الرهاب الاجتماعي أثر على حياتي ودراستي، ما العلاج؟

2015-03-01 02:31:18 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب جامعي، وعمري 23، ووزني 68، وطولي 170، وحالتي الصحية ممتازة -ولله الحمد-، ولا أعاني من أي أمراض، -ولله الحمد-.

عندي رهاب اجتماعي، فمثلًا عندما يستدعيني الأستاذ لأحل مسألة ما على السبورة، أو ألقي كلمة أمام جمع من الطلاب، في هذه الحالة قد أنصرف أو أعتذر أو أي شيء، المهم أني أتجنب هذا الموقف الصعب بالنسبة لي.

الرهاب الاجتماعي حرمني من سنة دراسية، وقدمت اعتذارًا لمدة سنة بسبب هذا الرهاب، وها أنا أعاود الدراسة مجدداً، ولا أريد أن تتكرر نفس المشكلة، علمًا بأنني طالب مجتهد دراسيًا، ولكن الرهاب الاجتماعي حرمني من العلم، وحتى المناسبات الاجتماعية لا أحضرها، والسبب هو الرهاب الاجتماعي.

مشكلتي الوحيدة أني عند مواجهة الجمهور، أو مجموعة كثيرة؛ أشعر بالحياء الشديد والارتباك، ونبضات قلبي تكون سريعة بشكل غير طبيعي، وريقي ينشف، وأتلعثم، والحمد لله على كل حال.

ولقد بحثت هنا عن الرهاب الاجتماعي، ووجدت حالات أصعب من حالتي، ووصفت لهم دواء السيروكسات أو الزيروكسات، وأتى بنتائج ممتازة، وتعافوا من هذا الرهاب الاجتماعي، وأنا أريد مساندة بعد الله -سبحانه وتعالى-، ومن باب فعل الأسباب.

للعلم فإن حالتي بسيطة مقارنة ببعض الحالات المتعافية من الرهاب الاجتماعي، وأنا أعتقد أن السيروكسات أو الزيروكسات دواء مناسب لي، مع ممارستي للمواجهة، وحضور المناسبات والمحاضرات بالجامعة، هذا سيكون جيدًا لي، ولكني متردد أن آخذ هذا الدواء، وقلت: لا بد أن أستشير الدكتور محمد عبد العليم؛ لكي أطمئن، وأريد منك أن تحدد خطة للعلاج ومدة استخدامه.

وشكراً جزيلاً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بادئ ذي بدء أرحب بك في إسلام ويب، وأقول لك: إن رسالتك واضحة جدًّا، معالمها بيِّنة، وأستطيع أن أقول لك -وأنا على درجة عالية من اليقين-: إن الخوف والرهاب الاجتماعي الذي تعاني منه هو من الدرجة البسيطة، لكن هذا لا يعني أن نتقاعس عن علاجه، لا نحن ولا أنت.

قبل أن نتحدث عن العلاج الدوائي -أولاً- يجب أن تحقر دائمًا فكرة الخوف، وعليك أن تقوم ببرامج عملية تعتمد على مبدأ التعريض والمواجهة مع منع الاستجابات السلبية -أي التجنب والهروب من الموقف-.

النقطة الأولى هي: أن تحرص على صلاة الجماعة، صلاة الجماعة فيها خير عظيم، ولعلاج هذا الرهاب وجد أنها من أفضل أنواع العلاجات؛ فاحرص على ذلك.

ثانيًا: لا بد أن تمارس رياضة جماعية بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع، أقل من ذلك لا يفيدك، وذلك حسب الدراسات التي أُجريتْ.

ثالثًا: تطبق المهارات الاجتماعية البسيطة والتي تقوم على مبدأ: أن تُحيِّي الناس دائمًا بتحية طيبة، وتحية الإسلام هي السلام، واعلم أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، وهذا من أفضل أنواع التعريض الاجتماعي.

رابعًا: احرص على صلة رحمك، وقم بمشاركات إيجابية ببيئتك وأسرتك.

خامسًا: الانضمام أو الانخراط في أي مؤسسات أو جمعيات ثقافية أو خيرية أو اجتماعية أو دعوية على نطاق الجامعة، أو خارج الجامعة، سيكون لك فيه خير كثير جدًّا.

سادسًا: زيارة المرضى في المستشفيات، وجدناها أيضًا تعالج الرهاب الاجتماعي.

سابعًا: تمارين الاسترخاء هي أمر أصيل في علاج الرهاب الاجتماعي، فاحرص عليها، وطبقها من خلال الرجوع لاستشارة بموقعنا والتي هي تحت رقم (2136015).

هذه السبعة الأمور التي ذكرتها لك هي جوهر العلاج، وهي بديل أساسي لعدم الذهاب إلى الطبيب النفسي، عالج نفسك بنفسك، لكن لا تُساوم ذاتك، ولا تتردد، ولا تُبرر، ولا تستكن للخوف.

المواجهة إن كررتها لمدة أسبوعين أو ثلاثة سوف يختفي الخوف الاجتماعي منك تمامًا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: هو علاج مساعد، والزيروكسات هو من أفضل الأدوية، ومن وجهة نظري أنت تحتاج لجرعة صغيرة من الدواء، الزيروكسات CR أفضل بالنسبة لك، جرعته الأولية والبسيطة هي 12.5 مليجراما، تتناولها يوميًا بانتظام لمدة شهرين، ثم تجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم 12.5 مليجراما يوميًا لمدة ثلاثة أشهرٍ، ثم 12.5 مليجراما يومًا بعد يومٍ لمدة ستة أسابيع، ثم تتوقف عن الدواء.

وأريدك أن تُدعم الزيروكسات بعقار (جنبريد genprid) ويسمى تجاريًا أيضًا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) بمعدل كبسولة واحدة في اليوم في الصباح، وذلك لمدة شهر، ثم تتوقف عنه. الجنبريد عقار رائع، سوف يُدعم من فعالية الزيروكسات، وفي ذات الوقت يزيل عنك القلق والتوتر؛ مما يُحسِّن لك المواجهات، كلاهما دواءان سليمان.

أسأل الله تعالى أن ينفعك بهما، وأسأل الله لك التوفيق، وقد سُعدتُ كثيرًا برسالتك.

www.islamweb.net