في حيرة من أمري.. هل أدرس أم أتزوج؟
2015-03-04 05:00:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
قال الله تعالى: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}.
بداية -شيخي الفاضل- أسأل الله عز وجل أن يجزيكم خير الجزاء، وأن يبارك في هذا العمل، وأن ينفع به المسلمين، وأن يجعله في ميزان حسناتكم، كما أسأله -تعالى- أن يحشركم جميعاً في زمرة العلماء العاملين المهديين.
أما بعد: -شيخي العزيز- فأنا شاب من المغرب، أبلغ من العمر (26) سنة، مقبل على الزواج، وعملي حارس أمني، راتبي الشهري زهيد ولا يكفي لمتطلبات الحياة، خاصة حينما أتزوج، وأكثر بكثير عندما يكون لدي أولاد.
ساعات العمل كثيرة، فهي (12) ساعة في اليوم، مرة بالليل ومرة بالنهار, وأنا أعمل في هذه الشركة منذ (5) سنوات، وكأنني لم أعمل يوماً، فلا مال مدخر، ولا شيء.
مؤخراً قررت أن أترك هذا العمل، وأذهب إلى معهد التكوين لمدة (4) سنوات للحصول -بإذن الله- على دبلوم (Industrial Electrical Maintenance Technician)، وطلبت من والدي أن يساعدني بمصاريف النقل الذي لا يتعدى دولارين في اليوم.
مشكلتي -شيخي العزيز- مع خطيبتي، فهل أتزوجها وأجعلها تعاني معي في هذه السنوات الأربع؟ أم أتركها في بيت أهلها حتى أحصل على الدبلوم، وأتزوجها؟ أم إن الذي أريده- وهي الدراسة- مستحيلة، فقد ذهب وقتها، وعليه فأتزوج، وأكمل حياتي في هذا العمل؟ وهذه الفكرة تخيفني كثيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وحيد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك -ابننا الكريم- ونشكر لك التواصل والاهتمام والدعاء، ونسأل الله أن يوسع رزقك، وأن يجعلك من السعداء، وأن يقدر لنا ولك الخير، وأن يحشرنا في صحبة النبيين والصديقين والشهداء.
لقد أسعدنا تواصلك قبل اتخاذ القرار، ونؤكد لك أن الزوجة تأتي برزقها، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة، وقد قال الله في كتابه: { إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}، وأيقن السلف بهذا المعنى، فكان قائلهم يقول: "التمسوا الغنى في النكاح"، وهو يتناول قول ربنا الفتاح.
ومع ذلك فنحن نفضل إشراك الخطيبة، والاستماع لوجهة نظرها، فهي الأدرى بمصلحتها، ونحن نميل إلى إكمال الزواج، ونذكر بأن الحياة الزوجية تضحيات، وطول فترة الخطبة ليس فيها مصالح تذكر، بل هي مصدر إزعاج للفتاة وأهلها، ولا مانع من أن تطلب مساعدة الوالد، ونذكر بأن الهمة ترتفع بعد الزواج؛ حيث يشعر الإنسان بعد الزواج أن وراءه مسؤوليات.
ووصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بصلاة الاستخارة التي فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير.
ونأمل أن تستمر في التواصل والتشاور، ونسأل الله أن يكفيك همك، وأن يغفر لك ذنبك، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير، ثم يرضيك به.