زوجي رجل مدخن ويحرمني حقوقي الجنسية فكيف يمكنني التعامل معه؟
2015-04-01 02:09:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد زواجي علمت بأن زوجي مدخن، وقد كنت أرفض الارتباط برجل مدخن قبل زواجي من أجل الظروف الصحية.
عندما تقدم أهله لخطبتي أخفوا عني الأمر، علماً بأنه عندما يبدأ في التدخين يخرج من البيت لساعات طويلة، ولا يأتي إلا في وقت النوم والأكل فقط، فأنا منعته من التدخين في المنزل؛ لأني لا أستطيع تحمل رائحته، وبسبب الظروف الصحية فهو لا يرغب في الجلوس معي في المنزل.
المشكلة الأخرى بأنه لا يلبي رغباتي في الفراش، ولا يأتيني إلا عند رغبته هو، وحينما يأتيني يقضي حاجته ثم يقوم ولا يلتفت لحاجتي، لم أرزق حتى الآن بأطفال، نفسيتي سيئة جداً، ولا أعلم ما هو حل هذه المشكلات؟
أرجو منكم مساعدتي، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلًا بك -أختنا الفاضلة - في موقعك إسلام ويب، وإنا سعداء لتواصلك معنا، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يهدي زوجك.
بخصوص ما تفضلت به، فاعلمي - بارك الله فيك - بأن مشكلة زوجك لها طابع صحي ونفسي واجتماعي.
هو أن متعته فيما حرم الله، هي ما يصيبك بالضرر، وأقصد التدخين، فإذا أراد التمتع بالمحرم انصرف خارج البيت ليطيب حاله به، وهذا أمر يعود على نفسيته بالسلب من جهتين:
الجهة الأولى: شعوره النفسي بأن هذا الأمر يؤذيك، مما يجعله متخوفاً نفسياً من الاقتراب منك.
الجهة الثانية: هو يشعر أنه مسجون عن تنفيذ رغبته في بيته، وكأنه في سجن فيحب الفرار منه.
ثانياً: لا يعني ذلك أن تتنازلي عن حقك في بيئة صالحة، أو تعرضي حياتك للخطر من أجل ذلك، بل عليك أن تجتهدي في تخليصه من هذه العادة الكريهة المحرمة، واعلمي أنه متى ما انتهت منه تلك الحالة، عاد الاستقرار إلى بيتكما - إن شاء الله -.
ثالثاُ: أما عن طريق معالجته فتحتاج إلى ما يلي:
الخطوة الأولى: أول خطوة وأعظم وسيلة هي الاستعانة بالله تعالى على هدايته، وطلب المعونة منه جل وعلا على شرح صدره ليترك هذا الأمر، بل إنه يشرع لك أن تصلي صلاة الحاجة لذلك، وهي ركعتان نافلتان، وبعد سلامك تحمدين الله وتصلين على نبيه صلوات الله وسلامه عليه، ثم تسألين الله حاجتك بما يتيسر لك من صيغ الدعاء، والحديث ثابت في ذلك من أكثر من وجه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الخطوة الثانية: فهي إقناعه بحرمة هذا الفعل بأسلوب جيد، واستخدام الأسلوب الشرعي في الإقناع أمر هام جداً، وذلك بأن تبيني له حكم الشرع في التدخين، وبأنه حرام تحريماً مؤكداً للمضرة المحققة التي تترتب عليه، وقد قال تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}،[النساء:29]، فنهى جل وعلا عن قتل النفس، فيدخل في هذا كل سبب مؤذ يؤدي لتلف النفس أو مضرتها، وقد ثبت عنه صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: (لا ضرر ولا ضرار)، [أخرجه أحمد في المسند].
مضافاً إلى ذلك ما فيه من الإسراف والرائحة الخبيثة المؤذية، فبيني له حكم الشرع في التدخين، وأكدي عليه أنه لا يليق به وهو الرجل المؤمن أن يصر على معصية الله تعالى، خاصة وأنك تأملين منه أن تكون حياتكما جميعاً مبنية على طاعة الله تعالى، والبعد عن كل محرم وعن كل ما يغضب الله تعالى.
هذا الجانب هو أفضل جانب لإقناع زوجك، فبعد تذكيره بالله تعالى، تنتقلين معه إلى بيان الضرر الصحي المحقق من التدخين، ويستحسن في هذه الحالة أن تستعدي بإعداد صور وتقارير طبية تعينه على تفهم وإدراك مدى الخطر المترتب على التدخين.
الخطوة الثالثة: هي زرع الثقة بنفسه في داخله بأنه قادر على ذلك؛ لأن البعض يظن نفسه عاجزاً عن الإقلاع مما يجعله أسيراً لها.
الخطوة الرابعة: هي محاولة كسب زوجك في مشاركته الأوقات التي يود أن ينفرد بها بأصحابه المدخنين، بحيث يصبح وقت اختلاطه بهم قليل، مع ملاحظة بيان خوفك عليه وحبك إياه، وأن هذا هو الذي يجعلك حريصة على اختلاطه بك كثيراً، لتقل فرصة التدخين لديه، والرغبة فيه.
رابعاً: إيجاد طرق عملية للتخلص من التدخين، فلا يكفي أن نقول حرام ثم نترك الرجل، بل علينا أن نقدم له بدائل عملية، وهذه الأمور موجودة ومتداولة ويمكنك أن تسألي عن ذلك، وهناك كذلك بعض الأدوية.
نحن نشدد عليك - أختنا الكريمة -، وننصحك بالرفق بزوجك، وحسن الدعوة لترك هذا الأمر، حتى لا يصل الأمر به إلى العناد والإصرار، والصبر قليلاً على حقوقك الشرعية، حتى يتسنى لك الانتهاء من هذا الخلل الموجود، لكننا باستمرار ننصحك أن تكوني متزينة، وأن تكوني على أهبة الاستعداد دون أن تظهري له حاجتك في هذا الأمر حتى لا يعتليه العناد.
نسأل الله تعالى أن يعينك على هدايته لكل خير، وأن يبارك لكما في بعضكما البعض، والله الموفق.