كيف أتخلص من الانقباضات الجسدية والتي سببها القلق؟
2015-04-16 05:10:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتور: كنت في النادي الصحي، ألعب رياضة على مدى شهرين كاملين، وقد نزل وزني تقريبا 17 كيلو، مع نظام غذائي، ومدة الرياضة ساعتين.
بدأت معي الحالة منذ أربعة أشهر بالضبط، فقد حدث معي وأنا أقود السيارة دقات قلب سريعة، وتعرق شديد، وتوتر، وقد استمرت لحضات وزالت.
ذهبت لطبيب، فعمل لي فحوصات، وقال لي: هي حالة توتر، المهم بعدها اشتكيت من (حارق ولوعة) فذهبت للطبيب، فعمل لي تحليلا، وقال لي: معك جرثومة، وأعطاني مضادا (كلسد) لمدة عشرة أيام، ومعه مضادا ثانيا، ولم أتغير.
بعدها قررت أن أذهب لطبيب الباطنية، وعملت منظارا، وقال لي: ليس معك جرثومة، معك تقرحات خفيفة، وأعطاني (رايسك) حبة صبحة ومساء، وحبوبا بعد الأكل (انزيمات هضم) لأن معي القولون.
من هنا بدأت المشكلة، تعبت، وأتتني نوبات الخوف من الأمراض، ونغزات في الصدر، عملت تحاليل شاملة للقلب، سونار، وجهد، وأنزيمات، ولله الحمد كل شيء سليم.
كما عملت تحاليل شاملة للغدة، وفتامين (د، س، ب) وكل شيء سليم، وكذا وظائف الكبد والكلى، ولله الحمد كل شيء سليم، وقد راجعت طبيب الأذن والأنف والحنجرة، وكل شيء سليم، وعملت أشعة مقطعية على الرأس، وكل شيء سليم.
أعاني حاليا من عدم توازن، ودوخة، وخمول، أفضل الجلوس بالبيت، توتر زائد، انفعال، أخرج وأروح للضرورة، أجد ضيقة بصدري، حتى في صلاتي بالمجسد أجد رجفة وتعب.
علما يا دكتور: وزني بدأ ينزل منذ ثلاثة أشهر، نزل تقريبا 5 كيلو منذ بدأت معي الأعراض، علما أني أوقفت الرياضة، وأكلي طبيعي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مبارك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أيها الفاضل الكريم: حالتك -إن شاء الله تعالى- حالة بسيطة، فالقلق والتوتر يؤدي إلى انقباضات عضلية في كثير من أجزاء الجسم خاصة الصدر، وحين ينقبض القفص الصدري يحسّ الإنسان بشيء من الضيقة الشديدة، والكتمة، وشيء من الثقل في صدره، ويُعرف تمامًا أن التوترات من هذا النوع تؤدي إلى ما يُعرف بالأعراض النفسوجسدية أو السيكوسوماتية، التي ربما تشمل الشعور بالخمول وعدم التوازن واعتلال الصحة بصفة عامة.
أيها الفاضل الكريم: أنت ذكرت أنك لا تريد أدوية مهدئة، وهذا أمر أُقدِّره تمامًا، لكن أقول لك: لا تحرم نفسك من نعمة العلاج، فما جعل الله من داء إلا جعل له دواء، فتتداووا عباد الله، علمه من علمه وجهله من جهله، ولا شك أنه أفضل كثيرًا للإنسان أن يكون ممَّن يعلمون فائدة العلاج، ويبحثون عنهم خاصة عند الأطباء الثقة.
أنصحك –أيها الفاضل الكريم– قبل أن تُقرر في موضوع الدواء -سلبًا أو إيجابًا– اذهب إلى طبيب نفسي، حالتك بسيطة جدًّا، لا تحتاج لأدوية منومة، ولا لأدوية إدمانية، أحد أدوية القلق سوف يساعدك كثيرًا، وبعد ذلك استمر في حياتك بكل تفاؤل وإقدام: مارس الرياضة، نظِّم وقتك، وأكثر من التواصل الاجتماعي.
هذا الضيق الذي يأتيك في أثناء الصلاة لا شك أنه من الشيطان، فالقلق النفسي يُسبب لك الكتمة في الصدر، والشيطان يُصور لك الأمر بضخامة شديدة، والصلاة مُريحة للنفس، ولا تُسبب ضيقة في الصدر.
أيها الفاضل الكريم: لا تستسلم أبدًا لسلطان الشيطان، فليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، فأكثر من الاستعاذة بالله العلي العظيم من الشيطان ومن مكائده، واحرص على صلاتك، وكن متفائلاً، واذهب إلى الطبيب، ولا تتخذ موقفًا سلبيًا من الدواء، أنت لا تحتاج لأدوية كثيرة، دواء واحد من النوع السليم كما ذكرت لك، ولا تحرم نفسك أبدًا من نعمة الصحة والعافية، وارجع لممارسة الرياضة، هذا كله فيه خير كثير لك.
موضوع نزول الوزن أيها الفاضل الكريم: ما دام الأطباء أكدوا لك أنك جسديًا سليمًا، فهذا يعني أن القلق والتوتر هو الذي سبب لك ذلك، وهذا أيضًا سببًا حتميًا لأن تتعالج من التوتر والقلق، فلا تحرم نفسك من نعمة العلاج.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.