أنا حساس جدًا، وهذا أثّر على حياتي الخاصة والعامة، ساعدوني.

2015-04-08 01:00:26 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا شاب، عمري 27 سنة، أعاني من مشكلة، ألا وهي أنني حساس جدًا، ولا أعرف كيف أتعامل مع الناس، فمثلًا: لو قلت كلمة عادية من باب المزاح، فبعد ثوانٍ أفكر فيها، وأقول في نفسي: "يا رب، أرجو أن يكون الشخص الذي أمامي لم يفهمني خطأ"، تحصل معي هذه الحالة بشكل يومي ومتكرر، وقد تمرّ عليّ ليالي لا أنام، وطول الليل أفكر في موقف حصل، ولا أستطيع إزالته من بالي.

قد يخطر في بالي موقف حصل قبل سنين، ولا يزال يتكدر خاطري منه، وقد لا أنام الليل بسببه، لدرجة تصل بي إلى إغلاق هاتفي، واعتزال الناس مدة قد تصل إلى أسبوع.

أرجو مساعدتي، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل أنت شاب حساس بعض الشيء، لكنّك -الحمد لله تعالى- لا تلجأ إلى سوء التأويل حول ما تسمعه من الآخرين، إنما يظل عالقًا بتفكيرك، وتبدأ الاجترارات والتفكير المتكرر، وهذا نوع من النهج الوسواسي المصاحب للقلق لدى الأشخاص الحسَّاسين.

أيها الفاضل الكريم، العلاج يكون عن طريق التعبير عن النفس، تجنب الكتمان، التفريغ النفسي من خلال التعبير عن الذات يُقلّل الحساسية الشخصية، وفي ذات الوقت ناقش نفسك وحاورها، لماذا تكون حسَّاسًا؟ لماذا لا تكون مثل الآخرين؟ واجعل لنفسك قدوة من بعض الأصدقاء الذين تعرفهم من الذين يُعتبرون متوازنين نفسيًا، ولديهم التحمل، والقدرة على التعبير عن ذواتهم، هذا يُساعدك.

أيضًا مارس الرياضة وتمارين الاسترخاء، واجعل لنفسك أهدافًا، وضع الآليات التي توصلك إلى أهدافك؛ لأن الإنسان حين يدخل في تطبيقات عملية –أيًّا كان نوعها– يتحوّل فكره إلى طاقة انتاجية، بدلاً من أن يكون فكره قائمًا على الحساسية والوسوسة.

هذا هو الذي أنصحك به –أيها الفاضل الكريم–، وقد تستفيد كثيرًا أيضًا من دواء بسيط يعرف تجاريًا باسم (أنفرانيل Anafranil)، ويسمى علمياً باسم (كلومبرامين Clomipramine)، والجرعة المطلوبة صغيرة جدًّا في حالتك، وهي خمسة وعشرون مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة وعشرون مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم التوقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء وبهذه الجرعة الصغيرة ممتازة جدًّا لعلاج القلق ذي الطابع الوسواسي الذي ينتج من حساسية الشخصية، والدواء ليس له أي آثار خطيرة، فقط ربما يُسبب جفافًا بسيطًا في الفم في أيام العلاج الأولى، كما أنه لا يُنصح باستعماله بالنسبة للذين يعانون من مشاكل في البروستات، أو ارتفاع في ضغط العين.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل بإسلام ويب.

www.islamweb.net