هوة شاسعة بيني وبين خطيبي بسبب تغربه للعمل!
2015-04-19 05:23:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 26 سنة، متزوجة منذ 5 أشهر، بمجرد أن تم عقد القران بيننا ذهب زوجي للعمل ببلد آخر غير بلدنا، من غير دخلة ولا أي شيء، وتم كل شيء بسرعة، وعند وصوله إلى هناك أحس بهم وغم، وأصبح يذكرني بالأمر ويقول عبارة: أنا لم أتزوج، وكلامه يضايقني كثيرا، كما أننا أصبحنا نتشاجر ليل نهار.
استمرت خطوبتنا سنتين قبل أن نعقد القران، وذلك لأنه كان يعاني من الاكتئاب، ولأنه لم يجد عملا، وبمجرد أن وجد عملا في المملكة السعودية عُقد قراننا، لكن السيء في الأمر أنه بذهابه إلى هناك ساءت نفسيته تجاه الجميع، بما فيهم أنا، ورغبته تدفعه للتعارف على فتيات عبر الدردشة، ومشاهدة صور البنات والأفلام الخليعة، حيث أنه ابتعد عني عاطفيا، وأصبحنا مثل الأصدقاء المتعاركين دوما، لا أدري هل علي إيقاف هذا الزواج، أم ماذا؟ أخاف أيضا من خيانته لي، كما فعل سابقا خلال فترة الخطوبة.
عندما أخبره بأنني أفضل الفراق، يقول: إنه لا يستطيع فراقي مهما يكن، أحس أنني أحبه وأحتاجه أحيانا، لكن في الكثير من الأحيان أكرهه بسبب تصرفاته وتعامله الجاف والعنيف معي، وخيانته.
أنا في المغرب حاليا، وحاولت أن أبحث عن عمل هناك، وعندما وجدت أن الأمر تعسر، اتصلت بالقنصلية السعودية، أجابني موظف هناك أن فكرة عملي هناك مستحيلة، لكن يمكنه أن يبعث لي زيارة، لكنه يعاني من صعوبة مادية فقط، كيف سأتصرف؟ أحس أن صبري لسنوات سيحترق بنار البعد والفراق، وأحس في حياتي بحزن وهم شديدين، فكرت في الانتحار لولا غضب ربي مني.
أتمنى منكم المساعدة، ولكم كامل الاحترام والتقدير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ maylae حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يشفي زوجك ويصبرك، ويصلح الأحوال، وأن يجمع بينك وبينه ويحقق الآمال.
نتمنى أن تتفهمي وضع زوجك، وأسمعيه الكلام الطيب، وشجعيه على الصبر، مع الاستمرار في السعي في تحسين الأحوال، مع ضرورة تحري الحلال، والبعد عن المعاصي والآثام، والإنسان قد يحرم الرزق بالذنب يصيبه، وأرجو أن تعلم البنات والزوجات أن مشاكل العمل والاكتئاب أمور تؤثر على نفسيات الرجل، وعلى آدائه في الفراش، ثم ينعكس على جوانب حياته الأخرى.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بعدم الاستعجال بإيقاف الزواج، وثقي بأن بعد العسر يسرا، واعلمي أن الزوجة هي أهم طبيب لزوجها فى مثل هذه الحالات، ونحن نقدر صعوبة الموقف بالنسبة لك، ولكن قناعتنا بأن أمثالك يقدرن ويتجاوبن ويتأقلمن، وبارك الله فيك وفي بناتنا الصالحات المصلحات.
وإذا قال: أنا لم أتزوج، فقولي أهم شيء صحتك، وأنا في انتظارك، ثم تحثيه على الطاعات وفعل الخيرات، قال تعالى:" وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين"، ولا شك أن تشجيعك له وثناءك عليه مما يعصمه من الالتفات لغيرك؛ لأنك ستسيطرين على اهتمامه، وتتربعين على قلبه، ثم حثيه على أداء العمرة، وشجعيه على فكرة الذهاب له ولو بعد حين، فإن ذلك سوف يكون سببا في خيرات كثيرة لكما في الدنيا والآخرة.
سعدنا بتواصلك، وأفرحنا عقلك ووعيك، ومن أمثالك ننتظر تجاوز الصعوبات، فاستعيني بالله وتوكلي عليه، وتواصلي مع موقعك، ونسأل الله أن يحفظك ويوفقك ويسدد خطاك.