الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أيتها الفاضلة الكريمة: الخلافات بينك وبين زوجك لا بد أن تسعي دائمًا لترميم هذه العلاقة، والمرأة الذكية هي التي تحفظ زواجها، بل تعيش حياة زوجية سعيدة، ليس الحفظ فقط، إنما السعادة والرضا أيضًا مطلوبة، لأن الزواج أصلاً هو مودة وسكينة ورحمة.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنت إنسانة مدركة، في كامل عقلك واستبصارك، ما يحدث منك من تقلبات مزاجية والإقدام السلبي نحو زوجك في كثيرٍ من الأحيان، هذا تحت إرادتك ويمكنك التحكّم فيه، لا بد أن تُغلظي وتُجسّمي في نفسك ما تقولينه لزوجك من كلمات قد لا تكون مقبولة، ومن تصرفات قد لا يكون فيها شيء من الفطنة والحِنكة، وصححي مسارك، أنت صاحبة الأمر، وأنت مُدركة، وأن تستطيعين أن تتغيري، لا بد أن تكون هنالك نوع من الفَلْتَرةِ والتصفية لما تقولينه، الانضباط مهم جدًّا.
ودائمًا لا تلجئي لكلمة (أنت) و(أنا) هذه كثيرًا ما تؤدي إلى التشرذم الزواجي، قولي (نحنُ) أشعري زوجك أنكما كتلة واحدة (يا ليتنا لو قمنا بكذا وكذا) حتى وإن كان هو مُخطئًا أو أنت مُخطئة، هذا توجُّهٍ بسيط جدًّا إذا طُبِّق بالصورة الصحيحة يجعل الحياة الزوجية فيها الكثير من الإيجابيات والسعادة. ولا تنسي هذه الإيجابيات الموجودة في حياتك، أنت متزوجة، وهبك الله الذرية الصالحة، قال تعالى: {ولا تنسوا الفضل بينكم}.
محاولتك للانتحار هو أمر غريب جدا وأمر عجيب جدًّا بالنسبة لي، ليس لأني لا أتعامل مع هذه الحالات، أتعامل معها يوميًا، لكن أرى أن دوافعك نحو محاولة الانتحار ليست مبررة، قد تكون صرخة مساعدة، قد تكون فيها شيء من محاولة لفت الانتباه، قد تكون فيها شيء من جعل الآخر ليشعر بالذنب، لكن في نهاية الأمر أنت التي تخسرين. الانتحار يُشوِّه النفوس، يُشوِّه الصورة الاجتماعية لدى الإنسان، وأولاً وأخيرًا يؤدي إلى غضب الله تعالى، والخلود في النار، فلا بد أن تُحرري نفسك تمامًا من هذا الفعل ومن هذا النوع من التفكير.
أيتها الفاضلة الكريمة: عليك أن تنظمي وقتك، كوني منضبطة جدًّا في حسن إدارة الوقت، وقتًا للنوم، وقتًا للراحة، ووقتًا للاطلاع، ووقتًا للتواصل الأسري، وهكذا. حسن إدارة الوقت تجعل لحياتك قيمة، وعليك أن تقومي بذلك.
الأمر الآخر هو أنك محتاجة لبعض الأدوية البسيطة من وجهة نظري، أنت لا تريدين أن تستعملي أدوية نفسية، لكن أقول لك: الأدوية الآن ممتازة وسليمة، خاصة إذا كنت تتواصلين مع طبيب نفسي ثقة، والحمد لله تعالى هم كُثر، ولا أعتقد أن زوجك الكريم سيعترض على ذهابك إلى الطبيب، بالعكس سيقبل ذلك، لأنه يُشاهد بأُمَّ عينيه الصعوبات التي تعانين منها، وكل الذي تحتاجينه هو أحد مثبتات المزاج ومُحسِّناتها، وليس أكثر من ذلك.
وللفائدة راجعي حكم الانتحار أو التفكير فيه: (
262983 -
110695 -
262353 -
230518).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.