أحب شخصا وأدعو الله أن يجعله من نصيبي، فهل أتبع المنهج الصحيح؟
2015-04-14 02:37:09 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ما يعجبني في موقعكم هو ردكم بطريقة تريح السائل، لهذا أحببت أن أستشيركم في مشكلتي.
أنا فتاة بعمر 23 سنة، تعرفت على شخص كان زميلي في الدراسة، كان بيننا الاحترام، ورغب في خطبتي، لكن ظروف المعيشة الصعبة لم تتح له الفرصة، خاصة بما عليه من مسؤوليات في منزلهم، ومن دون سابق إنذار، انسحب من حياتي كاملة في تلك الفترة، لم أستطع كتمان الوجع الذي بداخلي، وتألمت كثيرا، ولم أترك من ذلك الحين الدعاء له، وأصبح الدعاء عادة لي، وأصبحت أبحث عن الدعاء المستجاب، والتقرب من الله بالصدقات.
ولو لم أرتح لكم لما بحت لكم بسري، فقد كنت أدعو الله دائما، وراجية منه أن يعفو عني وعنه وعن أهله، ويبعده عن الحرام، وأن يكسبه المال الحلال، كل ما تمنيته أن أعيش معه تحت سقف واحد، وأكون أنا قرة عينه وصاحبته في الجنة، ورحمة مطيعة له ولأسرته بما أستطيع عمله وتقديمه، وبالدعاء رحلت عني مشاعر الكره والحقد الذي بدأت تظهر في بداية الأمر.
بعد مرور سنة عاود الاتصال بي، وطلب مني أن أسامحه، وأنه ارتاح من بعض المسؤوليات التي كانت على عاتقه، وأنه في مشاكل في عمله، وكنت أدعو الله له بالخير، وهذا العمل لم يستمر طويلا، وتركه، وانسحب من حياتي تماما، ولم يعد منذ ذلك الحين.
أنا لم أترك الدعاء، ولم أكن حاقدة عليه يوما ما، وفي كل صلاة أدعو الله أن يهديه، أن يكون زوجي، أن يتقرب إلى الله، أن يغفر الله ذنوبه، فوالله أنا أدعو له بكل ما هو خير له.
في الآونة الأخيرة سمعت أنه يتحدث مع فتاة أخرى، شعرت بالاشمئزاز لعدة أيام، لكنني توكلت على الله، واستمررت في الدعاء، وأصبحت أقول: إن كان خيرا فقربه مني، وسخرني للدعاء له، وإن كان شرا، فعوضني بأحسن منه.
في كل دعوة أكون على يقين بقضاء الله وقدره، ولا أكون جاهلة، أو غير راضية بقضاء الله وقدره، وأقول: حتى ولو لم يكن من نصيبي، فربما يكون دعائي خيرا له يوما ما، فأنا حقا أريد أن أكون سندا له، ويكون سندا لي، وما نويت إلا الخير والحلال، والله يستجيب الدعاء، إلا ما كان مكتوبا ومقدرا، وأنا أريد أن أسعى، فالله لا يرد دعوة الملحين.
في بعض الأحيان أعاتب نفسي، وأشعر بكراهية شديدة، وأقول: إن هذا الشخص لا يشعر بي مطلقاً، أنا فقط من يضخم الأمور، وما فات قد مات، ولا يجب أصلا أن أفكر فيه.
لكن سرعان ما أتذكر أن قلب هذا الإنسان بين يدي الله، وأن الصبر مفتاح الفرج، وأن الله بين ثانية وأخرى يغير الأمور، ويستجيب الدعاء، وهو القادر على كل شيء، أصبحت هذه النوبات متكررة عندي، وأصبحت أشك فيما أفعله، فما هي نصيحتكم لي؟ وهل أنا مخطئة فيما أفعله؟ عفوا على ثقل كلماتي، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحواال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال، وأن يطيل في طاعته الآجال.
من مناقب الفتاة أن ترغب في صاحب الأخلاق والدين، وكنا نتمنى أن يبادلك الوفاء والدعاء، ونسأل الله أن يكتب لكم الأجر، وأن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد.
نقترح عليك طي الصفحات، وإدخاله في دعائك العام للمؤمنين والمؤمنات، لأن انشغالك به سيؤثر على مستقبلك الأسري، واندماجك مع محيطك القريب، وإذا كان فيه خير فسيأتي به الله، فهو قد عرفك وعلم عنك ومنك الخير، والحياة لا تتوقف لأجل شخص واحد، ونتمنى أن تشغلي نفسك بالخير، وتتشاغلي بالمهمات، كلما ذكرك الشيطان به، ولا تقفي أمام الذكريات القديمة، وتخلصي من كل ما يذكرك به.
أرجو أن تعلمي أن المرأة صادقة في مشاعرها، وهي أغلى ما تملك بعد إيمانها بالله بخلاف الرجل، وقلبك غال فلا تشغليه بغير الله، وانطلقي في محبتك من حب الله.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه والصبر، فإن العاقبة لأهله، ثم عليك بالإكثار من الاستغفار، ومن الصلاة والسلام على رسولنا المختار -اللهم صل وسلم عليه-، وأكثري من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإنها ذكر واستعانة، ونتمنى أن تستئنفي حياتك بأمل جديد، ولا تتوقفي فالحياة تمضي، وهيئي نفسك لكل الاحتمالات، وعلمي نفسك الرضا بما يقدره رب الأرض والسموات، فالأمر كما قال عمر بن عبد العزيز: كنا نرى سعادتنا في مواقع الأقدار، وسعدنا بتواصلك ونفرح باستمرارك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.