وقعت في عشق فتاة وصرت لا أفكر إلا فيها ... ماذا أفعل؟
2015-04-16 05:23:12 | إسلام ويب
السؤال:
لقد أمضيت كل السنوات السابقة على ما يرام، واستمر كل شيء على ما يرام حتى السنة الرابعة المتوسطة، حتى وقعت عيناي على فتاة جميلة جدا كانت تدرس معي في نفس المتوسطة لكن في قسم آخر، لقد كانت تأتي إلى قسمنا لرؤية زميلة لها تدرس معنا، لقد وقعت دون قصد مني في عشقها، وطبعا حينها لم أكن أفهم هذه المشاعر، واعتبرت الأمر عاديا.
وقد استمر الأمر على تلك الحال حتى السنة الأولى ثانوي، عندها ساء الأمر أكثر، فقد انتقلتْ تلك الفتاة إلى ثانوية أخرى، وعشت أياما قاسية جدا؛ لأني كنت أشتاق إليها كثيرا، وكنت أفكر فيها ونسيت نفسي! لكن المشكلة ليست فقط مع هذه الفتاة، ودعوني أكمل لكم سرد القصة:
بداية السنة الثانية ثانوي حدثت مشكلة أخرى، لقد كانت هناك فتاة أخرى درست معي في المتوسطة، وعندما بدأت أنسى الفتاة السابقة وقعت في عشق هذه الفتاة، وقد استمر الأمر إلى حد كتابتي لهذه الأسطر.
لم تعد لدي أي شهية، ولا أنام سوى ساعات قصيرة، ولا رغبة لي في الدراسة، وهذا ليس كل شيء، حتى شعري بدأ بالاختفاء خصوصا من الجوانب، أنا أرى أن الأوان قد فات، ولا يمكنني تغيير شيء.
لم أعد أستطيع تحمل الحقيقة، وأفكر في الانتحار؛ لأن الانتحار أفضل من تحمل كل هذا الحزن والألم، أنا لا أستطيع التركيز في دراستي، ولا أفكر إلا في تلك الفتاة! وأخاف أن تصل إلى الجامعة؛ فيفتنها رفاق السوء، وأخشى عليها كثيرا، وأخاف أن يتلاعب بعواطفها شخص آخر ويسلبني إياها، خصوصا أنها جميلة جدا، وأي شخص يراها يفتن بها.
أرجوكم أخبروني ماذا أفعل؟ هل أحاول أن أنساها مع أنني لا أتحمل الحياة من دونها أم أستمر في التفكير فيها حتى أجد وظيفة فأطلب يدها؟
أرجو أن تجيبوني بسرعة فأنا لا أعلم ماذا أفعل، وأتألم بشدة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hani حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يملأ قلبك وقلوبنا بحبه والإيمان، وأن يقينا جميعا من فتن النساء والزمان، وأملنا في الله أن يصلح الأحوال، ويحقق في طاعته الآمال.
لا شك أن من يطلق عينه في الغاديات والرائحات تتعبه المناظر، والشيطان يستشرف المرأة يزينها ليفتنها ويفتن بها، والنظر سهم مسموم، وإذا كان السهم المسموم يتلف البدن فإن النظر يفسد القلب ويشوش عليه، وقد أحسن من قال:
فإنك متى أرسلت طرفك رائدا ** لقلبك أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر ** عليه ولا عن بعضه أنت صابر
وقد أعجبني وأسعدني تخلصك من الأولى، فاطلب معونة الله على الثانية، وعمّر قلبك بحب خالقنا الوهاب، وأقبل على تلاوة كتابه، والأنس بذكره، واسأله من فضله، وتذكر أن قلبك وقلوب العباد بين أصابعه؛ يقلبها ويصرفها.
ومما ننصحك به ما يلي:
1- اللجوء إلى الله.
2- تذكر أن في المعشوقة عيوبا.
3- تذكر أنها قد لا تبادلك المشاعر.
4- تذكر أنها قد تكون مرتبطة مع أحد أقاربها.
5- تذكر أن أمرها إلى أوليائها.
6- تذكر أنك غير مستعد، ويصعب عليها أن تنتظرك.
7- تواصل مع موقعك، واحشر نفسك في زمرة الصالحين.
فلماذا تتعلق بالسراب؟ فاتق الله وعد إلى الصواب، واسأل ربك الوهاب، ورغم صعوبة التوقف والنسيان إلا أننا نؤكد أن الأصعب والأخطر هو التمادي مع مشاعر العشق المتصاعدة، والتي قد توصل إلى أمور لا تحمد عواقبها، فانج بنفسك يا سعد فقد هلك بالعشق من كان سعيدا.
ونحن نطالبك بنسيان بل والتوقف عن النظر لغيرها، والانتباه لنفسك، والاستعداد بما يتيسر، فالزواج يحتاج لإعداد واستعداد، ثم اطرق بعد ذلك باب من شئت؛ لتجد الحفاوة، ولا عجب؛ فالشباب الراغب في العفاف عملة نادرة، وأهل البنات في انتظار من يطرق الأبواب، وهم أعداء لمن يعبث بالأعراض.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بالتوقف عن التفكير، وإذا ذكرك عدونا ليحزنك؛ فتعوذ بالله من شره، وتشاغل عنه واطرده بالأذكار والاستغفار والطاعات.
نسأل الله أن يوفقك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به، وتذكر أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا.
سعدنا بتواصلك، ونشرف بمساعدتك، ونسأل الله أن يوفقك.