حبي لصديقي أعماني عن كل شيء حتى أهلي وخطيبتي.. أريد التوازن!

2015-03-07 23:11:07 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا أبلغ من العمر 26سنة، مشكلتي هي أنني لدي صديق هو أكثر من الأخ، وهو بالمثل، أيضًا أحبه وأعشقه، وكل وقتي أفكر فيه، للعلم -يا دكتور- أنه فعل معي كل المستحيلات من ناحية النقود، ووقف معي في كل الظروف الصعبة؛ لذا أنا أحبه وأعشقه، وسامحوني على هذا الكلام.

أنا أحبه منذ وقت طويل، حتى إن لديه صديقة وعندما يتكلم معها أغار، والغيرة في أي وقت أيضًا.

سؤالي هو: ماذا أفعل حتى أتجنب هذه الغيرة وأتركه ليعيش حياته؟ للعلم أني كان لدي ماض أمارس فيه الشذوذ الجنسي، ولكني منذ 2010 تركته، وابتعدت عنه وصديقي يعلم بهذا الأمر.

أريد منكم أن تساعدوني حتى أبتعد عن هذا الحب الذي أعماني عن كل شيء وحتى أهلي وخطيبتي تغيرت معاملتي مع الناس والأصدقاء، أريد الجواب في أقرب وقت من فضلكم فأنا أعاني.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الصمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أولاً: أخي الكريم نقول: لا بأس من تكوين العلاقة مع الآخرين بغرض الصداقة والإخوة، فالمسلم للمسلم يقف معه في وقت الشدائد، ويساعده إذا أصابه مكروه، فما قدمه لك هذا الشخص -إن شاء الله- يكون في ميزان حسناته.

الحب -أخي الكريم- له حالات تختلف فيها المشاعر من حالة لأخرى، فحب الوالد لابنه يختلف من حب الزوج للزوجة، وحب الصديق لصديقه يختلف من حب الابن لأمه، وهكذا الأمر لكل حالة شعور معين.

إذا اختلت هذه المشاعر وأصبحنا نحب الصديق كحبنا لشريك الحياة يصبح هذا التعلق مرضياً، وينبغي على الفرد التخلص منه.

أما الغيرة فهي شعور أو انفعال مركب يجمع بين حب التملك والغضب، وهي كراهية شراكة الغير في حق، وتحدث عند الأطفال والكبار والنساء والرجال، بل حتى عند الحيوانات (أعزك الله)، فهو سلوك فطري مثله مثل الانفعالات الأخرى.

الغيرة المحمودة هي غيرة المسلم على حرمات الله، وغيرته على محارمه، فالديوث هو الذي لا يغضب ولا يغير على عرضه، ومن مميزات الغيرة صيانة وحماية الأعراض، والغيرة المذمومة هي الغيرة المرضية التي تتعدى الحدود، فالغيرة بين الزوجين دليل على الحب إذا كانت في المستوى المطلوب، أما إذا أدت إلى الشك فقد تهدم الحياة الزوجية.

فنقول لك -أخي الكريم- أنت الذي تدري بحالك، فإن كان تعلقك بهذا الشخص متأثرا بما سبق من تجارب في الممارسات الجنسية، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، ولا تتبع خطواته؛ لأنه يزين لك الشر، وإذا كانت صداقة خالصة لوجه الله، فاجعل تعلقك به في هذه الحدود.

نوصيك بالإكثار من الاستغفار، وبصلاة الجماعة، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، واحمد الله تعالى أن هداك للتوبة والرجوع إلى الحق، فإن كنت تحب صديقك؛ لأنه أعطاك وساعدك، فالأولى أن تحب الله؛ لأنه هو الذي سخر لك هذا الصديق، والأولى أن تحب رسوله الكريم؛ لأنه هو الذى أخرجنا من الظلمات إلى النور.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

www.islamweb.net