تعلقت بشاب في الفصل المجاور وأخاف أن أعصي الله، فما هي نصيحتكم؟
2015-03-05 03:07:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر (19) سنة، منذ سنة وأنا - بفضل الله - ملتزمة، فقد التزمت بالحجاب الشرعي، وأرجو من الله تعالى أن يزيدني في التقى والعفاف.
بحكم دراستي في مدرسة ثانوية مختلطة تحدث فيها الكثير من الاحتكاكات، وعدد الطالبات اللاتي يرتدين اللباس الشرعي فيها أربع طالبات فقط، نلتقي أحياناً ونذكر الله ويذكر بعضنا بعضاً بالدين، لذلك أشعر بنوع من الراحة بعد كل لقاء.
لكن قلب الإنسان فطر على الحب، وأنا أعجبت بشاب يدرس بجوار قسمي، علماً بأني لا أقيم علاقة صداقة مع الشباب، وأحاول تجنب مثل هذه الأمور والشبهات، لكني وجدت نفسي عاجزة أمام مشاعري تجاه هذا الشاب، فهو محترم وطيب والجميع يتكلم عنه بالخير، أحاول قدر استطاعتي أن أغض بصري لكني أشعر أني أزداد تعلقاً به، يزعجني هذا الأمر كثيراً، فدعوت الله أن يصرف قلبي عن هذا الشاب، وأحاول إقناع نفسي بأنه لا جدوى من هذه المشاعر التي أعلم أنها إن طالت فستبعدني عن ربي وهذا مالا أريده، فحبي لربي يفوق كل شيء.
استفساري لكم: هل ما أشعر به سيء؟ وهل أستطيع أن أدعو الله أن يجمعني بهذا الشاب في الحلال؟ كما أني لا أريد ظلم من سيكتبه الله زوجاً لي في المستقبل، وأخاف أن يزداد تعلقي بهذا الشاب.
أرشدوني إلى الطرق الصحيح، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ asma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك - ابنتنا الفاضلة - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يثبتك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولك في طاعته الآجال.
هنيئاً لك بالالتزام بالدين والحجاب، ونحرضك لمزيد من القرب من الصالحات، والمزيد من البعد عن الشبان، غضى بصرك عن الشاب المذكور وعن غيره من الرجال، فإن المرأة إذا اطلقت بصرها أتعبت نفسها، وبعدت عن ربها، وهدمت مستقبلها، وشوشت على مستقبلها العاطفي.
والشاب المذكور لم يلتفت إليك، وإن حصل ذلك فعليه أن يأتي داركم من الباب، وأن يقابل أهل الأحباب، ويأتي بأهله لإقامة التعارف الموصل إلى التآلف، فالزواج مشروع كبير وتعارف بين أسرتين، وعلى أرضية التعارف يقوم البيت المسلم المستقر.
ولا شك أن إعجاب أي فتاة بشاب متميز منقبة للفتاة، قال تعالى في سورة القصص: {يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين}، ولكننا لا نريد إدامة النظر، ونرفض الجري وراء السراب، وأنت لا تعلمي إن كانت له ارتباطات، وربما قد حدد الجهة التي سوف يذهب إليها، وهل يبادلك المشاعر أم لا؟
ومن حسن أدب الفتاة كتمان ميولها؛ لأن الأصل أن تكون الفتاة مطلوبة، ونفضل أن يكون الدعاء عاماً، بأن يقدر الله لك الخير ثم يرضيك به، وعلى كل حال ننصحك بتقديم العقل على العواطف، واحتكمي لآداب الشرع في كل أمورك، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
لقد أسعدتنا هذه الاستشارة التي دلت على التميز، ونسعد بالاستمرار في التواصل، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وهذه وصيتنا لك ولصديقاتك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكن التوفيق والسداد.