، وكأن جسمي يعمل ضدي.
ملاحظات: ذهبت للطبيب وعملت فحوصات للغدد وما شابه، وأوضح: أني سليم, أما من الناحية الغذائية لدي ثقافة لا بأس بها عن طريق الأطباء والكتب والبرامج, ولم أتوقف عن التخطيط والمحاولة حتى اليوم لإنقاص الوزن من خلال ريجيم ورياضة رغم السقوط, حتى أني عندما كان الوزن 101 بهدف عدم الزيادة والتثبيت، جربت أن أنظم الأكل بدون إنقاصه، ولكن دون جدوى، أي آكل 5-3 وجبات في اليوم مع الرياضة، لكن لم أستطع الإكمال حينها، وأدركت أن المشكلة ليست في الحمية ذاتها، سمعت من طبيب أنها حالة يعاند الجسم فيها أي طريقة لإنقاص الوزن.
سؤالي لحضرتكم: هل هذا مرض؟ مع العلم أني لا أعاني من أي أمراض أخرى والحمد لله, هل يجب أن أذهب لطبيب أو معالج نفسي؛ كي لا تتفاقم الحالة، مع عدم رغبتي مطلقا بالذهاب وصعوبة ذلك؟ وإن كان ضروريا جدا فأي تخصص أذهب هل الطب النفسي أم تخصص آخر؟, وما هو علاجه؟, هل هو اكتئاب -لا قدر الله- مع العلم أني مبتسم، وضحوك في أغلب المعاملات, وهل ينصح بأخذ أدوية علاجية؟ مع العلم أني أدرس ولدي خوف معتبر من الأدوية, وهل الإبر الصينية مفيدة في هذه الحالة؟ وهل يمكن الاعتماد عليها كعلاج وحدها؟, ما هي النصائح التي تقدمونها حضرتكم؟
وأخيرا جوهر طلبي من حضرتكم هو: كيف أواصل حتى الوزن الصحي؟ لأني سئمت صراحة من الوضع الحالي.
اعذروني على الإطالة، وأخذي من وقتكم الثمين، بارك الله فيكم، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد السلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أيها الفاضل الكريم: بالفعل من وصفك الدقيق لحالتك نستطيع أن نقول: إنك -في الغالب– تعاني من نوعٍ من العُصاب القهري المتعلق بتناول الطعام، والشعور بالندم بعد الأكل وكثرة النوم، والشعور بالتكاسل، هذه من علامات الاكتئاب النفسي، حيث إن حوالي عشرة بالمائة من حالات الاكتئاب لا تكون الأعراض فيها نموذجية، إنما تكون غير نموذجية، مثل النوع الذي تحدثتَ عنه.
أيها الفاضل الكريم: إن شاءَ الله حالتك في بداياتها، وأنا أود أن أحتِّم عليك بأهمية الذهاب إلى الطبيب النفسي. أنت تحتاج لشيء من العلاج الإرشادي، وقطعًا مضادات الاكتئاب مثل عقار يعرف تجاريًا باسم (بروزاك Prozac) والذي يسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine) أثبتتْ جدواها التامة في علاج اضطرابات تناول الطعام من النوع الذي تعاني منه، وفي ذات الوقت قطعًا هذا الدواء داعم للمزاج بصورة واضحة جدًّا.
وأريدك أيضًا أن تضع لنفسك ضوابط صارمة جدًّا حول تناول الطعام، وأن تضع هدفًا فيما يتعلق بوزنك، وتحديد الهدف وتحديد الوزن المُبتغى دائمًا يجعل الإنسان في حالة من السكينة الذاتية، ويُحسِّن المزاج، وهذه الطريقة يُعرف عنها أنها تُؤدي إلى مكافأة داخلية، تجعل الإنسان يكون أكثر حماسًا للتخلص من العادات الوسواسية المكتسبة من النوع الذي تحدثت عنه.
نعم، اذهب إلى الطبيب النفسي، وأنا على ثقة تامة أنه بشيء من الإرشاد والتوجيه، والانضباط الذاتي، وتناول عقار بروزاك؛ سوف تتحسَّن أحوالك جدًّا.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.